تحليل لوكيل سابق للأمم المتحدة: هذه الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب في اليمن (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة الثلاثاء, 27 نوفمبر, 2018 - 10:52 مساءً
تحليل لوكيل سابق للأمم المتحدة: هذه الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب في اليمن (ترجمة خاصة)

[ غارات للتحالف استهدفت مدنيين بصنعاء - أرشيفية ]

قالت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية إن الحرب في اليمن كانت كارثة بالنسبة لمصالح الولايات المتحدة والمصالح السعودية، وقبل كل شيء كانت كارثة للشعب اليمني.
 
وأضافت المجلة في مقال للكاتب "جيفري فيلتمان" ترجمه للعربية "الموقع بوست"  "لقد أشعلت أكبر كارثة إنسانية في العالم، حيث قُتل عشرات الآلاف من المدنيين وأصبح 14 مليون شخص معرضين لخطر المجاعة".
 
ووصف الكاتب -وهو زميل زائر في معهد بروكينغز وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية من يوليو 2012 حتى أبريل 2018 ومساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدنى من 2009 إلى 2012- الحرب في اليمن بالخطأ الإستراتيجي الذي أدى إلى نتائج مماثلة لتلك النتائج التي قامت الحملة العسكرية بقيادة السعودية لمنعها.
 
وأشار إلى أن الحوثيين أصبحوا أكثر تطوراً عسكرياً وأكثر قدرة مما كانوا عليه في بداية الحرب على المهاجمة خارج حدود اليمن.
 
وتابع فيلتمان "لمدة ثلاث سنوات ونصف، أصرت السعودية، مع انخفاض المصداقية لديها على أن النصر العسكري وشيك، قائلا بأنه لمدة طويلة غضت واشنطن والقوى الأخرى الطرف عن عواقب التدخل، إلا أن مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول في تشرين الأول / أكتوبر ركز اهتمام العالم على سلوك المملكة المتهور، بما في ذلك حربها الكارثية في اليمن.

اقرأ أيضا: مسؤول في أطباء بلا حدود يكتب: هذه المعضلات التي نواجهها في اليمن (ترجمة خاصة)
 
ولفت إلى أن هناك طريقة واحدة سريعة للسعودية لإنهاء هذه الحرب العقيمة، هي وقف حملتها العسكرية من جانب واحد وتحدي الحوثيين للرد بالمثل.
 
وقال إن "القيام بذلك لن ينهي كل القتال داخل اليمن، لكنه سيخلق الظروف اللازمة لمحادثات السلام من أجل كسب الزخم والقادة اليمنيين، بدعم من الشركاء الإقليميين والدوليين، لمعالجة المشاكل الداخلية للبلاد والنفوذ الإيراني المتزايد".
 
ودعا فيلتمان الولايات المتحدة لأن تقود تحالف القوى في دفع السعودية إلى التحرك أولاً، بدلاً من السماح لها بسحب المحادثات مع احتدام الحرب.
 
وذكر أن مارتن غريفيث، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن منذ فبراير / شباط 2018، موكل بالمهمة الصعبة المتمثلة في إجراء محادثات سلام ذات مغزى، وركز جهوده على عدة جبهات في وقت واحد، ويسعى إلى تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى ميناء الحديدة في البحر الأحمر، وفي الوقت نفسه يسعى غريفيث إلى إقناع التحالف بالامتناع عن توجيه ضربات جوية رداً على الهجمات الصاروخية والصواريخ التي يطلقها الحوثي عبر الحدود.
 
وقال "يبدو نهج غريفيث معقولاً، يمكن للقادة من الجانبين أن يقبلوا بسهولة أكبر وقف إطلاق القذائف الحوثية والغارات الجوية السعودية من وقف إطلاق نار شامل، لكن المشكلة في إستراتيجية غريفيث للتفاوض خطوة بخطوة هي أنها ستستغرق وقتا طويلاً".
 
دور هادي
 
واعتبر فيلتمان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الذي وصفه بأنه لا يحظى بشعبية ويعاني من سوء الحالة الصحية، غير مقبول على نطاق واسع، وقال "هو يعلم أن رعاته -السعودية والولايات المتحدة - سوف يتاجرون به بكل رضى من أجل حل النزاع، وهذه المعرفة تجعله مفاوضًا صعبًا ومضطربًا".
 
وتوقع أن يكون استبدال الرئيس هادي معقدًا، مشيرا إلى أن نائب الرئيس اللواء علي محسن الأحمر، يكرهه الحوثيون لدوره في الحروب الوحشية ضدهم من 2004 إلى 2009، ولا يثق به الإماراتيون لكونه عضوًا في حزب الإصلاح.
 
وقال "بدون مرشح واضح لقيادة المرحلة الانتقالية الذي يمكنه كسب تأييد طائفة واسعة من اليمنيين ورعاتهم من الخارج، فإن تكييف وقف إطلاق النار على اتفاق متعاقب يطيل أمد القتال".
 
الطريق إلى السلام يدار من الرياض
 
يقول فيلتمان إن "إنهاء التحالف حملته العسكرية من جانب واحد سيخدم مصالح الرياض بقدر ما سيخدم مصالح الآخرين". وقال "هذا التوقف لن يكون فقط توقف عن إراقة الدماء في اليمن فحسب، بل قد يبطئ أو يوقف الانزلاق في سمعة السعودية العالمية".
 
وأضاف "إذا كانت السعودية تنتظر إنهاء النزاع من خلال محادثات تهدف إلى وقف إطلاق النار، فقد يقرر الحوثيون أن المملكة ستخسر المزيد في استمرار الأعمال العدائية أكثر مما يخسرونه هم، إذ يمكن للحوثيين الحصول على اليد العليا في المفاوضات وجعل الأمر مرهون من خلال تقديم طلبات غير معقولة على السعوديين".

اقرأ أيضا: بلومبيرج: حرب السعودية والإمارات مستمرة في اليمن بمساعدة الحلفاء الجهاديين (ترجمة خاصة)
 
وتابع: للأسف السعوديون لا يبدو أنهم يتحركون في هذا الاتجاه، وأجابوا على دعوات السلام من بومبيو وماتيس مع مزيد من الضربات الجوية.
 
وذكر أن الموقف السعودي الأحادي الجانب محفوف بالمخاطر، حيث إن الحوثيين، الذين أشعلوا الحرب مع سيطرتهم العسكرية في عام 2014، سيستغلونها دون شك ليبشروا بانتصار مقاومتهم ضد قوة النيران الأكبر التي أطلقت ضدهم.
 
كما أشار إلى أن هناك فرصة يمكن تفسيرها على أنها انتصار لإيران، لكنه قال إن وقف إطلاق النار السعودي ليس دواءً لكل داء، إذ ليس هناك ما يضمن أن الحوثيين سيردون بموافقتهم على تقاسم السلطة مع الزعماء اليمنيين المدعومين من السعودية أو أن الجنوب سيتوقف عن محاولة الانفصال.
 
وقال من المرجح أن يستمر القتال المحلي على المستوى الأدنى، حتى لو انتهت الحرب بين الحوثيين والسعوديين، لكن السعودية ستستفيد من وقف عملياتها العسكرية حتى لو رد الحوثيون من خلال الاستمرار في إطلاق الصواريخ عبر الحدود، "حيث سيكون الدور قد انعكس لصالح السعوديين وسيحول العالم انتباهه إلى الحوثيين باعتبارهم المعتدين والمفسدين، وسيتم التسامح على نطاق واسع مع الدفاع السعودي".
 
بعد توقف القتال
 
أشار الكاتب فيلتمان إلى أن حرب اليمن لها جذور عميقة في السياسة التي يسيطر عليها  انعدام الثقة، ففي الفترة من 2004 حتى الإطاحة به في نوفمبر تشرين الثاني عام 2011، قام الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح المدعوم من المملكة العربية السعودية بتنفيذ حملات عسكرية متعددة ضد الحوثيين.
 
وأضاف: "لقد وعد صالح بتحقيق انتصارات سريعة لكن تم تقويضه مراراً وتكراراً بمقاومة الحوثي القوية والمدهشة، والتي تنذر بمصير السعوديين في الحرب الحالية".
 
وحول القرار الدولي 2216 الصادر في 2015 عن اليمن، قال فيلتمان إن القرار طالب بشيء قريب من الاستسلام غير المشروط من حركة أثبتت مراراً وتكراراً قدرتها العسكرية على الصمود، فبدلاً من تقديم صيغة من أجل نهاية متفاوض عليها للنزاع، أصبح القرار 2216 بمثابة اختبار غير مفيد في أيدي السعوديين والإماراتيين.
 
وأضاف لم يؤكد مبعوث الأمم المتحدة على سبيل المثال شروط القرار بشكل كاف، فإن السعوديين والإماراتيين سيظلون في وضع مظلم، إذا كان المبعوث قد أكد على شروط 2216، من ناحية أخرى، فإنه سيشمل الشكوك الحوثية ويستفز مقاطعة الحوثي لاجتماعات الأمم المتحدة.
 
واستطرد "إذا قررت السعودية إنهاء العمليات العسكرية، فعلى مجلس الأمن أن يصدر قرارًا جديدًا يدعم هذا القرار، والذي من شأنه أن يمنح غريفيث وفريقه الأممي تفويضًا أكثر واقعية للمحادثات".
 
تقطيع الخسائر
 
وخلص الكاتب في مقاله إلى أنه بعد ثلاث سنوات ونصف، لا تزال أهداف التحالف الذي تقوده السعودية بعيدة المنال، بينما تتدهور الأوضاع على الأرض، والوضع الإنساني يزداد سوءاً مع انتشار المرض، والحوثيون أصبحوا أكثر ترسخاً من أي وقت مضى، كما ازداد النفوذ الإيراني، مشيرا إلى أن اليمن بحاجة ماسة إلى مفاوضات بحسن نية بشأن ترتيبات سياسية وأمنية طويلة الأجل.
 
*نشرت المادة في مجلة فورين أفيرز الأمريكية.
 
*للعودة للمادة الأصل على الرابط  هنا
 
*ترجمة خاصة بالموقع بوست


التعليقات