قيادي إصلاحي: ثورة فبراير اخترقها الحوثي.. وإعلامي يرد: مراجعات زائفة
- خاص الإثنين, 03 ديسمبر, 2018 - 07:08 مساءً
قيادي إصلاحي: ثورة فبراير اخترقها الحوثي.. وإعلامي يرد: مراجعات زائفة

[ القيادي في حزب الإصلاح عبده سالم والإعلامي سعيد ثابت ]

​فجرت تصريحات لقيادي في حزب التجميع اليمني للإصلاح الجدل حول ثورة الـ11 من فبراير التي أطاحت بالرئيس السابق علي عبدالله صالح من الحكم، بقوله إن ثورة فبراير قد آلت إلى الحوثيين بكل مخرجاتها بصرف النظر عن المدخلات.
 
وقال عبده سالم الذي يشغل عضو الدائرة السياسية في حزب الإصلاح "إن إعادة النظر في تقييمنا لثورة 11 فبراير من زاوية لما آلت إليه الثورة لا إلى ما هدفت إليه"، مضيفا "الاعتراف الواضح بأن ثورة فبراير قد اخترقت بالمسار الحوثي الثوري من أول يوم من اندلاعها" .
 
وأضاف سالم الذي يقيم في العاصمة السعودية الرياض أن "ثورة فبراير قد آلت إلى الحوثيين بكل مخرجاتها بصرف النظر عن المدخلات"، مشيرا إلى أن الثورة الحوثية المزعومة 21 سبتمبر قد ارتكزت في حقيقة الأمر إلى ميزان القوة التي اكتسبها الحوثيون من اختراقهم لثورة فبراير.
 
وأشار إلى أن الاختراق الحوثي لثورة فبراير قد سبقه اختراق أكبر للنظام السابق وللمؤتمر الشعبي كحزب حاكم، والجيش اليمني السبتمبري.
 
وفي السياق، انتقد الإعلامي سعيد ثابت تصريحات القيادي في حزب الإصلاح عبده سالم والتي وصفها بالاتهامات الباطلة لثورة 11 فبراير.
 
وقال سعيد في منشور له على صفحته بالفيسبوك إن" ثمة كتابات لأصوات حزبية تتدثر بالواقعية الوقوعية والعقلانية المضللة بدأت تدعو إلى إجراء مراجعات وتقييم لما آلت إليه ثورة فبراير 2011 العظيمة في اليمن، وهي مراجعات مطلوبة تأخرت كثيرا رغم أن هناك أصوات طالبت بذلك بعد أقل من عامين من اندلاع الثورة وإدخالها في نفق المساومات الحزبية"، وفق تعبيره.
 
وأضاف "ما تكتبه وتروج له هذه الأصوات لا يختلف كثيرا عما تروج له مجاميع قوى الثورة المضادة، فهي محاولة لتبرير النهج الانحرافي الذي تعتمده الأحزاب السياسية التي ارتهنت قرارها لخارجها".
 
وأشار سعيد إلى أن مثل هذه التصريحات هي تعبير عن مأزق سياسي تعيشه هذه الأحزاب وتسعى إلى التبرؤ من أعظم ثورة وأنقى ثورة عرفتها اليمن وتحميلها كل المصائب والكوارث التي تسببت بها تلك القيادات الحزبية عندما سعت بكل قوتها لركوب المد الثوري من زاوية نظرها القاصر بضرورة تحقيق مكاسب سياسية ضيقة على حساب التغيير الجذري للأسف.
 
وقال إن "فرية اختراق الحوثيين لثورة فبراير الشعبية تروجها هذه الأبواق كإدانة للثورة وتنسى أن الثورة انطلقت لتعبر عن كل اليمنيين بمختلف توجهاتهم وفئاتهم ولا تستطيع استثناء أحد ينخرط في ساحتها ما دام أعلن اعتناقها أهدافها".
 
ولفت إلى أن "الثورة ليست حزبا سياسيا ولا نقابة مهنية.. هي فعل شعبي تغييري.. المشكلة في القوى الحزبية التي اختطفت زمام الثورة وأخضعت المسار الثوري لمصالحها وموازناتها السياسية".
 
وتابع "لم يكن شباب الثورة هم المسؤولون عن إدخال الحوثيين إلى صنعاء بسلاحهم وإنما من أدخلهم يومها هو ذات النظام الذي تطالب هذه الأصوات شباب الثورة بالترحم على زعيمه، وتدعوهم إلى نسيان جرائمه ومسامحته ومنحه الفرصة ليعيد إنتاج نفسه لقيادة الدولة التي دمرها واستباحها بتمكين المليشيات من مؤسساتها".
 
وخلص سعيد في مقاله بالقول "إن كان من تقييم نقدي لما آلت إليه ثورة فبراير فهو تقييم سيفضي إلى إدانة هذه الأحزاب السياسية التي اختطفت الثورة وأفرغتها من محتواها وانحرفت بأهدافها بقبولها مبدأ الحصانة وفرضها على المكونات الثورية في الساحات والميادين وعبثها بالمسار من خلال التدثر بعباءة (العقلانية السياسية) التي أفضت إلى كل الكوارث اللاحقة".
 
وتأتي تصريحات القيادي الإصلاحي متسقة مع خطاب بدأ يظهر ويتردد لدى قيادات أخرى في حزب الإصلاح، تدعو لوحدة الصف الجمهوري من خلال التقليل من الدور الذي لعبه صالح في تحالفه مع الحوثيين، وطي تلك الصفحة، باعتبار ذلك مدخلا لمعالجة مشاكل الحاضر الراهن.
 
هذه التصريحات جسدها رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح علي الجرادي  بمطالبته في أحد تغريداته بضرورة عدم السماح لأي انشقاق في الصف الجمهوري، وفق توصيفه.
 
وقال الجرادي في تغريدة على تويتر "يجب أن لا نسمح بانقسام الصف الجمهوري مرة أخرى، حفلة الشماتة في بعضنا لا تليق بلحظة التوحد في مواجهة الانقلاب"، بإشارة منه للوقوف إلى جانب حزب المؤتمر (جناح صالح).
 
واعتبر الجرادي كل من يؤمن بالجمهورية والديمقراطية واليمن الاتحادي المتنوع والمواطنة المتساوية هو شقيق النضال، وقال "الماضي خلفنا كعبرة للعبور نحو المستقبل، لا أن يتحول لمستنقع يصعب الإفلات منه".


التعليقات