مفاوضات الكويت تترك مكانها للحسم العسكري في اليمن
- صُحف الأحد, 29 مايو, 2016 - 10:10 صباحاً
مفاوضات الكويت تترك مكانها للحسم العسكري في اليمن

[ مسلح حوثي ]

تجددت المواجهات العسكرية على الأرض في معظم الجبهات اليمنية الساخنة وعلى وجه الخصوص بنهم في محافظة صنعاء ومنطقتي الغيل والمصلوب في محافظة الجوف.
 
ويحمل هذا التصعيد رسالة إلى المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد مفادها أن مفاوضات الكويت متعثرة وقد تركت مكانها للحسم العسكري.
 
واعتبر مراقبون سياسيون أن الانهيار الوشيك للهدنة في معظم الجبهات، وتجميد بعض اللجان الميدانية الخاصة بالهدنة عملها إضافة إلى تجدد قصف طائرات التحالف ردا على استئناف الحوثيين لإطلاق الصواريخ، يأتي نتيجة مباشرة لحالة الجمود السياسي في أروقة مشاورات الكويت.
 
وقالت مصادر خاصة لـ”العرب” من منطقة نهم إن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تمكنا من التصدي للخروقات الحوثية وقاما بإحكام السيطرة على مناطق واسعة من المديرية، الأمر الذي خلق واقعا عسكريا جديدا بعد أن باتت منطقة بني حشيش الموالية للحوثيين في مرمى نيران الجيش والمقاومة بشكل مباشر.
 
وفي محافظة الجوف ووفقا للناشط الإعلامي خالد أبكر ردت المقاومة على خروقات الحوثيين بشن هجومين من الغرب والشمال لتطويق قرية الغيل وقطع خط الإمداد عن المتمردين. كما تمت السيطرة على كل من نوبة صابر ووادي شواق.
 
وأضاف أبكر أن المقاومة تمكنت أيضا من التقدم في جبهة الهيجة وجبهة وقز باتجاه الغرب والاقتراب من الالتحام بمقاومة جبهة المتون التي تبعد عنهم الآن حوالي خمسة كيلومترات.
 
واعتبر المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي اتساع نطاق المواجهات العسكرية الميدانية بأنه يأتي انعكاساً لرغبة المتمردين في ليّ ذراع المشاورات، على الرغم من بروز مؤشرات على أن الضغوط التي يمارسها سفراء غربيون على الحكومة الشرعية تخدم في جزء منها أهداف الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
 
وأضاف التميمي أن العامل المباشر وراء تجدد الاشتباكات يتمثل في انخفاض منسوب التفاهم بين الرياض والحوثيين، إلى جانب الإحساس المتواصل من جانب صالح بأنه بات أكثر من أيّ وقت خارج حسابات الرياض.
 
ويؤكد الباحث في الشأن الخليجي ياسين هاشم لـ”العرب” أن انهيار الهدنة يشير إلى وصول مشاورات الكويت إلى طريق مسدود، وكذلك المشاورات الخلفية التي يجريها الحوثيون مع السعودية، وهو ما يفسر معاودة الجماعة إطلاق الصواريخ ناحية الحدود السعودية.
 
وتجددت عمليات طيران التحالف في عدد من المناطق التي تشهد قيام الحوثيين بخروقات كبيرة. ووفقا لمصادر “العرب” في منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران فقد تعرض معسكر العمالقة الذي سيطرت عليه الميليشيات لأكثر من ثلاثين غارة جوية استهدفت مخازن السلاح.
 
ولفت الباحث السياسي اليمني نجيب السعدي في تصريح لـ”العرب” إلى أن “جماعة الحوثي المسلحة تتخذ من أيّ هدنة توقّعها مع خصومها كفرصة لإعادة ترتيب صفوفها والتمترس وحشد المقاتلين لشن جولة جديدة من الحرب”.
 
وأضاف السعدي “الحوثيون عادوا لإطلاق الصواريخ في هذا التوقيت بالذات تزامنا مع الانهيار الاقتصادي الحاصل وتدني عملة الريال اليمني بهدف الهروب من أيّ ردة فعل شعبية ضدهم”.
 
وأشار إلى أن التصعيد “يهدف إلى ابتزاز السعودية لدعم البنك المركزي اليمني الذي يسيطر عليه الحوثيون والذين نهبوه في السابق”.
 


التعليقات