هل تنجح محاولات ترميم حزب المؤتمر وإيقاف تحويثه ؟
- وئام عبدالملك - خاص الجمعة, 28 أكتوبر, 2016 - 12:58 صباحاً
هل تنجح محاولات ترميم حزب المؤتمر وإيقاف تحويثه ؟

بعد مضي قرابة خمسة أعوام على بدء الصراع داخل حزب المؤتمر الشعبي العام، أكبر الأحزاب اليمنية، الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح،  واستحوذ على السلطة على مدار 33 عاما، تتجه معالم إصلاح ينحو باتجاهها الحزب في محاولة لإنقاذه من الغرق، وانتزاعه من مخالب الأئمة الجدد، واستعاده الجناح المناوئ للانقلاب لدوره المؤسساتي داخل الحزب.
 
ويسعى الجناح الداعم للشرعية في المؤتمر إلى استعادة دور الحزب، ومحاولة البناء ثانية من منطلق وطني، بعد أن قام المخلوع صالح بتهميش التيار المناوئ لسياسته داخل الحزب، وتسليم رقبة جناحه للحوثيين المدعومين إيرانيا.
 
ووفقا لوكالة الأنباء الرسمية" سبأ" فإن نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن الأحمر، أعلن عن تنشيط عضويته كعضو مؤسس في" المؤتمر" الداعم للشرعية، بما يخدم بقاء الحزب كمكون سياسي مهم، وبما يحقق استعادة الدولة وبناء اليمن الاتحادي، والحفاظ على أهداف الثورة.
 
واتهم نائب الرئيس الانقلابيين بمحاولة إلغاء" المؤتمر"، والتفرد بالسلطة بالقوة وبالقرار الشعبي لليمنيين تحت قوة السلاح.
 
وأشاد" الأحمر" بأدوار قادة وأعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام المساندين للشرعية، معتبرا أن تلك المواقف الوطنية جزءا من رصيد الحزب النضالي، الذي حاول البعض الانحراف بمسار ميثاقه الوطني، وتوظيف هذا الكيان العريض لمصالح ضيقة تخدم التمدد الإيراني، وتقع على النقيض من أهداف الثورة والجمهورية، وتتعارض كليا مع مبادئ الميثاق.

 
تنشيط الحياة السياسية
 
وعلي هذا الصعيد يرى المحلل السياسي فيصل علي أن استعادة نائب الرئيس لزمام الأمور في حزب المؤتمر، تنشيطا للحياة السياسية في البلاد بعيدا عن الأيديولوجيا، خاصة في ظل الحديث عن سحب صلاحية الرئيس هادي ونائبه" الأحمر" في إطار خارطة السلام المسربة والتي قدمها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ للحوثيين.
 
ويقول لـ(الموقع بوست) إنها خطوة ستنجح في كسر احتكار صالح للحزب، ومهمة لعكس مسار الأحداث بالاتجاه الذي تراه الشرعية، فالرئيس هادي هو الأمين العام للمؤتمر، ودخول نائبه على الخط سيلملم جهود أفراد الحزب المناصر للشرعية والدولة.
 
ويضيف" إن كسر شوكة صالح سياسيا مهمة للغاية، فهو قد حول المؤتمر الشعبي العام، إلى أداة بيد الهاشمية السياسية التي فشلت منذ منتصف القرن الماضي، في إنشاء حزب سياسي جماهيري وجنوحهم للطائفية".
 
ويعتقد المحلل السياسي اليمني أن إعادة إحياء حزب المؤتمر الذي أماته صالح، وحوله من حزب جمهوري إلى جماعة تمتطيها الإمامة، يحافظ بإقدامه على هذه الخطوة على مكسب وطني جمهوري، كانت فكرته في عهد الرئيس السابق إبراهيم الحمدي.
 
محاولات إنعاش سابقة
 
لم تكن محاولة نائب الرئيس الفريق الركن" الأحمر" ترتيب البيت الداخلي لحزب المؤتمر هي الأولى، إذ سبق وأن توقع مراقبون أن تتمخض عن زيارة نائب رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر إلى مصر منتصف أغسطس/آب الفائت، عن ترتيبات لاستضافة مصر للقاء موسع لقيادات المؤتمر، سيسحب البساط من المخلوع صالح، الذي يتزعم الحزب.
 
 وكشفت" صحيفة الشرق الأوسط" في مارس/آذار الماضي، عن معلومات تفيد أن السلطات المصرية، وافقت على انعقاد اللقاء الموسع على أراضيها، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
 
وقال نائب رئيس فرع حزب المؤتمر غي محافظة مأرب سعود اليوسفي للصحيفة، إن الملتقى سيقف أمام تشكيل أو انتخاب قيادة جديدة للحزب، والتأكيد على أن القيادة التي ستنتخب، هي التي ستمثل الحزب على كل المستويات الداخلية والخارجية.
 
وأشار" اليوسفي" إلى اتصالات تجري على نطاق واسع بين قيادات حزب المؤتمر في اللجنة الدائمة، والقيادات التنفيذية المؤيدين للشرعية والمناوئين للانقلاب، مؤكدا أن التحضيرات أصبحت في مرحلة الإعداد لتوجيه الدعوات من قبل قيادة الحزب المكلفة، ممثلة بالنائب الأول لرئيس الأول للمؤتمر أحمد عبيد بن دغر.
 
انشقاقات وحوثنة
 
عقب ثورة 11 فبراير/شباط 2011، حدثت العديد من الانشقاقات داخل حزب المؤتمر، تداعت على إثرها أركانه، بعد انضمام عدد كبير من قيادات وأعضاء الحزب لثورة الشباب.
 
وتوالت تلك الانشقاقات في أعقاب سقوط العاصمة صنعاء بيد الانقلابيين في سبتمبر/أيلول 2014، وعاش الحزب مخاضا عسيرا، بعد تعرضه للحوثنة التي شكلت الضربة القاسية له، فضلا عن العمل بعيدا عن أجندة الحزب، وتفاقمت تلك الصراعات الداخلية، وبات يصف البعض الحزب بالمليشيا، وتمخض عنها قرار بفصل عدد من قادته أبرزهم الرئيس عبدربه منصور هادي في نفس عام الانقلاب، وتزامن مع ذلك وجود دعوات من قبل الجنوبيين لترشيح هادي رئيسا للحزب.
 
بعد تفاقم التدهور الذي حل بأركان الحزب، شهدت الآونة الأخيرة عدة مساع من قبل بعض قيادات الحزب، لانتزاع المؤتمر من كماشة الحوثيين، فأطلق العديد منهم دعوات للتقارب مع حزب التجمع اليمني للإصلاح، ثاني أكبر الأحزاب اليمنية في البلاد.
 
ونشر القيادي بحزب المؤتمر ياسر اليماني في حسابه بموقع"فيسبوك"، رسالة اعتذار لحزب الإصلاح وكل قيادته وقواعد، على الأخطاء التي ارتكبها في حقهم طيلة الفترة الماضية، معترفا بالظلم الذي وقع على أعضاء" الإصلاح" خلال الفترة الماضية.
 
فيما أعرب الإعلامي المقرب من المخلوع صالح كامل الخوذاني، سكرتير صحيفة الميثاق لسان حال حزب المؤتمر، عن ندمه لاتخاذه موقفا معاديا للإصلاح، وقيامه بتأييد مليشيا الحوثي.
 
لكن بقيت تحركات حزب المؤتمر(جناح صالح) فردية، لم ينم عنها أي تقارب بين الحزبين( الإصلاح والمؤتمر)، خاصة في ظل إصرار الحوثيين على المضي في مشروعهم، الذي يريد إعادة الإمامة بالقوة، وعمله وفقا لأجندة إيران.
 
ويُبدي العديد من المراقبين تفاؤلهم إزاء الخطوة التي أقدم عليها نائب رئيس الجمهورية، مؤكدين أنها ستحد من استمرار حوثنة الحزب؛ ليعود معها المؤتمر إلى لعب دور سياسي من منطلق وطني، لا يخضع لأي أجندة خارجية.

يشار إلى أن حزب المؤتمر الشعبي العام تأسس عام 1982، وترأسه علي عبدالله صالح، وفي أكتوبر/تشرين الأول 2015 أصدرت اللجنة العامة لحزب المؤتمر(جناح هادي)، قرارا بعزل" صالح" ومن معه وإحالتهم للمحاسبة التنظيمية في الحزب.




 


التعليقات