ما ملامح تقارب هادي مع حزب الإصلاح ؟.. وموقف الإمارات
- عربي21 الإثنين, 14 نوفمبر, 2016 - 03:09 مساءً
ما ملامح تقارب هادي مع حزب الإصلاح ؟.. وموقف الإمارات

[ يقف هادي والإصلاح في خندق واحد باليمن - ارشيفيه ]

تناقلت مواقع صحفية يمنية، أنباء تفيد بأن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يتجه إلى تقارب سياسي مع التجمع اليمني للإصلاح، وذلك نقلا عن مصادر قالت إن الإمارات تعارض ذلك.
 
وتثير هذه الأنباء تخوفات في الجنوب اليمني، بأن يدفع التقارب الأخير الإمارات إلى أن تقرر رفع يدها عن مدينة عدن، ووقف دعمها للمجالات الخدمية في المدينة.
 
وكشف الصحفي الجنوبي ماجد الداعري، أن "الحكومة الإماراتية قررت مؤخرا رفع يدها عن عدن عقب توجه الرئيس هادي للتوافق مع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن".
 
وترفض الإمارات أي تقارب مع حزب "الإصلاح"، وأطلقت اتهامات على لسان وزير خارجيتها أنور قرقاش، ضد جماعة الإخوان في اليمن، زاعما وجود تنسيق بين الجماعة وتنظيم القاعدة.
 
وأوضح الداعري، لـ"عربي21" أن "السبب الرئيس في خلاف الإمارات مع هادي يعود إلى جملة قرارات التعيين التي اتجه لإصدارها مؤخرا، إذ إنه عين قيادات إصلاحية بمناصب مختلفة، كان أحدثها تعيينه عبد الله العليمي مديرا لمكتبه، خلفا لمحمد مارم الذي أطاح به وعينه سفيرا لليمن في القاهرة".
 
وأضاف أن الأمر "لا يعدو كونه خلافا على تسليم هادي زمام الأمور وقيادة الدولة، وقراراته المتعلقة بحزب الإصلاح".
 
وينظر إلى الإمارات بأنها تسعى إلى منع أي دور لتجمع الإصلاح في مستقبل اليمن.
 
وعلق الباحث والمحلل السياسي اليمني، نبيل بكيري، على هذا الأمر، وقال لـ"عربي21" إن "هادي والإصلاح وكل القوى الوطنية باتوا اليوم في خندق واحد، وهم يمثلون دعائم الشرعية التي تقوم عليها فكرة تدخل التحالف العربي، وبالتالي لا مناص من تقارب الجميع تحت راية الشرعية ومعركة استعادتها"، وفق قوله.
 
ولفت إلى أن للإمارات موقفا حادا "تجاه الإسلاميين عموما"، واصفا هذا الموقف بأنه "غير موضوعي، ويحمل من الأوهام أكثر مما هي حقائق يمكن تبديدها من قبل الطرفين".
 
وأضاف أن مثل هذا الموقف أثر كثيرا على المعركة ضد الحوثيين وقوات صالح، "فضلا عن الموقف العام تجاه المشروع الإيراني في المنطقة العربية كلها، وهو موقف استفاد منه الإيرانيون كثيرا"، وفق قوله.
 
وقال إن "انعكاس الموقف الإماراتي من الإصلاح سلبا على المعركة ضد الحوثيين أربك التحالف العربي، وعقد عملياته العسكرية في اليمن، وطال أمد الحسم، ورفع كلفه حتى هذه اللحظة".
 
واتهم بكيري الإمارات بأنها "تعمل في إطار مشروع غربي إيراني له موقف واضح من منع وإيقاف الانتقال السياسي والديمقراطي في العالم العربي عموما، ودول الربيع العربي خصوصا".
 
وأشار ناشطون يمنيون إلى أن الإمارات ربما تتوقف عن دعم مدينة عدن في المجالات الخدمية، اعتراضا على التقارب السياسي بين هادي و"الإصلاح".
 
احتجاجات بعدن لتردي الخدمات
 
ويأتي ذلك وسط احتجاجات في عدن، جنوب اليمن، الأحد، للتنديد بتردي الخدمات الأساسية، مطالبين بعودة الرئيس هادي لحل مشاكل المواطنين، في مظاهرة جابت ساحة العروض، في قلب المدينة.
 
وكانت أبو ظبي أعلنت في أيار/ مايو الماضي، تخصيص مبلغ 20 مليون دولار أمريكي لاستثمارها في دعم وتطوير قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة، جنوب اليمن.
 
وبحسب ما نقلته وكالة "رويترز"، فإن إعلاميين وناشطين دعوا إلى الاحتجاج بعدما تفاقمت الأوضاع في عدن في الآونة الأخيرة، وانعدام الخدمات الأساسية للحياة من كهرباء ومياه صالحة للشرب، وظهور وباء الكوليرا.
 
وقال بيان صادر عن المحتجين إنه "نتيجة لما آلت إليه الأوضاع من انهيار ممنهج في الخدمات الأساسية وعدم صرف الرواتب والتلاعب بالخدمات وفقا لمكاسب شخصية، فقد تمت الدعوة للاحتجاج بساحة العروض لتوجيه رسالة من الإعلاميين الجنوبيين إلى الرئيس هادي".
 
ويعاني اليمن، منذ ثلاثة أشهر، أزمة تأخر صرف رواتب موظفي الدولة وعددهم مليون و200 ألف موظف في عموم محافظات البلاد شمالا وجنوبا، ترصد لهم نحو 75 مليار ريال شهريا على خلفية قرار نقل مقر البنك المركزي اليمني من العاصمة صنعاء إلى عدن.
 
دعم أبو ظبي لانفصال اليمن
 
وتأتي هذه المنحة الإماراتية، في ظل تصاعد الحديث، عن دعم أبو ظبي لانفصال الجنوب اليمني، عن شماله، وفي ظل رصد عمليات ترحيل المواطنين اليمنيين الشماليين، من محافظة عدن وبعض المحافظات الجنوبية الأخرى الجنوبية، جزءا من مخطط لتسريع عملية الانفصال.
 
وكانت مواقع محلية يمنية كشفت في نيسان/ أبريل الماضي، أن لقاء وصف بالمهم، عقد في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، ضم عددا من القيادات الجنوبية، ناقش خطة لتحويل اليمن إلى دولتين فيدراليتين.
 
وبحسب المواقع اليمنية، فإن هذه اللقاءات تأتي في إطار اللقاءات المستمرة لتقريب وجهات النظر بين جميع القيادات الجنوبية للتوافق على رؤية واضحة لإقامة دولتين فيدراليتين في اليمن.
 
من جانبه، رأى الداعري أنه "ليس صحيحا كل ما يقال إعلاميا من قبيل أن الإمارات تعمل على انفصال جنوب اليمن، وذلك لعدم وجود أي مؤشرات حقيقية على ذلك في أرض الواقع"، وفق قوله.
 
وأضاف الصحفي الجنوبي لـ"عربي21" أن "الغالبية العظمى في الشارع الجنوبي، تأمل فعلا من الإمارات أن تساعدهم في انفصال الجنوب".
 
وفي المقابل، أوضح بكيري، أن مسألة الانفصال في هذه الظروف المحيطة في اليمن "مسألة معقدة"، وخطورتها تكمن في أنها "فكرة تتعارض مع ما قامت من أجله (عاصفة الحزم) وقام به التحالف العربي عموما".
 


التعليقات