الرئيس هادي: ثورة فبراير كانت امتدادًا للحركة النضالية وأظهرت أجمل ما في اليمن (نص الكلمة)
- متابعة خاصة الجمعة, 10 فبراير, 2017 - 08:20 مساءً
الرئيس هادي: ثورة فبراير كانت امتدادًا للحركة النضالية وأظهرت أجمل ما في اليمن (نص الكلمة)

[ الرئيس هادي ]

قال رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي إن ثورة فبراير أظهرت أجمل ما في اليمن إنسانا وحضارة وفنا وثقافة، كما أظهرت الوجه القبيح لنظام العائلة، وكشفت مشروع التوريث على حقيقته، وأخرجت أفعى الإمامة من جحورها التي كانت تقتات في حمى الفساد وظل العائلة.
 
وفي خطابه بمناسبة الذكرى السادسة لثورة فبراير قال الرئيس هادي إن ثورة فبراير كانت ثورة شعب ضد العائلة، وضد النخب المغلقة التي اختارتها العائلة وضد شبكة المصالح والفساد التي انتجتها العائلة وطوعت النظام لخدمتها.
 
وأكد بأنها لم تكن ثورة يتيمة بل شكلت امتدادا للحركة النضالية الوطنية بعناوينها العظيمة التي جسدها مناضلو ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين، كما أنها جاءت بعد نضال سلمي ومسيرة حافلة للحراك الجنوبي.
 
وأضاف: "ما أحدثته هذه الثورة الإنسانية النبيلة كان بمثابة هزات عميقة الأثر في كل البنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية، فهي في السياسة أخرجت كل المشاريع المختبئة إلى العلن، سواء مشاريع الإمامة أو مشاريع الإرهاب أو مشاريع وكلاء إيران وغيرها، وتركت الشعب في مواجهة مفتوحة معها جميعا".
 
واعتبر هادي أن الثورة من الناحية الاجتماعية أظهرت مراكز القوى والمصالح على حقيقتها، وأظهرت أن قوة الشعب أعظم من كل قوة، وكشفت الزيف في ادعاء تمثيل المجتمع، كما كشفت اقتصاديا أن المال العام مثل السلطة والحكم متداول في يد المقربين يسخرونه لاستمرار فسادهم.
 
وفي الجانب العسكري قال هادي بأنها فككت المراكز الحديدية للحكم، وحررت الجيش والأمن من سيطرة العائلة، وأعادت له روح الولاء للوطن، بحيث يمكن الحديث اليوم عن بناء جيش وطني بكل ما تحمله الكلمة من المعاني.
 
وأردف: "لقد أظهرت ثورة فبراير طموح الشعب اليمني لمغادرة مربع الماضي والتوق نحو بناء اليمن الاتحادي الجديد، يمن العدالة والمواطنة والحكم الرشيد، يمن البناء والنماء والاستقرار".
 
ودعا الرئيس هادي المغرر بهم إلى العودة لرشدهم، شاكرا التحالف العربي على الجهود التي بذلها لإعادة الشرعية في اليمن.
 
وقال: "إننا نؤكد للجميع بأن الدولة ليست مشروع انتقام ولا تقبل الإقصاء والاستئصال، فالدولة هي راعية اليمنيين جميعا".
 
"الموقع بوست" يعيد نشر خطاب الرئيس هادي بهذه المناسبة:
 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الأمين ..
 
في البداية أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات لشعبنا اليمني العظيم في هذه المناسبة الغالية وهي الذكرى السادسة للثورة السلمية الشبابية الشعبية المباركة في الحادي عشر من شهر فبراير ٢٠١١.
 
لقد خرج الشعب ثائراً إلى الساحات والميادين في معظم محافظات الجمهورية شمالاً وجنوباً بعدما أيقن بأن النظام القائم قد استعصى على الإصلاح وبأن طاقة الشعب لم تعد تقوى على الاحتمال وبأن الاستمرار مع تلك الأوضاع البائسة لن يخصم من رصيد الحاضر فحسب بل إنه سيشوه صورة التاريخ وسيختطف المستقبل.
 
الثورة على الظلم مغامرة محمودة، وعندما يدخل الشعب كلياً في مغامرة متجاهلاً كل احتمالات الفشل والحرب فإنه يكون قد أيقن أن بقاء نظام صالح وعائلته أسوأ من الحرب ومن كل المخاوف والاحتمالات.
 
واليوم وبعد ست سنوات صعبة ومرهقة مرت على هذا الشعب العظيم إلا أنه مازال مؤمناً بخياراته، بل إن انقلاب الحوثي وصالح على الشرعية زادت شعبنا يقيناً بصواب موقف الثورة السلمية وكشفت للعالم الوجه الحقيقي بقبحه وبشاعته لمن ثار عليه ورفض استمراره في الحكم.
 
لقد أظهرت ثورة فبراير أجمل ما في اليمن إنسانا وحضارة وفنا وثقافة، ومع ذلك أظهرت الوجه القبيح لنظام العائلة وكشفت مشروع التوريث على حقيقته وأخرجت أفعى الإمامة من جحورها التي كانت تقتات في حمى الفساد وظل العائلة.
 
لقد كانت ثورة شعب ضد العائلة وضد النخب المغلقة التي اختارتها العائلة وضد شبكة المصالح والفساد التي انتجتها العائلة وطوعت النظام لخدمتها.
 
إن ثورة فبراير ليست ثورة يتيمة بل شكلت امتدادا للحركة النضالية الوطنية بعناوينها العظيمة التي جسدها مناضلو ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين، كما أنها جاءت بعد نضال سلمي ومسيرة حافلة للحراك الجنوبي.
 
وما أحدثته هذه الثورة الإنسانية النبيلة كان بمثابة هزات عميقة الأثر في كل البنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية، فهي في السياسة أخرجت كل المشاريع المختبئة إلى العلن سواء مشاريع الإمامة أو مشاريع الإرهاب أو مشاريع وكلاء إيران وغيرها، وتركت الشعب في مواجهة مفتوحة معها جميعا.
 
وهي من الناحية الاجتماعية أظهرت مراكز القوى والمصالح على حقيقتها وأظهرت أن قوة الشعب أعظم من كل قوة وكشفت الزيف في ادعاء تمثيل المجتمع.
 
وهي اقتصاديا كشفت أن المال العام مثل السلطة والحكم متداول في يد المقربين يسخرونه لاستمرار فسادهم.
 
وهي عسكريا فككت المراكز الحديدية للحكم وحررت الجيش والأمن من سيطرة العائلة وأعادت له روح الولاء للوطن بحيث يمكن الحديث اليوم عن بناء جيش وطني بكل ما تحمله الكلمة من المعاني.
 
لقد أظهرت ثورة فبراير طموح الشعب اليمني لمغادرة مربع الماضي والتوق نحو بناء اليمن الاتحادي الجديد، يمن العدالة والمواطنة والحكم الرشيد، يمن البناء والنماء والاستقرار.
 
أيها الشعب الكريم..
 
لقد كانت ثورة فبراير عظيمة بسلميتها ولذلك قادت الثورة إلى الحوار الوطني وأنتجت الوثيقة التي كتبتها الروح اليمنية العظيمة بتوافقها وحكمتها وسماحتها، وثيقة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، لكن الحالمون بالعودة للسلطة والحكم بالقوة انقلبوا على الحوار وقادوا البلاد إلى الحرب.
 
قادتنا الثورة إلى الحوار وقادنا الانقلابيون إلى الحرب.
 
حافظت الثورة على الدولة ومؤسساتها وجاء الانقلاب الإمامي العائلي وحول الدولة إلى غنيمة والمؤسسات إلى فوضى والشعب إلى رعايا.
 
يا أبناء شعبنا اليمني العظيم..
 
لقد استشعر إخواننا في دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية -كعادتهم- مسؤوليتهم تجاه إخوانهم في اليمن ووقف العالم معنا بالإجماع لتجاوز المرحلة بما يحقق الاستقرار، وتم الاتفاق على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومن ثم وصلنا إلى مخرجات الحوار الوطني وكتابة مشروع الدستور للاستفتاء عليه حتى حدث التمرد والانقلاب وأعلن الحرب على الجميع.
 
يا أبناء شعبنا اليمني العظيم..
 
لقد بذلنا كل ما بوسعنا حتى نمنع وقوع الحرب، وتسامحنا معهم وقبلنا إعطاء صالح الحصانة وقبلنا دخول الحوثيين في مؤتمر الحوار الوطني رغم تمردهم المسلح المستمر على الدولة منذ عام ٢٠٠٤ حتى نعمل على دمجهم جميعا في الواقع الجديد الذي أفرزته الثورة وحتى نسحبهم من الأيادي الإيرانية العابثة التي كان أفرادها من مدربين وخبراء يصولون ويجولون معهم وكانت سفنهم المدمرة تحمل البارود إلينا، وتعاملنا معهم كمكونات لها ذات الامتيازات والحقوق التي لغيرها، وكنا نريد أن ننظر الى المستقبل لا أن نحبس أنفسنا في الماضي، فهدف الثورة هو بناء دولة الحق والمساواة والعدالة، دولة التوزيع العادل للسلطة والثروة، وليس مجرد الانتقام وإشعال الحروب، وحتى نقاطهم التعجيزية التي وضعوها كشرط أساسي للقبول بمخرجات الحوار تم التعامل معها وتنفيذها حرصاً منا على لملمة النسيج المجتمعي وتجاوز عقد الماضي وآلامه.
 
لكننا لم نكن نواجه تنظيما سياسيا بل مشروعا متطرفا خطيرا يعمل منذ عقود لتفكيك الدولة وإقامة نظام الحكم الكهنوتي القائم على التحالف بين مدعي الحق الإلهي والمتشبثين بالحق العائلي، وهذا المشروع كان يرى أن الفترة الانتقالية هي الفرصة المواتية للانقضاض على الدولة ومؤسساتها.
 
أعلنوا الحرب على الدولة وأدخلوا البلاد في موجات من العنف والفوضى، ومع ذلك بذلنا المزيد من الجهود كي نوقف الحرب ودخلنا معهم في مشاورات سياسية وقبلنا أن نجلس مع من تلطخ بدماء أبنائنا واعتدى علينا جميعا في طاولة واحدة سعيا منا لإيقاف معاناة الناس ووقف اقتتال أبناء الوطن الواحد.
 
ولكنهم مع كل جولة للحوار كانوا يظهرون بصورتهم الحقيقية سواء كمجموعات دينية تؤمن بالحق الإلهي أو أدوات سياسية بيد ايران تحركهم كيفما تشاء، أو كمجموعات تؤسس الشركات وتبني العمارات وتحول موارد الدولة إلى مشاريع للإثراء الخاص، متجاهلين معاناة الشعب وأوجاع المواطنين.
 
أيها الشعب اليمني الكريم..
 
إننا ونحن نحتفل بذكرى الثورة السلمية نوجه نداءاتنا إلى كل المغرر بهم من أبناء هذا الوطن أن يعودوا لرشدهم وأن ينحازوا لدولتهم.
 
إننا نؤكد للجميع بأن الدولة ليست مشروع انتقام ولا تقبل الإقصاء والاستئصال، فالدولة هي راعية اليمنيين جميعا.
 
إننا ندعو المغرر بهم لأن يتوقفوا عن السير وراء قيادات مأزومة مسكونة بالحقد ومملوءة بالكراهية تدفع بالبلاد الى الانتحار سعيا وراء أطماع شخصية ومنافع خاصة على حساب الوطن والشعب، والتوقف عن السير وراء المشاريع الإيرانية العابثة.
 
إن جيشنا الوطني لن يتوقف حتى ينجز مهمة استعادة الدولة وفرض سلطانها على كل التراب اليمني، وإن هذا الجيش هو جيشكم جميعا وهذا الوطن هو وطنكم جميعا وهذا الشعب هم إخوانكم وآباءكم وأبناءكم وإننا نناديكم بصدق أن تتوقفوا عن السير في المهالك ووراء الأوهام.
 
لن ننادي القيادات المهووسة فنحن نعلم أن الهوس والغرور وشهوة السلطة والمال قد أعمت البصائر والعقول، ولكننا ومن موقع المسؤولية عن كل الشعب وعن كل الأرض وعن كل الوطن ندعو كل من غرر به إلى العودة إلى الصواب والخروج في وجه هذا الانقلاب الغاشم والمشاريع الهدامة وعدم الركون والصمت والخضوع، فالشعب الحر لا يستكين لعصابات الإجرام.
 
أيها الشعب اليمني الكريم..
 
في هذه الذكري العزيزة على قلوب اليمنيين نتذكر شهداء الثورة السلمية من كل مكان الذين اغتالتهم الأيادي الآثمة وهم يمارسون حقهم الدستوري في التعبير عن رفضهم للظلم والإقصاء والتهميش.
 
نحيي كل شاب سقط وهو ينشد الخير لوطنه ويقارع الفساد والمحسوبية والفوضى.
 
وفي هذا اليوم المجيد فإنني أوجه الحكومة بصرف رواتبهم باعتبارهم شهداء الثورة المباركة، وذلك هو أقل ما يمكن أن نقدمه لهم في هذه الذكرى المجيدة.

وأقول لأبنائي الشباب إننا نراهن عليهم وندعمهم لأنهم روح فبراير وعمادها، وأدعوهم للارتقاء إلى مستوى تضحياتهم في فبراير المجيد، فنحن في خندق واحد ومشروع واحد ومصير واحد.
 
يا شعبنا اليمني العظيم..
 
نوجه في هذه الليلة الغراء تحية عظيمة إلى جيشنا الوطني البطل الذي يخوض اليوم ملحمة الدفاع عن دولته وعن خيارات شعبه وعن حلم أبناء اليمن في دولة اتحادية عادلة وحكم راشد ضد كل أشكال الكهنوت والاستغلال والجشع في وجه الانقلاب الغشوم.
 
كما نؤكد لشعبنا الجسور بأننا في القيادة السياسية لن نتوقف حتى ينتهي الانقلاب وتبسط الدولة هيبتها على آخر شبر في هذا التراب، ولن نسلم البلد إلى عصابات بل إلى بر الأمان، ويقف معنا كل أبناء الشعب اليمني الكريم وكل عمقنا العربي والإسلامي شعوبا ودولا، وكل حر في هذا العالم يسعى إلى العدالة والمساواة ويحترم الحقوق والحريات، فالانقلاب يترنح وعزائمنا نستمدها من الله سبحانه وتعالى ومن عزم الشعب وعلى الباغي ستدور الدوائر إن شاء الله.
 
يا أبناء شعبنا اليمني المناضل..
 
إننا اليوم نخوض الحرب دفاعاً عن كل اليمن ومن أجل كل اليمن، نخوضها لاستعادة حق الشعب كله في بناء دولته الاتحادية العادلة الرشيدة من يد الانقلاب الذي تشكل من بقايا نظام صالح العائلي ومنتفعيه وميليشيات الإمامة البغيضة، فالعالم كله معنا في مختلف المراحل والمواقف، فكما دعم الحوار الوطني الشامل الذي مثل تجربة فريدة في التاريخ اليمني والذي مثل نقطة تحول بين مشروعين وفترتين حيث استحضر مشاكل اليمن طيلة الخمسين عاما الماضية ووضع الحلول العادلة ورسم مستقبل اليمن وشكل دولته وأرسى معالم العدالة والمساواة والتقسيم العادل للسلطة والثروة والمتمثل في الدولة الاتحادية الممثلة للأقاليم ذات الاستقلالية المالية والإدارية، تلك أحلام اليمنيين التي انقلب عليها المتمردون وحاولوا وأدها، ولا زال العالم الحر يقف مع أحلام اليمنيين وطموحاتهم.

أيها الشعب اليمني العظيم..
 
ومع أننا نخوض الحرب ضد الانقلاب، إلا أننا ماضون وبكل جدية لتفعيل أجهزة الدولة التي تعرضت للكثير من الضربات، ونعمل لتوفير الاحتياجات الأساسية لعودة الدولة في الجيش والأمن والاقتصاد والبنية التحتية، ونسير نحو استقرار الموارد الاقتصادية وضمان إيصال الرواتب إلى كل موظفي الدولة بعد أن نهبت مليشيات الحوثي وصالح كافة الاحتياطي النقدي وكل موارد الدولة، ونعمل على ترميم ما خلفته الحرب في كل القطاعات المدنية والعسكرية.
 
يا أبناء شعبنا المناضل..
 
إننا بهذه المناسبة وبكل مناسبة وفرحة وانتصار سنكرر شكرنا وتقديرنا وعرفاننا لإخواننا في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بقيادة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولإخواننا في دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر والكويت والبحرين ومصر والأردن والسودان والمغرب ولكل الرجال الأوفياء من بقية دول التحالف العربي والإسلامي الذين شاركونا الهم والمصير وكانوا مثالا رائعا للوفاء والإخاء والفداء.

الخلود لشهدائنا الابطال
 
الشفاء لجرحانا العظماء
 
المجد لشعبنا العظيم
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
 


التعليقات