ماذا يعني تهديد المخلوع صالح للسعودية؟ (تقرير)
- وئام عبدالملك الأحد, 05 مارس, 2017 - 08:26 مساءً
ماذا يعني تهديد المخلوع صالح للسعودية؟ (تقرير)

[ يري محللون أن تهديدات صالح هي من أجل رفع المعنويات لمقاتليه ]

مجددا يظهر المخلوع علي صالح كداعية حرب، في الوقت الذي يسعى فيه المجتمع الدولي للتسوية السياسية في اليمن، والخروج من الأزمة التي تشهدها البلاد، عبر المرجعيات الثلاث المعتمدة دولية.

وهدد المخلوع صالح المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي، بأربعمائة ألف مقاتلا، بعد توعده لها في 23 فبراير/شباط بصواريخ بعيدة المدى.

وكان لافتا هو وصفه للجبهات الداخلية بـ"الاستعراضية"، بعد أن تمكنت القوات الشرعية من استعادة 85% من أراضي الدولة.

ولمح المخلوع صالح إلى استعداده للحوار مع السعودية، بعيدا عن الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، وهي ليست المرة الأولى، فكثيرا ما يلجأ المخلوع إلى التلويح بعصاه المكسورة، على أمل أن يتم إنقاذه من قِبل الرياض، وينجو من كماشة الأمم المتحدة التي فرضت عليه عديد من العقوبات لعرقلته السلام في اليمن.

وبرغم محاولات المخلوع صالح، لا يجد آذانا صاغية من قِبل السعودية، التي تواصل عملياتها العسكرية في اليمن ضمن التحالف العربي، دعما للشرعية ومن أجل استكمال استعادة الدولة.

أمام استمرار الانقلابيين بالتصعيد "اللفظي"، وتغيُّر نبرة المجتمع الدولي تجاههم، بإصراره على ضرورة الحل السلمي في البلاد بناء على المرجعيات المتعارف عليها، يبدو أن خيار الحسم العسكري سيكون هو الأرجح.

فإلى متى يمكن للانقلابيين الصمود، في ظل حالة عدم الثقة بين حليفي الانقلاب (صالح والحوثي)، وخسائرهم الفادحة على الأرض، فهل المخلوع قادر على تهديده السعودية؟

 انكسار ومراوغة
 
يقول مسؤول تحرير الحياة اللندنية بعسير يحيى جابر: "إن صالح والحوثي يوجهان رسائل يائسة للداخل اليمني، بعد الانكسارات الكبيرة والهزائم الثقيلة التي مُنيا بها في اليمن، وشاهدنا فيها تلاحم الشعب الوفي، والجيش الوطني الشرعي، ودعم التحالف العربي لهم".
 
 ورأى في حديثه لـ"الموقع بوست" أن إحساس صالح والحوثي المراوغ واليائس باقتراب الأجل، وحدوث ثورة عارمة في المناطق التي لاتزال تحت سيطرتهم، إضافة لمشارفة الجيش اليمني لتلك المحافظات المحاصرة، جعل عملاء الصفويين خونة اليمن (الانقلابيين) يصرخان ويهددان لذر الرماد في العيون.
 
وأكد أن تصريحات صالح هي من أجل رفع معنويات من لا يزال يقاتل معهم، وسط هروب جماعي بالمئات يوميا من جبهات القتال كافة، بعد أن أيقنوا كذب وافتراء قادتهم والخونة، وانكسار العدوان الصفوي وعملائه في اليمن وتوحد الشعب اليمني.
 
لم يكن صالح -وفقا لـ"جابر"- بحاجة لكشف معلومات حربية أو أسرار، فلو كان يمتلكها لما أعلن عنها في خطابه الأخير، لكنه لا يمتلك جزءا يسيرا منها، وأوشكت قواته البسيطة الحالية ومعها الحوثيين أن ينقلبوا عليه، وعلى زعيم مليشيا الحوثي عبدالملك الحوثي.
 
 وتوقع جابر أن تكون نهاية المخلوع صالح ونجله كمصير الرئيس الليبي معمر القذافي، واصفا الشعب اليمني بـ"البطل"، والذي لن يترك عميلا واحدا من قادة أذناب الصفويين في بلادهم والعرب المخلصين معهم، على حد تعبيره.
 
 الاقتراب من النهاية
 
ويتفق مع جابر يحيى الخبير العسكري مساعد الحريري، الذي يري أن وضع اليمن الآن كقوة إقليمية بجيش قوي كان ترتيبه السابع عربيا، لم يعد كما كان عليه قبل بدء عاصفة الحزم التي انطلقت عملياتها العسكرية في اليمن من 26 مارس/آذار 2015.
 
 وذكر لـ"الموقع بوست" أن صواريخ الحوثي الإيرانية وصواريخ المخلوع صالح التي نهبها من عدن في صيف حرب 1994، قد تم تدميرها، ولم يتبقَ لديهم سوى التوسل إلى القبائل لتدافع عن مخبئه في صنعاء، وإلى التحالف لإنقاذه بطلبه من دول الخليج تقديم مبادرة حل جديدة.
 
 ووصف معركة الساحل الغربي بـ"الضربة القاصمة للانقلابيين"، كونها قطعت شريانهم الحي الذي كانوا يعتمدون عليه في تهريب الأسلحة عبر الموانئ الإفريقية القريبة، وعملت على إضعاف معنوياتهم، وبدأوا بتبادل الاتهامات فيما بينهم وتحميل كل طرف مسؤولية الهزائم التي لحقت بهم في العملية العسكرية التي أطلق عليها "الرمح الذهبي".
 
وأكد الحريري أن الشرعية باتت على وشك إسقاط الانقلاب بشكل كامل في مختلِف المحافظات، خاصة مع وجود معلومات تفيد أن الانهيار الاقتصادي أثر عليهم، بعد أن عجزت ما تسمى بـ"الحكومة الانتقالية" غير المُعترف بها التي شكلوها، عن تسليم المرتبات لأكثر من خمسة أشهر، فضلا عن ضعف جبهاتهم القتالية.
 
 وعن حديث المخلوع صالح أن لديه 400 ألف مقاتل سيزج بهم للقتال مع السعودية، أكد الخبير العسكري أنه يهدف من ذلك استرضاء الحوثيين.
 
 وأشار إلى أن التطورات المتسارعة في المنطقة، والتي منها تغير السياسية الأمريكية تجاه إيران، فضلا عن زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى عُمان، أربكت الانقلابيين، بعد أن أبدت طهران استعدادها للتخلي عن الحوثيين مقابل إعادة تطبيع علاقات بلاده مع دول الخليج.
 
وتمتلك اليمن أكثر 300 صاروخ سكود التي تعد سلسلة من نوع الصواريخ الباليستية التكتيكية، أكثرها زود بها الاتحاد السوفيتي جنوب اليمن، قبل الوحدة، وكذا عدد غير معروف من الصواريخ الباليستية، نتيجة لتهريب إيران الأسلحة للحوثيين.
 
 يُذكر أن الانقلابيين استهدفوا بصواريخهم القوات الشرعية والتحالف من وقت لآخر، وعملوا مؤخرا على زيادة مداها حتى وصل إلى 700 كم، ويوجد خبراء عسكريون إيرانيون في اليمن يعملون بوتيرة عالية على تطوير تكنولوجيا السلاح مع استمرار تهريب إيران الأسلحة للانقلابيين، ما يجعل تهديدهم ذاك جديا إذا ما تأخرت استعادة الدولة.
 
 


التعليقات