سمير الصلاحي يكتب لـ"الموقع بوست" عن مساندة عاصفة الحزم لليمن في البحث عن هويته
- خاص الأحد, 26 مارس, 2017 - 05:08 مساءً
سمير الصلاحي يكتب لـ

[ طائرات تابعة للتحالف العربي ]

 منذ ألف عام مضت واليمن رهينة بيد الغزاة من عيال الرسي وبقايا فارس وحين وصل تاريخ البلد وحضارته الضاربة في جذور الارض للذوبان التدريجي واستسلم جل اهلها الحقيقيون للواقع المر جاءت احداث السنون الخمس الماضية لتقفز بالقيل اليماني الحميري عبدربه منصور هادي الى كرسي السلطة فكانت تلك البداية الحقيقية لاستعادة اليمن المسلوب.
 
وحين تحرك هذا القيل الحميري لاستعادة الهوية اليمانية العروبية، وانتزاع حقوق اليمنيين، وتحقيق احلامهم، تحرك اولاد الابناء من نقائل الرسي بكهوف مران حتى مساكن الذين ظلموا انفسهم في تباب بني حشيش ومرتفعات سنحان، والمغرر بهم بفعل الماكينة الاعلامية الفارسية والدفن الممنهج، لكل خفايا التاريخ اليماني مرورا بكل النقائل التي استولت على اليمن، وفتحت اذرعها للعمامة الخمينية.
 
 فكان ما كان من الاستيلاء على الدولة والانقلاب على الدستور والقانون والشرعية بل والانقلاب على حق المواطن في الحياة بتفجير منزله وسلب روحه وقصف مقر اقامة رئيسه، وبالتالي انا ها ادعوكم للابتعاد عن الاجتهادات والفذلكة السياسية والغوص في بحر الاحداث، فلن تخرجوا منها بخيط واحد يجركم الى تحوير الحدث، واضافة مزيدا من الفرضيات العقيمة، فالتراكمات كبيرة.
 
فمنذ وصول عيال الرسي الى صعدة تضاءل الحضور اليماني في مفاصل الدولة، ولولا ان البلد ظلت أسيرة بهذه السلالة الطائفية، لكانت المناهج التعليمية قد ذكرت لكم حجم ما مارسته دول الامامة بحق اجدادكم، ففي حدث واحد قتلوا 100 الف يمني لأنهم فقط اعترضوا على ولاية البطنين وغيرها من الممارسات التي تمكنت قوى الامامة من محو اثارها بفعل استمرار سيطرتها على مفاصل الدولة ولو كان ذلك بالثوب الجمهوري.
 
عبر التاريخ قرأنا عن احداث عظيمة في عدد من دول العالم، ففي الوقت الذي تتعرض فيه دولة ما لتحريف تاريخها وهدم حضارتها وتصبح رهينة بيد الغزاة المتخفيين بثوب الوطن والوطنية، وبينما هي تستسلم وتنشج نشيجا محزنا تئن له عظام التاريخ، تأتي موجة عاتية تزيل مسببات الضياع، وتعيد للبلد هويته، وفي طريقها تقتلع كل الاطماع فلا تنتهي الا والارض مرآة لمن يمشي عليها.
 
 وهذا ما حدث في اليمن حين دقت الساعة الدائرية المعلقة على جدار الذاكرة اليمانية، معلنة بدء عاصفة الحزم في صبيحة السادس والعشرين من مارس 2015، فارتفعت الاقلام والهتافات معا لتدوين صفحة جديدة انتصر فيها الملك سلمان لجيرانه وعاد فيه اليمن لعروبته بدعم اشقائه، فاختلطت دموع الفرح بدماء الاحرار الذين قفزوا الى ميدان المعركة والكرامة للذود عن الوطن مع الوهلة الاولى لتحليق المقاتلات الحربية في سماء البلاد وسط صراخ ايراني ونشيج حوثي وانين عفاشي ما كان يتوقع مطلقا ان المملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي ستكشر عن انيابها وتسل سيف الحق في وجه المعتدين.
 
عامان تمكنت فيها عاصفة الحزم من استعادة ثلثي الارض اليمانية واعادت لليمنيين الامل بمستقبل افضل بعد ان كانت البلد بأسرها قد وقعت في قبضة فارس وضاقت على كل الاحرار فلم يجدوا لهم فيها موطئ قدم.
 
عاصفة الحزم عاصفة عسكرية سياسية اجتماعية اقتصادية ثقافية انسانية تنموية اغاثية ستطمر كل النتواءت المشوهة والمشاريع المارقة وتخسف بكل المخالب الفارسية وحين تنتهي إلى نصر عظيم سنشاهد اليمن السعيد الذي قرأنا عنه في كتب التاريخ وتمنينا رؤيته.
 
 


التعليقات