لماذا يهدد الحوثيون الملاحة الدولية بباب المندب؟
- الجزيرة نت الإثنين, 05 يونيو, 2017 - 12:47 صباحاً
لماذا يهدد الحوثيون الملاحة الدولية بباب المندب؟

[ اعتداءات متكررة لمليشيا الحوثيين على الملاحة الدولية بباب المندب - الجزيرة ]

أثار تعرض ناقلة نفط تحمل علم جزر المارشال الأسبوع الماضي لإطلاق نار بقذائف "آر بي جي" في مضيق باب المندب جدلا كبيرا وتساؤلات عن دوافع مليشيا الحوثيين لتهديد الملاحة الدولية التجارية، وجاء الاعتداء عقب استهداف حوثي بصواريخ لقطع حربية أمريكية وسعودية قبالة السواحل اليمنية.

واتهم التحالف العربي مليشيا الحوثيين بتهديد الملاحة الدولية، وحذر من استمرار ممارساتهم لأنشطة تهريب الأسلحة، والتأثير في أمن الملاحة بالبحر الأحمر.

من جانبه، نفى الناطق الرسمي باسم قوات الانقلابيين في صنعاء العميد شرف غالب لقمان استهدافهم لناقلة النفط قبالة سواحل باب المندب، واعتبر أن "ما يروج له إعلام العدوان يأتي في إطار مؤامرة دنيئة لإيجاد مبرر لعمليات قادمة تستهدف ميناء الحديدة".

وأكد غالب -في تصريح نقلته وكالة "سبأ" الخاضعة لسيطرة الحوثيين- "احترام كل القوانين والاتفاقيات البحرية والقانون الدولي والالتزام بتأمين وحماية وسلامة الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب ومواجهة أعمال القرصنة والأعمال الإرهابية".

ورغم النفي السريع من قبل الحوثيين للاعتداء على ناقلة النفط، بعكس تبنيهم الاستهداف الذي تعرضت له الفرقاطة السعودية قبالة ميناء الحديدة قبل أشهر، فإن ثمة تأكيدات أمريكية تفيد بتلقي الحوثيين صواريخ وألغاما إيرانية لتهديد الملاحة في البحر الأحمر، وفقا لما أعلنه في مارس/آذار الماضي قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال جوزيف فوتيل.
 
تهديد مستمر


ويعتقد الخبير الأمني علي الذهب أن "تهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر من قبل تحالف الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لا يزال قائما، لكنه لم يعد بتلك الحدة التي كان عليها خلال العاميين الماضيين، وربما انحصر ذلك قبالة سواحل محافظتي الحديدة وحجة".

وأشار الذهب في حديث للجزيرة نت إلى أن الهجمات الحوثية لا تزال تتوالى على السفن بالبحر الأحمر، وحقول الألغام البحرية تنتشر أمام السواحل اليمنية، وكذلك التحركات المشبوهة للزوارق التي قد تكون من بينها زوارق ملغمة مسيرة عن بعد.

ورأى الخبير اليمني أنه من أجل تعزيز الأمن البحري قبالة السواحل اليمنية، ومنعا لأي تهديدات من هذا النوع، فإنه يجب إدارة المناطق الساحلية المحررة إدارة أمنية صارمة، ابتداء من باب المندب وحتى حدود مديرية الخوخة جنوب محافظة الحديدة.
 
ابتزاز

من جانبه، قال المحلل السياسي وضاح الجليل إن "الحوثيين وحليفهم صالح يستخدمون الساحل الغربي لأغراض إستراتيجية تخص مشروعهم وانقلابهم، ومن ذلك ابتزاز المجتمع الدولي بتهديد الملاحة العالمية، واستقبال السلاح المهرب من إيران، وهذا يعني تهديد مصالح العالم الذي تمر أغلب احتياجاته وسفنه عبر مضيق باب المندب".

وأضاف الجليل للجزيرة نت أن "مليشيا الحوثي لا تعير اهتماما لمصالح العالم وأمنه الإستراتيجي إلا بالقدر الذي يسمح لها بالسيطرة وتبادل المنافع مع قوى ودول توسعية وتعمل على الإضرار بأمن المنطقة والمنافذ المائية مثل إيران تماما".

ورأى أن على العالم والقوى الدولية الموجودة في البحر الأحمر بأساطيلها الحربية مساعدة السلطات الشرعية اليمنية في معركتها ضد الحوثيين وتحرير ميناء الحديدة لحصار وخنق هذه المليشيات وقطع طرق تهريب السلاح، وحرمانها من ورقة ابتزاز العالم.

من جانبه، اعتبر الباحث السياسي توفيق السامعي أن استماتة مليشيا الحوثيين في البقاء قرب باب المندب يوضح هدفها بتهديد الملاحة الدولية، لابتزاز دول العالم، وهو هدف إيراني بالدرجة الأولى، حيث تسعى إيران من خلاله لخنق السعودية ودول الخليج العربي بعد تحكمها بمضيق هرمز، ولا تخفي ذلك أبدا، وقد أعلنت قبل أيام عزمها إرسال بارجة إيرانية إلى المياه الإقليمية هناك.

وطالب السامعي بتطهير المواقع القريبة من مضيق باب المندب خاصة معسكر خالد بن الوليد والمناطق الجبلية المشرفة على الساحل الغربي، حتى يمكن إزالة تهديدات المليشيا الحوثية.
 


التعليقات