صحيفة تكشف الصراع العماني-الإماراتي في محافظة المهرة شرقي اليمن
- صُحف الثلاثاء, 11 يوليو, 2017 - 10:22 صباحاً
صحيفة تكشف الصراع العماني-الإماراتي في محافظة المهرة شرقي اليمن

تشهد محافظة المهرة في أقصى شرق اليمن صراعا شديدا بين سلطنة عمان المحاذية لها، وبين دولة الإمارات، في واحدة من أبرز محطات الصراع على النفوذ بين الدولتين الجارتين خارج أراضيهما.

وذكر موقع "عربي21"ما أسماها تفاصيل خاصة بطبيعة التحركات الإماراتية، التي أضحت محل ريبة وشكوك مسقط.

ونقل الموقع عن مصادر يمنية أن مدينة المهرة الحدودية مع عُمان تشهد صراعا بينها وبين الإمارات، عبر وسائل وأدوار عدة، في مسعى من الأخيرة لإيجاد موطئ قدم في هذه المدينة، رغم ما يشكله هذا التحرك من إزعاج للسلطنة.

وأضافت المصادر التي اشترطت عدم ذكر هويتها أن دور أبو في هذه المدينة يعتمد على طاقم أمني يتخفى خلف قناع إنساني ومدني اسمه منظمة "الهلال الأحمر" الإماراتي، التي باتت الواجهة المثيرة لتوجهاتها المختلفة.

وأشارت إلى أن الإمارات اختارت في سعيها لهذه الغاية التحرك تحت غطاء "العمل الخيري والإنساني"، الذي تضطلع به منظمة "الهلال الأحمر، وبناء علاقات مع بعض القيادات المحلية والفاعلين الاجتماعيين.

 وأوضحت أن السلطنة لها تأثير واسع لدى قيادات رسمية ونفوذ كبير في أوساط العشائر هناك، إلا أن الإمارات باتت مصدر إزعاج دائم لجارتها، في ظل خلافات قابعة على رماد من تحته نار، كان آخرها "الكشف عن شبكة تجسس وتظاهرات في العام 2011، تقول مسقط إن الإمارات تقف وراءها"، تدخّل في حينها أمير الكويت لاحتواء الأزمة.

وأكدت المصادر اليمنية أن عُمان تعدّ مدينة المهرة الحديقة الخلفية لها ومركز نفوذ تقليدي أيضا، ولذلك ترى في منازعة الإمارات لها بمثابة "تدخل غير مقبول في نطاقها، بعدما طالت سياستها بعض الرموز المحسوبة على السلطنة"، وتمكنت من إيجاد حلفاء محليين موالين لها قادرين على لعب دور مضاد لجارتها مسقط.

وبحسب المصادر، فإن التنافس على أشده بين الدولتين، فواجهة النشاط الإنساني والخيري، هي ورقة العبور، فسلطنة عمان تعدّ السباقة في النشاط والعمل الخيري وتطوير البنية التحتية في محافظة المهرة، ومن خلال الصندوق الخيري العماني، يواصل العمانيون مشاريعهم الداعمة للسلطة المحلية، رغم الكثير من الملاحظات وغياب الشفافية من قبل المسؤولين المحليين فيما يتعلق بهذا الدعم السخي.

ولفتت المصادر اليمنية إلى أن محافظ المهرة، محمد عبدالله كده، يحاول ضبط إيقاع الصراع بين مسقط وأبوظبي في المدينة، رغم أنه يحمل الجنسية العمانية التي حصل عليها خلال فترة لجوئه هناك منذ العام 1994. غير أن التأثير العماني عليه واضحا، والذي أثار حنق مندوب الإمارات، تجلى ذلك من خلال رفعه صور السلطان قابوس بن سعيد، وإلحاقها بصور حكام أبوظبي في الشوارع العامة.

كما أن محافظ المهرة والسلطات المحلية فيها، التي تضع السلطنة كل ثقلها معها، وفقا للمصادر، رفض بعض الإملاءات الإماراتية عليه، لكنه في أحيان أخرى يبدي موافقته على بعض الطلبات التي يقدمها مكتب "الهلال الإماراتي" هناك، إلا أن هذه الطلبات لا تلقى التنفيذ السريع أو التجاوب الذي يرضي الإماراتيين.

في المقابل، تشير المصادر إلى أن سلطات المهرة مررت بعض الإملاءات، واستجابت لبعض الطلبات، وسط ضغط شديد مارسه المندوب الإماراتي، ومن أبرز ذلك "عدم ترشيح أو تعيين أي شخصية من ذوي التوجه الإسلامي"، الذي ترافق مع بث الإشاعات التي تشيطنهم، وقد نجحت في ذلك.

 وتضيف أن الطرفين يخوضان سباقا قويا على استقطاب وحشد الأنصار والولاءات، حيث بدأ الإماراتيون بحشد وشراء ولاءات شخصيات رسمية وحزبية وعسكرية وأمنية وقبلية عبر مكتب "الهلال الأحمر" التابعة لها.

وقالت إن الإماراتيين يتحركون في أكثر من مهمة بين إنسانية وسياسية وعسكرية، وكلها تخرج من بوتقة واحدة، هي "الهلال الأحمر"، الذي يواجه صعوبة في حيازة النفوذ الأكبر في هذه المدينة، نظرا لحجم النفوذ العماني فيها.

وأفادت المصادر بقولها: "رغم أن رجالات الإمارات الموجودين في المهرة بعثوا برسائل تطمين عدة للعمانيين بأنهم "لا يريدون الصدام معها، وبإمكانهم الاتفاق معا على عدد من القضايا، والعمل المشترك"، لكن السلطنة أدركت مبكرا مساعي جارتها وأجندة تحركها القادم من الغرب، أي من المدينة اليمنية الواقعة غرب عمان وشرق اليمن. حسب المصادر.

وذكرت المصادر الموجودة في المهرة أن مؤسسات وجمعيات العمل الخيرية فيها تعرضت لحملات تشويه من قبل الإماراتيين، الذين عملوا أيضا على تحجيم أنشطتها، وتأسيس شبكات رديفة يشرف عليها الحراك الجنوبي -الفصيل الموالي لعلي سالم البيض- وتنشط فيها قيادات موالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.

وفي سياق مواز، تبدو حملات التسفير إلى أبوظبي هي إحدى سياسات الاستقطاب التي اعتمد عليها الإماراتيون لإسالة لعاب بعض المسؤولين والقيادات التي تواليها، ففي المهرة، حدث الشيء ذاته، حيث أكدت المصادر لـ"عربي21" أن قيادات محلية منحت تأشيرات لزيارة الإمارات، كان من أبرزهم وكيل المحافظة للشؤون الفنية، سلام العبودي، وهو قيادي بحزب المؤتمر الذي يتزعمه المخلوع صالح، وبعض مدراء العموم وشخصيات اجتماعية أخرى.
 


التعليقات