تعز.. كارثة إنسانية بسبب تفشي الأوبئة وظروف معيشية صعبة
- متولي محمود السبت, 05 أغسطس, 2017 - 11:08 صباحاً
تعز.. كارثة إنسانية بسبب تفشي الأوبئة وظروف معيشية صعبة

[ تتدهور الأوضاع الإنسانية بتعز يوما بعد آخر ]

تتزايد الأوضاع المعيشية والصحية في مدينة تعز سوءاً مع إطالة أمد الحرب واتساع رقعتها. 

وقد بلغ ضحايا الحرب من قتلى وجرحى رقما كبيرا خلال عامين، لم تقنع بعد أرباب الحرب للعودة إلى الجادة وإنقاذ ما تبقى، فضلا عن انتشار مقلق للأوبئة. 

وكشف أحد المستشفيات الميدانية في محافظة تعز عن رقم مهول من الضحايا الذين استقبلهم المستشفى خلال الفترة الماضية قدر بالآلاف. 

ويجتاح المحافظة، كما معظم المحافظات اليمنية، وباء الكوليرا أو الإسهال المائي الحاد، فضلا عن حمى الضنك، في ظل شحة في الأدوية، حيث قال مكتب صحة تعز إنه لا يوجد لدى المحافظة ميزانية تشغيلية، في حين تتكرر أزمة شحة الأدوية بسبب عدم انتظام الدعم المقدم من بعض الجهات.

وفي سياق متصل، نفذت دولة الكويت -بالتعاون مع منظمات محلية- حملة نظافة ورفع للمخلفات في معظم شوارع تعز، للحد من انتشار الأوبئة. 

كما وقع الصليب الأحمر الدولي عقدا مع صندوق النظافة والتحسين في المدينة لمدة شهر، حيث يتم تنظيف شوارع المدينة يوميا خلال الشهر، كإجراء وقائي من انتشار الأمراض. 

من جهة أخرى، تسلم وكيل محافظة تعز، محمد الصنوي، عدد مستشفييْن ميدانييْن اثنين متكاملين مع المستلزمات الطبية، مقدم من الحكومة التركية، وقال الوكيل إن هذه المعدات ستقدم خدماتها العلاجية لأهالي تعز من جرحى ومصابين بوباء الكوليرا.

تعاني مدينة تعز، بالإضافة إلى الحرب، تعاني أوضاعا إنسانية صعبة مع توقف رواتب الموظفين الحكوميين، وتوقف الأعمال في المدينة جراء الحرب، ويؤدي عددٌ من موظفي الدولة وقفات احتجاجية دورية مطالبين بتسليم رواتبهم المتوقفة منذ قرابة العام، ولكن دون أي جدوى.

تفشي الأوبئة من صنع البشر

وكان رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر "بيتر ماورير" قد زار اليمن الأسبوع الماضي، وأبدى مخاوفه من تفشي وباء الكوليرا بشكل مقلق. 

وجراء استمرار الوضع، ختم "بيتر" زيارته ببيان قال فيه "أغادر اليمن محملا ببالغ الأسى إزاء محنة شعبه"، وأضاف "مع اقتراب موسم الأمطار، نتوقع تجاوز أعداد مصابي الكوليرا 600,000 حالة بحلول نهاية العام. 

وقال "هذا التفشي للأوبئة من صنع البشر، فهو نتيجة مباشرة لأكثر من عامين من الحرب، انهارت خلالها منظومة الرعاية الصحية، فصار الناس يموتون نتيجة لأمراض مزمنة يمكن علاجها بسهولة". 

وأضاف "لقد أدى تعطل الخدمات الرئيسية، كالتخلص من القمامة كما رأيت بصورة جلية في تعز، أدى إلى تفاقم الوباء، في حين لم تبد الأطراف المتحاربة مزيدا من الاحترام لقوانين الحرب". 

واستطرد "إن معاناة اليمنيين تزداد قسوة، لقد التقيت عائلات كانت تضطر للوقوف أمام خيارات مستحيلة، بين شراء الخبز والماء والدواء لأطفالها".

مضاعفة الجهود الإغاثية

أحمد الصهيبي مسؤول الإعلام في ائتلاف الإغاثة يقولل "الرقم  1900 حالة وفاة الذي أعلنته الأمم المتحدة يعد رقما كبيرا بالنسبة للفترة التي تعرض فيها هذا العدد للوفاة".

وأضاف "الصهيبي" في لقاء متلفز "ما يتطلب من المنظمات الدولية هو مضاعفة جهودها الإنسانية في المناطق الأكثر تضررا، للحد من تفشي أكثر للوباء".

وتابع "إذا لم تتحرك هذه المنظمات على نحو مسؤول، فإن الوباء سينتشر إلى درجة لا يمكن التحكم بها، ما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة خلال الفترة القادمة".

وعن زيارة مسؤولين في الصليب الأحمر لتعز، قال الصهيبي إنها بادرة طيبة أن تقوم هذه الوفود بزيارة محافظة تعز، والاطلاع على الأوضاع عن كثب، والتي وعدت فعلا بمضاعفة الجهود وإيلاء المزيد من الدعم بعد ما شاهدته في مستشفيات المدينة. 

احتجاجات تطالب بصرف المرتبات

النقابات ومنظمات المجتمع المدني نفذت وقفات احتجاجية عدة منذ توقف رواتب الموظفين الحكوميين، مطالبة بصرف مستحقاتهم والنأي بهم عن تجاذبات الساسة.

وفي لقاء موسع لها بمقر فرع نقابة المحامين بمحافظة تعز، تم إقرار عريضة مطالب الموظفين، والتي تتضمن وقفات احتجاجية أسبوعية، وتوسيع الأعمال الاحتجاجية.

كما أدانت استمرار تعنت الجهات الحكومية وامتناعها عن صرف مرتبات موظفي الدولة بمحافظة تعز وتجويع أسرهم، والذي يعد مخالفة للدستور والقانون، وانتهاكا لحقوقهم الانسانية، حسب قولهم.


التعليقات