توجه المبعوث الأممي نحو إيران هل يحل الوضع المعقد في اليمن؟ (تقرير)
- خاص السبت, 12 أغسطس, 2017 - 10:13 مساءً
توجه المبعوث الأممي نحو إيران هل يحل الوضع المعقد في اليمن؟ (تقرير)

[ يرى مراقبون أن زيارة ولد الشيخ لإيران نتيجة انسداد أفق الأزمة اليمنية ]

توجه المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، هذه المرة إلى إيران، في محاولة للإمساك بطرف خيط يوصله للسلام في اليمن بعد أن تعثرت مساعيه منذ أغسطس/آب 2016.

كان لافتا أن هذه الزيارة جاءت بعد فشل ولد الشيخ بلقاء وفد الانقلابيين في صنعاء بعد ذهابه لها أواخر مايو/أيار الفائت، مُعللين ذلك بأنه نوع من العبث، طالما الأمم المتحدة عاجزة عن فعل أي شيء حتى تفي بتعهداتها الإنسانية والأخلاقية، أو تُعلن موقفا صريحا تُحمل فيه المعتدي المسؤولية الكاملة (في إشارة إلى التحالف العربي).

وكالة أنباء فارس الإيرانية، تحدثت عن إجراء ولد الشيخ مباحثات مع مساعد الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية حسين جابري أنصاري، حول أحدث تطورات الأوضاع في اليمن.

والتقى مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن اليوم أيضا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. وأكد ولد الشيخ في مؤتمر صحفي أن الحل لمشاكل اليمن ليس عسكريا، بل في إطار حل سلمي.

ويقول مراقبون إن زيارة ولد الشيخ إلى إيران، تفسح المجال أمامها للتدخل أكثر في الملف اليمني، وهي دليل على فشله في إدارة الأزمة التي لم يتمكن من فهم أبعادها بعد.

ومن وقت لآخر يطالب الانقلابيون بتغيير ولد الشيخ، بتهمة انحيازه للتحالف العربي المساند للشرعية، لكن مطالبهم تلك لم تلقَ آذانا صاغية.

منحى خطير

المحلل السياسي محمد الغابري، يرى أن ذهاب المبعوث الأممي لليمن إلى طهران، يعبر عن تحول سلبي في إدارة الأزمة اليمنية، يقر بالتدخل الإيراني السافر في الشؤون الداخلية اليمنية، ويُضفي عليه مشروعية بدرجة كبيرة.

ويعد ذلك أيضا بالنسبة لـ"الغابري" الذي صرح لـ"الموقع بوست" بأنه إقرار لجماعة الحوثيين بالتبعية لطهران، وأنها ذراع إيرانية في اليمن.

لكنه لم يستبعد أن تكون زيارة ولد الشيخ لإيران، نتيجة لانسداد أفق الأزمة اليمنية، والتي صارت معلقة بين الحرب والتفاوض.

ويشير طلب ولد الشيخ من إيران الضغط على الحوثيين للتعامل معه، إلى تهافت المبعوث الأممي إلى اليمن ذاته عليها، والتهرب من الإقرار بفشله، مؤكدا أن الدوافع الشخصية له ظاهرة، حتى لو أضرت بالملف اليمني، وزادت من فاعلية أطراف هي مصدر للأزمة (في إشارة إلى طهران التي تدعم الانقلابيين).

وحول إمكانية تعاطي طهران مع ولد الشيخ، يعتقد الغابري أن موافقتها من عدمه، ستكون مرتبطة بتقديراتها للموقف، وربما تُملي شروطا عليه تزيد من التعقيد أكثر.

دليل فشل

ويتنقل ولد الشيخ من عاصمة إلى أخرى في المنطقة، في إطار الجهود الأممية الرامية لاستئناف مفاوضات السلام في اليمن، لكنه لم يتمكن من إحراز أي تقدم لافت، لتستمر بذلك الحرب في بعض المحافظات غير المحررة.

ويتفق مع الغابري، الكاتب الصحافي محمد اللطيفي، الذي عدَّ زيارة ولد الشيخ لطهران، بأنها بمثابة اعتراف أممي غير مباشر بها، كطرف لوجستي مؤثر في الأزمة اليمنية، واعتراف إيراني رسمي بالتدخل في اليمن.

وأثناء حديثه لـ"الموقع بوست" اعتبر ذهاب ولد الشيخ إلى إيران، بأنه دليل على فشل الجهود الأممية في تحريك المسار السياسي، وفشل التحالف العربي في حسم الملف العسكري في اليمن، وكذا عدم قدرته دبلوماسيا في منع تدخل طهران في المسار السياسي في أزمة البلاد.

وبيَّن أن الأمم المتحدة فشلت في الحفاظ على قوة المسار السياسي المتمثل بالمفاوضات، والتي تحولت الى محاولة فرض هدن لوقف إطلاق نار، ثم تحولت في عهد المبعوث الأممي الجديد ولد الشيخ، إلى مجرد مقترحات تتعلق بميناء الحديدة، ورواتب الموظفين، ومطار صنعاء.

هذا التدهور في المسار السياسي -يذكر الكاتب اللطيفي- ناتج بالدرجة الأولى عن عدم قدرة تحالف دعم الشرعية، الذي تقوده السعودية والإمارات، على حسم معركة استعادة الشرعية، لمخاوف سياسية وحسابات جيوسياسية لدى التحالف، أكثر من كونه عجزا عسكريا عن التحرير.

وعن موقف المليشيا الانقلابية الحوثيين من المفاوضات، وضح بأنها أضحت تمارس سياسة الرفض المباشر للمقترحات الأممية، بعد أن كانت ترفضها بشكل ناعم، وهذه السياسة نجحت في إخراج الأزمة السياسية باتجاه طهران.

الجدير بالذكر أن المبعوث الأممي زار للمرة الأولى إيران قبل نحو عامين، أجرى خلالها مباحثات مع وزير الخارجية محمد جواد ظريف ومساعد الخارجية في حينه حسين أمير عبداللهيان.


التعليقات