من رجال سبتمبر.. القاضي عبدالسلام صبرة.. معاناة ونضال حتى الثورة والنصر
- خاص الأحد, 24 سبتمبر, 2017 - 06:38 مساءً
من رجال سبتمبر.. القاضي عبدالسلام صبرة.. معاناة ونضال حتى الثورة والنصر

[ القاضي عبدالسلام صبرة مع الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ]

يوصف الثائر ضد الإمامة القاضي عبدالسلام صبرة بأنه الأب الروحي لتنظيم الضباط الأحرار، وذلك لدوره الكبير في تأسيس التنظيم والتخطيط لثورة 26 سبتمبر 1962 ثم دوره في معارك الدفاع عنها، وخاصة معركة حصار السبعين يومًا.
 
تأثر كثيرًا بالشهيد ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻤﻄﺎﻉ، ﻭﻗﺎﻝ ﺑﺄنه ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺸﺮﻭﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺣﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺍﻛﺪﺓ ﻭﺃﻳﻘﻈﻮﺍ ﺍﻟﻀﻤﺎﺋﺮ ﺍﻟﻨﺎﺋﻤﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﻋﻴﻮﻥ ﺟﻴﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﺑﻄﺎﻝ ثورة 1948.
 
 اﻋﺘﻘﻞ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1944 ﻓﻲ ﺳﺠﻦ ﺍلإﻣﺎﻡ ﻳﺤﻴﻰ، ثم سجن عدة مرات ﻣﻊ ﺍﻟﺮﻋﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ في ﺳﺠﻮﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭﺳﺠﻦ ﻋﻘﺐ ﻓﺸﻞ ثورة 1948 ﺣﺘﻰ 1955.
 
 ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻡ 1955 ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺳﺠﻦ ﺣﺠﺔ ﻭﻋﻤﻞ ﺭﺋﻴﺴﺎً ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎﺀ، ﻭﻗﺒﻴﻞ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺳﺠﻦ ﻟﻤﺪﺓ ﻋﺎﻡ ﻛﺎﻣﻞ ﻭﺧﺮﺝ ﻗﺒﻞ ﻗﻴﺎﻡ ﺛﻮﺭﺓ 26 ﻣﻦ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 1962.
 
ﻳﻌﺪ ﺍﻷﺏ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ، ﻛﻤﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﻤﺰﺓ ﺍﻟﻮﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮطنية، ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻃﻼﺋﻊ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﺠﺮﻭﺍ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻋﺎﻡ 1962، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻷﻭﻟﻲ ﻟﻠﻤﺪﺭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻠﻔﺖ ﺑﺎﻗﺘﺤﺎﻡ ﻗﺼﺮ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺒﺸﺎﺋﺮ، ﻭأبلى ﺑﻼﺀً ﺣﺴﻨﺎً ﻣﻦ أﺟﻞ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﻫﺎ.
 
ﻛﻠﻒ ﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻣﻊ ﺯﻣﻴﻠﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻄﻬﺮ ﺑﻤﻄﺎﺭﺩﺓ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺒﺪﺭ، كما ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎً ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﺍﻓﻌﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺣﺼﺎﺭ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻦ.
 
وفي حوار صحفي، تحدث القاضي صبرة عن بعض سجله النضالي ومعاناته، ومن ذلك ما لاقاه قبل ثورة 1948، بسبب توزيعه كتيبًا في صنعاء يحمل برنامج الأحرار، حيث قال: "ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺯﻋﻨﺎ ﻛﺘﻴﺒﺎ ﺻﻐﻴﺮﺍ يحمل ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ ﻗﺎﻣﺖ ﻗﻴﺎﻣﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ يحيى، ﻓﺤﺒﺲ ﻣﻦ ﺣﺒﺲ ﻭﻧﻔﻰ ﻣﻦ ﻧﻔﻰ، ﻭﻛﻨﺖ ﺿﻤﻦ ﺳﺘﺔ ﻣﺴﺠﻮﻧﻴﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﻏﻲ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻭﻫﺎﺷﻢ ﺍﻟﺤﺮﻭﻱ، ﻭﻗﺪ ﻓﺮﺿﻮﺍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﺰ ﻣﺸﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﺳﻞ ﺣﺘﻰ ﺭﻕ ﻷﺣﻮﺍﻟﻨﺎ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻠﻮﺍ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻬﻢ: ﻧﺤﻦ ﻣﺄﻣﻮﺭﻭﻥ، ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻌﻤﻞ ﻟﻜﻢ ﺷﻴﺌﺎ".
 
وأضاف: "وﻗﺪ ﺍﺳﺘﻐﺮﻕ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﺰ ﻣﺸﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻳﻔﻜﻮﺍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺣﺘﻰ ﻭﻗﺖ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ، ﻭﺑﺮﻓﻘﺘﻨﺎ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﻃﺒﻌﺎ، ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺃﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﺳﺠﻦ ﺇﺏ، ﻭﻣﻜﺜﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺩﻋﺎﻧﺎ ﺫﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ يحيى ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺎﻣﻞ ﺇﺏ ﺁﻧﺬﺍﻙ، ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﺎ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﻭﺇﻻ ﻓﺎﻟﻌﺼﺎ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻷﺥ ﺣﻤﻮﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﻏﻲ: ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮ ﻣﻌﻚ ﻋﺼﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ ﺍﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﺗﺸﺎﺀ، ﻓﻮﺟﻪ ﺑﺴﺠﻨﻨﺎ".
 
ومضى يقول: "ﺛﻢ ﺭﺣﻠﻮﻧﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﺰ، ﻭﻓﻲ ﺗﻌﺰ ﺍﺳﺘﻀﺎﻓﻨﺎ ﺳﺠﻦ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﺃﺣﻤﺪ، ﻟﻤﺪﺓ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﻻ ﺃﺫﻛﺮ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ، ﺛﻢ ﺭﺣﻠﻮﻧﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺳﺠﻦ ﺣﺠﺔ، ﻭﻗﺪ ﺃﺿﺎﻓﻮﺍ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻛﺎﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻹﺭﻳﺎﻧﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺁﺧﺮﻳﻦ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﻣﺎﺋﺔ، ﻭﻭﺯﻋﻮﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺠﻨﻲ ﻧﺎﻓﻊ ﻭﺳﺠﻦ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ، ﻭﻗﺪ ﻗﻀﻰ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ".
 
وعن السجن ومدة سجنه قال: "ﺃﺫﻛﺮ ﺃﻧﻲ ﻗﻀﻴﺖ ﻓﻲ ﺳﺠﻦ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺳﻨﺔ ﻭﻧﺼﻒ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺍﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﺑﺮﻣﻮﺯ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﺎﺷﺎ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ، ﻭﻗﺮﺃﻧﺎ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻣﺘﺎﺑﻌﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺟﻴﺪﺓ ﻟﻠﻜﺘﺐ ﻭﺍﻟﺼﺤﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﺓ، ﻭﻧﺤﻦ ﻣﻌﻪ ﻛﺬﻟﻚ".
 
وتابع: "ﻭﻗﺪ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﺔ ﻭﻧﺼﻒ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﻌﻮﺩ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻤﺤﺎﻓﻆ ﺣﺠﺔ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻤﺘﻮﻛﻞ ﻭﺃﻭﻻﺩﻩ، ﺇﺫ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻴﺮﻭﻧﻨﺎ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺒﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ".


التعليقات