فك الارتباط بين طرفي الانقلاب باليمن.. الاحتمالات والنتائج
- الخليج أونلاين الجمعة, 03 نوفمبر, 2017 - 05:50 مساءً
فك الارتباط بين طرفي الانقلاب باليمن.. الاحتمالات والنتائج

[ المخلوع صالح وزعيم مليشيات الحوثي ]

"أعداء الأمس هم أعداء اليوم أيضاً"، عبارة تعكس واقع العلاقة بين طرفي تحالف الانقلاب في اليمن، الذين وصُفت علاقتهم في بدايتها بـ"الحلف"؛ إذ إن الأمر لم يدم طويلاً، ولم يستطع أي طرف أن يمتص غضب الآخر أو ينصهر مع أهدافه ولو قليلاً، فظهر الشرخ واسعاً، ولاحت في الأفق معطيات وأصوات تدعو إلى إنهاء العلاقة بين حزب المؤتمر ومليشيا الحوثي.
 
ولأن وتيرة المواجهات العسكرية تبدو هادئة؛ فإن المتابعين يربطون بين انتهاء التحالف بين الانقلابيين وتحركات سياسية بدأها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، التي أعقبت زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز لموسكو الشهر الماضي.
 
- وفاة طرف وانتصار آخر
 
الصحافي والمحلل عامر الدميني، أشار إلى احتمالات إنهاء التحالف بين طرفي الانقلاب في اليمن والانعكاسات المتوقعة على مستقبل البلد سياسياً وعسكرياً.
 
وأضاف الدميني، في حديث لـ"الخليج أونلاين"، أن "إنهاء التحالف بين الحوثيين وصالح سيؤدي إلى أن يكون لصالح وحزبه دور أكبر في المستقبل بالنسبة لعملية التفاوض السياسية التي يقودها المبعوث الأممي، وسيصبح هناك طرفان واضحان هما الشرعية كطرف أول، وصالح وحزبه وحلفائهم داخل اليمن كطرف ثانٍ، وربما يعجل هذا الأمر من عملية التقارب والتفاهم حول مستقبل البلاد، وقد يقود لمصالحة شاملة".
 
ويرى أنه "منذ الرابع والعشرين من أغسطس الماضي سعى صالح وحزبه لصنع مواقف تشير إلى تململهم من شريكهم الانقلابي، وتعرضوا من جراء ذلك لمضايقات وضغوط حوثية واضحة، بل ووصل الأمر إلى استخدام السلاح ضد أقرب المقربين لصالح، رغم أن الطرفين سعيا لاحتواء هذه الأزمة المتصاعدة بينهما".
 
واستدرك الدميني: "لكن الحقائق على الأرض تشير إلى أن صالح بات الحلقة الأضعف اليوم، بينما يمسك الحوثيون بتفاصيل الوضع في العاصمة صنعاء والمحافظات التي يسيطرون عليها أكثر من صالح وحزبه، ولذلك علينا أن نفرق بين طموح صالح للتفلت من التحالف مع الحوثيين، وبين قدرته على ذلك وإنهاء تحالفه، فالحوثيون يدركون جيداً أن صالح قد يغدر بهم، ولذلك لن يسمحوا له بهذا الأمر، وقد يسارعون للإجهاز عليه وعلى حزبه قبل أن يجهز عليهم، فانتهاء التحالف بينهما معناه وفاة أحدهما وانتصار الطرف الآخر".
 
وفقد صالح منذ الانقلاب الكثير من مراكز نفوذه لحساب الحوثيين على المستويين العسكري والاقتصادي، وحاول الحوثيون استمالة أتباعه نحوهم، لكن المخلوع ظل محافظاً في خطاباته على بيت العنكبوت رغم التصعيد المتواصل ضده من قبل حلفائه الحوثيين.
 
- عودة صالح والتدخل الخارجي
 
واعتبر الدميني أن نجاح صالح في إنهاء التحالف مع الحوثيين في اللحظة الراهنة يفوق قدرته، ولن يتمكن من ذلك "إلا بتدخل دولي ينقذه، سواء عبر لعبة سياسية أو انتصار عسكري".
 
وعن احتمالات أن يكون المخلوع يعد نفسه بضوء خارجي ليكون نداً للمجلس الانتقالي في عدن بانتظار أي تسوية قد تأخذهما في الحسبان، استبعد الدميني ذلك في ظل بقاء الأوضاع كما هي عليه اليوم في صنعاء، مشيراً إلى أن "نجاحه يعتمد على مدى قدرته على فرض قوته السياسية والميدانية في صنعاء، وهذا مستبعد بسبب وجود الحوثيين كمنافس لحضوره القوي، وقبضته على مؤسسات الدولة في المناطق التابعة لهم".
 
ومع حالة التشظي بين الطرفين بدا برلمان صنعاء أواخر الشهر الماضي مرحباً بأي مبادرة سلام من شأنها إنهاء الصراع في اليمن، كما دعا الصحافي نبيل الصوفي، المقرب من المخلوع صالح الحليفين إلى التراجع عن الصراع، والتقاء جميع الفرقاء اليمنيين للتوصل لآلية حكم توافقية، مؤكداً في منشور له على صفحته في فيسبوك، أن "المؤتمر والحوثيين فشلوا في أن يعترف أحدهما بالآخر، وهو احتمال يراه المتابعون أكثر واقعية، حيث سيفضي قرار إنهاء التحالف بين الانقلابيين إلى منح السلام فرصاً أكثر".
 
- استمالة الخارج
 
المحلل السياسي عبد الكريم الصلوي، يرى أن حالة الاستغلال التي قام بها طرفا الانقلاب للشعب اليمني وثرواته "كفلت الوصول إلى مرحلة اللاعودة في تحالف بُني على المصالح بين قياداته وليس على التنافس لخدمة المواطنين".
 
وتابع الصلوي قوله لـ"الخليج أونلاين": إن "طرفي الانقلاب حرصا منذ إعلان التحالف على التسابق في نهب الثروة، ولم تكن من أرضية حقيقية لهذا التحالف تضمن له الاستمرارية، فحزب المخلوع يُصرّ على عدم الابتعاد عن السلطة منذ ثورة الشباب السلمية في 2011، ويحاول الحفاظ على مصادر قوته عبر بسط نفوذه على إيرادات الدولة، والحوثيون انقضوا على السلطة بهدف جمع المال والسلاح وهو هدف استراتيجي دائماً ما تحرص عليه الجماعة للحفاظ على نفسها، ومن ثم فمصير هذا التحالف هو الانتهاء، وقد آن الوقت لذلك بقناعة الطرفين".
 
قرابة خمسمئة مليار ريال وأكثر من مئة مليون دولار كشفتها تقارير نقلاً عن الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بصنعاء في قضايا فساد أضرت بالمال العام خلال 2016، وبحسب المتابعين فإنها لا تشمل كل ملفات الفساد التي غطى عليها تحالف الانقلاب، وهي أرقام يصعب التغطية عليها أو إنكارها أمام الشارع العام، إلى جانب التسابق بين الطرفين للاستيلاء على المواقع العسكرية الاستراتيجية، ومخازن السلاح التي دائماً ما يتم نقلها إلى أماكن أخرى.
 
ويرى الصلوي أن "الحليفين يدركان تماماً الثمن المرّ المترتب على إعلان فك الارتباط بينهما، ولذلك يحاولان تأجيل الأمر رغم الشرخ الواسع بين جماهير الطرفين، وبذلك فهم يستدعون تدخلاً خارجياً، وينتظرون من يدفعهم نحو تخلي كل منهما عن الآخر، ويرسم لهم الطريقة السلسة لذلك، لأن المواجهة المباشرة بينهما ستقضي على قدرات الطرفين في البقاء للدخول في المفاوضات والرؤى المستقبلية، ولذلك فإن كل طرف في الانقلاب يسعى سراً للحصول على دعم خارجي وضمانات بشأن مستقبله في العملية السياسية ولن يتأخر في التخلي عن حليفه".


التعليقات