فعاليات انفصالية بمسقط رأس هادي .. هكذا احتفل المجلس الانتقالي في أبين (تقرير)
- أدهم فهد السبت, 18 نوفمبر, 2017 - 07:05 مساءً
فعاليات انفصالية بمسقط رأس هادي .. هكذا احتفل المجلس الانتقالي في أبين (تقرير)

[ الزبيدي يتوسط أنصاره في فعالية المجلس الانتقالي بأبين ]

كانت محافظة أبين، الواقعة إلى الشرق من العاصمة المؤقتة عدن، على موعد لفعالية نظمها مجلس ما يُعرف بالانتقالي الجنوبي والذي يرأسه محافظ عدن المقال عيدروس الزُبيدي، وهي فعالية هدفت لتدشين الجمعية الوطنية المنبثقة عن المجلس، وهي بمعنى أوضح تدشين فرع الانتقالي الجنوبي بمحافظة أبين، ضمن البرنامج الذي سبق وأن نُفذ بمحافظات عدن، شبوة، حضرموت، المهرة وكانت آخرها لحج.
 
وشهدت فعالية الانتقالي الجنوبي في أبين، حضوراً محدوداً للمواطنين والذين لم يتجاوزا 500، حيث لم يمتلئ ملعب البلدية بزنجبار- وهو أصغر ملاعب المحافظة- فقد شوهدت أجزاءٌ واسعةٌ منه وهي فارغة عدا مساحة بسيطة مقابلة للمنصة التي اعتلاها رئيس المجلس عيدروس الزُبيدي وعدد من أعضاء مجلسه.
 
وترافقت فعالية التدشين المحدودة مع إجراءات أمنية مشددة فرضتها قوات الحزام الأمني التابعة لدولة الإمارات، وذلك تحسباً لأي خطوات قد تقوم بها قوات الأمن المحسوبة على الشرعية، فقد أصدر محافظ أبين أبوبكر حسين أمس الجمعة بيانا أوضح من خلاله بأن المحافظة لا تزال في وضع حرج لا يسمح بإقامة أي فعاليات سياسية، مؤكدا بأنه لن يتوانى عن منعها بالقوة، وهذا ما لم يحدث لأسباب ذكرتها مصادر إعلامية- ورصدها الموقع بوست- فقد تدخلت قيادات أمنية رفيعة بينها قائد اللواء 39 مدرع العميد عبدالله الصبيحي، وذلك لأجل ضمان عدم حصول أي صدام بين قوات الحزام الأمني من جهة والقوات الأمنية الأخرى التابعة للشرعية من جهة أخرى.
 
وحوى البيان الختامي للفعالية، والذي ألقاه رئيس المجلس الزُبيدي عدة نقاط ركزت في مجملها على مهاجمة الشرعية وتأكيد مضيهم نحو التحرير والاستقلال، كما تم التطرق للجبهات العسكرية المشتعلة في حدود المحافظات الجنوبية كبيحان، ومكيراس، حيث بيَّن الزُبيدي بأنها تقع ضمن أولويات مجلسه والذي سيعمل بالشراكة مع التحالف العربي- حد قوله- لتحرير ما تبقى من تلك المناطق من سيطرة ميليشيا الحوثيين والمخلوع صالح، إضافة لتحرير وادي حضرموت مما أسماه بالقوات الاحتياطية للانقلابيين، في إشارة منه للمنطقة العسكرية الأولى.
 
تمجيد دول التحالف العربي وبمقدمتها الإمارات والمملكة العربية السعودية، وتأكيد الشراكة معها في ملف مكافحة الإرهاب، كانت تلك أيضا واحدة من النقاط التي تناولها البيان الختامي، والتي وصفها مراقبون بالأقرب للبروباجندا منها إلى الواقع.
 
ويذكر أن الحشد الإعلامي لفعالية الانتقالي الجنوبي بمحافظة أبين، كان الأضخم مقارنة بباقي الفعاليات السابقة، كون هذه المحافظة تعد مسقط رأس رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، إلا أنه ومع كل تلك الحملات الإعلامية، فقد ظهر الحضور باهتاً للغاية، ومشابهاً للحضور الذي شهدته فعالية الانتقالي الجنوبي بمحافظة لحج قبل أيام.
 
ورافق الزُبيدي أثناء زيارته لأبين عدد من أعضاء مجلسه، بينهم محافظ الضالع فضل الجعدي، ووكيل محافظة عدن عدنان الكاف، ومحافظ حضرموت السابق أحمد بن بريك.
 
وتعليقا على ذلك، قال الصحفي والناشط السياسي منصور بلعيدي،" إن فعالية المجلس الانتقالي بمحافظة أبين كانت باهتة للغاية، فهي لم تلقَ القبول لدى المواطنين، والذين امتنعوا عن الحضور، فيما حاول رئيس المجلس الزُبيدي استمالة أبناء أبين بكلمات الثناء المتكلفة في كلمته، لكنها لم تُجد نفعاً في مضاعفة أعداد الحاضرين.
 
وأضاف بلعيدي في حديثه لـ"الموقع بوست" بأن الحشد لم يكن بالمستوى المطلوب، وكان الجند أكثر من المدنيين، وهو ما عزاه إلى قبول المواطنين لإعلان السلطة المحلية برفض احتضان فعالية الانتقالي الجنوبي.
 
وذكر" أبين تعد رقماً صعباً في معادلة محافظات الجنوب، والاستهانة بدورها خطأ سياسي قاتل، فأبين هي الترمومتر لمقياس حرارة الجنوب كله سلبا أو إيجابا، ومحاولة شيطنة أبين من قبل بعض قيادات المجلس الانتقالي أعطت ردة فعل قوية ظهرت جلية في هزالة الحضور ، وذلك ما عكس عدم رضا الشارع الأبيني تجاه المجلس الانتقالي لسبب نظرته الضيقة تجاه أبين.
 
أما النائب الأول لمدير أمن عدن، والقيادي البارز في المقاومة الشعبية، العقيد علي الكازمي والمعروف بأبو مشعل، (إن السقوط كان مدوٍ في أبين) وذلك في تعليقه على فعالية الانتقالي الجنوبي في أبين.
 
وقال أبو مشعل في منشور له على صفحته بموقع "فيسبوك"-ورصده الموقع بوست-متحدثا عن قيادات المجلس الانتقالي "رفضوا قرار الرئيس والمحافظ والمقاومة ولم يعيروا أحدا فكان السقوط في أبين مدوٍّ".
 
وسخر أبو مشعل من مكان إقامة فعالية الانتقالي، موضحاً بأنها كانت في ملعب للأطفال في إحدى حواري زنجبار في إشارة لعدم قدرة المجلس الانتقالي على إقامة فعاليته في ساحة عامة أو أحد ملاعب المدينة، نظرا لمحدودية الحاضرين.
 
وأضاف أبو مشعل "أبين تسقط الغرور وتثبت للجنوب بأسره في ملعب للأطفال بإحدى حوافي- حواري- زنجبار أنها لم تفوض أحدا".


التعليقات