"نزار" و"يوسف" حدثان يسقطان ضحايا جدد للحزام الأمني في عدن .. عائلتاهما تحكيان التفاصيل
- عدن - خاص الإثنين, 04 ديسمبر, 2017 - 04:30 صباحاً

[ اقتحم الحزام منزل أحدهم بطريقة بشعة ]

يدخل الشاب القاصر نزار نيازي، يومه الرابع على التوالي خلف قضبان أحد السجون السرية بالعاصمة المؤقتة عدن، بعد أن تمت مداهمة منزل عائلته بمديرية المنصورة، واعتقاله فجر أمس الجمعة.

يقول نيازي عباس (والد القاصر نزار)،" لم أكن موجودا وقت مداهمة المنزل، فأنا مسافر في حضرموت، ووصلني اتصال من عائلتي يفيد بمداهمة جنود ملثمين للمنزل، واعتقالهم لنجلي نزار والبالغ 17 عاما، وأخذه لمكان مجهول.

ويضيف نيازي في حديثه لـ"الموقع بوست" وبعد دخول اليوم الثالث على اعتقاله، ما يزال مصيره مجهولا، فقد حاولنا التواصل مع مختلف الوحدات الأمنية، لكن دون جدوى، فكل الجهات تتنصل عن مسؤوليتها؛ فيما وصلتنا أخبار غير مؤكدة تفيد بوقوف قوات الحزام الأمني خلف عملية المداهمة والإخفاء القسري.

وبخصوص تفاصيل الحادثة، يروي نيازي قائلا،" تم اقتحام المنزل عند الواحدة من فجر يوم الجمعة، حيث قام الجنود الملثمون بكسر باب الدور الأسفل من المنزل، حيث يعيش والدي، ليقوموا بالطلوع بعدها لمنزلي في الدور الثاني وكسر باب الشقة بنفس الطريقة، ما تسبب في إفزاع أهلي وأطفالي.

-نزار
ويتابع،" مباشرة وفور كسر باب شقتي، اقتحمها مجموعة من الجنود الملثمين وأسلحتهم في وضعية الاستعداد، وخلال تلك اللحظات صعد إليهم ابن أختي عَمر عبدالحكيم والبالغ عمره 25 عاما، ليسألهم عن سبب اقتحام المنزل بهذه الطريقة الوحشية، إلا أنهم قاموا ببطحه وضربه بأعقاب البنادق وقالوا له (لا تتحرك).

انتشر الجنود الملثمون في المنزل، وكانت ابنتي الكبرى في المطبخ وفور رؤيتها للجنود بادرت بالصراخ، ليوجه أحد الجنود الملثمين سلاحه باتجاهها وقالها ( ابعدي من أمامي ولا بارشك، أين نزار)، فيما كانت ابنتي الصغرى في الحمام، والحمدلله أنها كانت قد ارتدت ملابسها وهي على وشك الخروج، ليقوم أحد الجنود بركل باب الحمام وفتحه، يضيف نيازي في سياق حديثه لـ"الموقع بوست".

ويذكر،" دخلوا إلى غرفة النوم، وأخذوه من جانب والدته، إلى جهة مجهولة.

ويوضح،" نجلي نزار ليس هاربا حتى يتم اقتحام منزلنا بهذه الطريقة، فهو يدرس في المعهد المهني القريب من المنزل في بلوك 12؛ كان يمكن اعتقاله من الشارع، أو حتى من المعهد بدلا من اقتحام المنزل وترويع النساء والأطفال.

ويبين،" كلنا ضد الأعمال الإرهابية وندينها، لكن مثل هذه الانتهاكات ينتج عنها آثار سلبية لدى المواطنين، وتحدث عن انطباع نجله ذو 17 عاما فقال،" بماذا سيفكر نجلي عقب مشاهدته للجنود وهم يقتحمون منزله دون أي مراعاة لحرمة المنزل، ودخلوا على أمه وأخواته وأفزعوهم! بالتأكيد لن يفكر إلا بالانتقام، داعياً الأجهزة الأمنية لمراجعة هذه الأخطاء والتي نعتها بـ(الكارثية).

وأشار إلى أن نجل أخته عمر والذي قام الجنود بضربه بأعقاب البنادق وبطحه على الأرض، تم نقله للمشفى فقد تدهورت صحته وأصيب بتهيج عصبي، مرجعا ذلك إلى الصدمة النفسية التي تلقاها قريبه، فقد شاهد عشرات الجنود الملثمين وهم يقتحمون منزل أهله وتكشفوا على عوراتهم، دون مراعاة للأعراف أو القوانين، فيما لم يكن يملك أي حيلة لمنعهم، بل قاموا بضربه وبطحه على الأرض تحت تهديد السلاح.

وطالب والد القاصر نزار،" الجهات المعنية ممثلة بوزارة الداخلية وإدارة أمن عدن بالكشف عن مصير نجله المخفي قسرا.  

العمودي قصة أخرى

ولم تكن واقعة اعتقال القاصر نزار نياز، هي الأولى من نوعها في العاصمة المؤقتة عدن، فقد سبقته عشرات الوقائع المماثلة والتي كان ضحاياها قاصرون لم يبلغوا السن القانونية.

يوسف صالح العمودي قاصر آخر اعُتقل في التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني، من منزل عائلته في حي بلوك 30 بمديرية المنصورة، ومنذ ذلك الحين ما يزال مصيره مجهولاً، وقد لقي القاصر دجانة سند عبدالرب ذو 16 عاما نفس المصير، فقد دوهم منزل أسرته بمديرية المنصورة واعُتقل أواخر نوفمبر المنصرم.

-العمودي


وبحسب مصادر حقوقية تحدثت لـ"الموقع بوست" فإن هناك مالا يقل عن 25 قاصراً تتراوح أعمارهم بين ١٥-١٧، محتجزون في السجون السرية المقسمة على إدارة أمن عدن من جهة قوات الحزام الأمني التابعة لدولة الإمارات من جهة أخرى.

وأضافت أن أعداد القاصرين الذين شملتهم الانتهاكات في العاصمة المؤقتة عدن، ومحافظة لحج المجاورة في تزايد مستمر، دون أن يكون للمنظمات الحقوقية المحلية والدولية أي موقف من هذا النوع من الانتهاكات.

وتجدر الإشارة إلى أن هناك أعدادا أخرى من القاصرين كانوا معتقلين في السجن المركزي بالمنصورة، ويُسمح لذويهم بالزيارات، وذلك قبل أن يتم نقل كل معتقلي المركزي إلى السجن الجديد في بئر أحمد، ليصبحوا بعد ذلك في عداد المخفيين قسرا، إلى جانب أكثر من 300 مُعتقل كانوا  محتجزين معهم في السجن المركزي بالمنصورة.


التعليقات