ثلاث عوائل سياسية حكمت اليمن تستقر في السعودية
- خاص الجمعة, 22 ديسمبر, 2017 - 08:26 مساءً
ثلاث عوائل سياسية حكمت اليمن تستقر في السعودية

[ كثير من الاسر انتقلت الى السعودية ]

بوصول أفراد من عائلة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الى سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية تكون ثلاث عوائل يمنية حكمت اليمن قاد غادرتها منهية مسيرتها السياسية مع استثناءات طفيفة لبعضها.
 
منذ العام 1962م والذي شهد ميلاد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر/أيلول التي أطاحت بالحكم الامامي حكمت اليمن العديد من الشخصيات السياسية، وغادر بعضها كرسي الحكم، بعيدا عن شبح التوريث، وهيمنة العائلة على مفاصل الحكم، بينما حكم آخرون مستندين الى عوائلهم او ما يسمى بالبيوت السياسية.
 
عائلة حميد الدين
 
كانت عائلة حميد الدين أولى العائلات اليمنية التي نزحت الى المملكة العربية السعودية بعد الثورة اليمنية التي أسقطت حكمهم، وأعلنت سقوط الملكية وقيام النظام الجمهوري.
 
ارتبطت هذا العائلة بوشائج قوية مع النظام السعودي منذ ثلاثينات القرن الماضي، ورغم دخول الجانبين في حروب شتى بينهم على خلفية الحدود بين البلدين، ووجود دولة الادارسة وسط الدولتين، لكنهما تمكنا من ابرام معاهدات سياسية تاريخية بينهما، وتوصلا لحلول ينهي الخلافات القائمة.
 
كانت أولى محطات المساندة الواضحة بينهما عقب ثورة فبراير/شباط 1948م والتي قتل نتاجا لها الامام يحي حميد الدين (1869م1948م) والذي حكم اليمن منذ العام 1904م حتى وفاته.
 
سقط يحي قتيلا، وأعلنت شخصيات سياسية مبايعة عبدالله الوزير اماما جديدا، وكان من المنتظر أن تساند السعودية النظام الجديد، خاصة مع العلاقة التي كانت تربط الوزير بملوك وامراء السعودية.
 
لكن العكس هو الذي حصل، فقد تجاهلت السعودية مطالب شخصيات النظام الجديد، وأيدت الامام أحمد يحي حميد (1904م-1962م) الدين في القضاء على خصومه، واستعادة الحكم من أيديهم.
 
حشد احمد القبائل واقتحم صنعاء، ونكل بالثوار، وكل من أيد الثورة على والده، وسجن العشرات منهم، وبدأ عهد جديد في اليمن، محافظا بنفس الوقت على صلته بالأسرة السعودية الحاكمة.
 
ورغم القبضة الحديدية التي حكم بها أحمد اليمن، فقد استمرت الثورة بالنمو، وتصاعدت حالة التذمر والاستياء جراء سياسة الحكم الكهنوتي البغيض الذي جثم على صدور اليمنيين، وعزلهم عن العالم، ونكل برجال اليمن، وجاءت ثورة 26 سبتمبر/أيلول لتضع حدا لتلك الحقبة السوداء من تأريخ اليمن واليمنيين.
 
وبسبب تلك الثورة فرت عائلة حميد الدين التي كان يمثل أعلى رأس فيها محمد البدر، نجل الامام أحمد، الى الحدود الشمالية لليمن والجنوبية للسعودية، وتمركز هناك، وأعلن عن حربا جديدة لاسترداد ملك اباءه.
 
ساندت المملكة العربية السعودية تلك الحرب، ودعمتها بالمال، وجعلت من مدنها الجنوبية قواعد عسكرية ينطلق منها أتباع الامام، كما عقدت تحالفات دولية لصالح أنجال الامام، سعيا وراء الانتصار على الجمهورية، وإعادة الحكم الملكي لليمن.
 
وخلال ثماني سنوات من الحرب تغلب الصوت الجمهوري على البندقية الملكية، والتي أذعنت في النهاية، واستقرت بشكل نهائي داخل السعودية، وحظيت منذ ذلك اليوم بالعديد من الامتيازات، وحصل افرادها على الجنسية السعودية، وانخرطوا فيها كمواطنين سعوديين.
 
عبدربه منصور هادي وعائلته
 
تسببت الاحداث التي شهدتها اليمن منذ مطلع العام 2014م الى حالة من الانسداد السياسي، ونجم عنها الانقلاب على الشرعية اليمنية التي يمثلها الرئيس عبدربه منصور هادي، بعد تحالف مليشيا الحوثي والرئيس السباق علي عبدالله صالح على اسقاط نظام حكم الرئيس هادي، المولود من رحم الثورة الشعبية التي أطاحت بعائلة صالح من الحكم.
 
تمادت المليشيا الانقلابية بحربها على الشرعية مستهدفة الرئيس هادي، ورغم تمكنه من حالة الإقامة الجبرية التي عاشها في صنعاء الى عدن، فقد أطلقت عليه تلك المليشيا عدة صواريخ في مقر أقامته بقصر معاشيق الرئاسي بعدن.
 
وشنت المليشيا حربها الشعواء في عدة محافظات يمنية، حتى وصلت العاصمة المؤقتة عدن، واسقطتها فيما تمكن الرئيس هادي من الإفلات والسفر الى السعودية عبر سلطنة عمان.
 
وصل هادي الرياض بالتزامن مع قيام عاصفة الحزم العسكرية التي استهدفت نصرة الشرعية، والقضاء على التحالف الانقلابي المرتبط بإيران.
 
وفي السعودية استقر هادي مع عائلته، وأدار الدولة من هناك، ولا يزال، غير أن المستقبل لازال مليئا بالمفاجآت فيما يخص التطورات القادمة في اليمن.
 
عائلة علي عبدالله صالح
 
ظل علي عبدالله صالح (1942م – 2017م) في الحكم لثلاثة وثلاثين عاما، وقضى سبع سنوات أخرى خارج الحكم، لكنه حافظ على تأثيره في المشهد السياسي والعام في اليمن، وكان لذلك التأثير تداعياته السلبية التي أوصلت اليمن الى اللحظة الراهنة التي يعيشها، ودفع صالح ثمنا لذلك رأسه، بد تحالفه مع مليشيا الحوثي التي قتلته في نهاية المطاف في الرابع من ديسمبر/كانون الأول 2017م.
 
سعى صالح الى توريث الحكم لنجله في اليمن، وكان ذلك أحد أسباب الثورة الشعبية التي أطاحت بهم من الحكم في العام 2011م، لكن كبرياءه حوله الى منتقم أعمى، فسعى في سبيل الانتقام، واسترداد نظام حكمه الى تفجير الوضع داخل اليمن عبر تحالفه مع الحوثيين، وتسبب ذلك في صعود الحوثيين، وإجبار الرئيس هادي على تقديم استقالته أولا، والخروج ثانيا من اليمن.
 
رفض صالح الخروج من اليمن، وظهر أكثر من مرة شامتا بمن تركوا اليمن وانتقلوا للعيش خارجها، وتحالف مع الحوثيين منذ خروجه من الحكم، لكن ذلك التحالف ارتد عليه في نهاية المطاف، وتمكن الحوثيين من قتله، والاجهاز على تركته السياسية ونفوذه القبلي والعسكري.
 
كان مقتل صالح على يد الحوثيين منعطفا كبيرا في حياته وحياة عائلته من بعده، فبجانب الثمن الذي دفعه من خلال مقتله، تسبب ذلك في تهجير اسرته ورحيلها خارج اليمن لتلحق ببقية أعضاء الاسرة الذين انتقلوا قبل سنوات واستقروا في عدة بلدان خليجية.
 
بالنسبة للمستقبل السياسي لعائلة صالح فيرتبط بالدور الذي يمكن أن يلعبه أنجال صالح لاحقا، لكن ذلك لا ينفي بأنها انتقلت خارج اليمن، كما كان مصير عوائل سياسية سابقة حكمت اليمن.
 


التعليقات