عمران.. عصابات النهب وسيلة الحوثيين الجديدة لجني الملايين (تقرير)
- عمران - يوسف القحمي السبت, 20 يناير, 2018 - 10:52 صباحاً
عمران.. عصابات النهب وسيلة الحوثيين الجديدة لجني الملايين (تقرير)

[ مسلحون حوثيون - أرشيفية ]

ما إن أحكمت مليشيا الحوثي سيطرتها على العاصمة اليمنية صنعاء وأغلب محافظات الجمهورية وبعد نهبها للمال العام وخزينة الدولة ابتكرت أساليب جديدة وأعذار مفضوحة لجمع الأموال من قوت المواطنين وعندما أعدمت الحيل لديها سارعت لتشكيل عصابات سلب مستعينةً بمن لهم سوابق في هذا المجال وبطرق سرية لاستخدامها لتمويل ميليشياتها.
 
محافظة عمران كغيرها من المحافظات الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين فمنذ سقوطها في الثامن من يوليو 2014م وبعدها سقوط صنعاء وعمليات نهب البنك المركزي وانقطاع الرواتب تنامت عمليات المداهمة والسطو والسرقة بشكل فضيع من خلال العصابات المشكلة سريا اتضحت من خلال الأساليب المستخدمة في هذه العمليات.
 
عمليات كبيرة وزمن محدود
 
شهدت محافظة عمران الواقعة شمال العاصمة صنعاء -والتي تعتبر من أوائل المحافظات التي سيطر عليها الحوثيون-عمليات عديدة من سطو وسرقة ونهب للمنازل والمحال التجارية وممتلكات المواطنين لا سيما مدينة عمران التي ترزح تحت وطأة أمنية شديدة منذ سقوطها في ظل غياب تام ومدروس لسلطة الأمر الواقع. 
 
وخلال الشهر الفائت وبالتحديد من 2017/12/15 وحتى 2018/1/16 شهدت مدينة عمران عمليات سطو كبيرة وكثيرة على محال تجارية ومنازل مواطنين وممتلكات عامة وخاصة تجاوزت العشر عمليات كان أولها عملية سطو على سوبر ماركت بصيبص وآخرها عملية السطو على منزل المهندس ردمان وبينهما تم سرقة سيارات ودراجات نارية ومنازل وبقالات ومحال تجارية أخرى وبطرق جديدة لم يعهدها المواطنون.
 
أساليب غير معهودة
 
مصدر محلي خاص رفض الكشف عن اسمه أكد لـ"الموقع بوست" عندما سُئل عن الأساليب التي تم استخدامها في عمليات السطو قائلا" من الملاحظ أن هناك استخدام طرق ووسائل للسرقة لم نعهدها في عمران ولم نشاهدها إلا في الأفلام الاجنبية".
 
وأردف موضحاً "فمثلاً سرقة بيت المهندس ردمان تم وضع لواصق على أفواه النساء تلاه ضرب رؤوسهن بأعقاب المسدسات وتهديدهن بالقتل في حالة رفعن أصواتهن".
 
وأضاف " أما سرقة المحال التجارية والبقالات فقد تم استخدام أساليب لم تخطر على البال حيث قاموا بتذويب الحديد المحيط بالمغالق باستخدام الأكسجين وكأنهم في ورش السمكرة وبدون أي قلق رغم قرب بعض الأماكن المسروقة من نقاط تفتيش حوثية".
 
خسائر المواطنين بالملايين
 
مصادر محلية أفادت أن عصابة مسلحة ومدربة قامت الثلاثاء الماضي بالسطو على منزل المهندس الميكانيكي ردمان شايع، وسط المدينة، وقامت بنهب وسرقة ما وقعت عليه أيدي هذه العصابة من مجوهرات وأموال وسلاح تقدر بالملايين حيث يقدر دخل المهندس ردمان بالملايين ويعتبر من أثرى وأشهر المهندسين في عالم المكنيك بعمران.
 
سوبر ماركت المواطن بصيبص التي تقع جوار جولة النافورة وأمام مبنى بنك التسليف الزراعي وجوار نقطة أمنية حوثية مداومة على مدار الساعة وبدون إبداء أي ردة فعل من قبل أفراد النقطة تعرضت الماركت للسرقة منتصف شهر ديسمبر الماضي حيث قدرت مصادر مقربة حجم الخسائر بالملايين وتعد من أكبر الماركات في المدينة التي توفر جميع احتياجات المواطنين.
 
 بقالة المواطن محمد الأبرقي الواقعة في قلب مدينة عمران جوار فرزة صنعاء وعدد من منازل المواطنين وبعض المركبات والدراجات تعرضت أيضا للسرقة وقُدرت قيمتها أيضا بالملايين.
 
الروح ثمناً لكشف عملية سرقة
 
في سابقة خطيرة وغير معهودة في عالم السرقات لقى الطفل معين صلاح باكر البالغ من العمر 10 سنوات من أبناء مدينة عمران في 2017/11/26 لقي مصرعه على يد امرأة من فئة المهمشين بعد اكتشافها من قبله عندما تمكّنت من دخول منزلهم لارتكاب جريمة السرقة قامت بطعنه بــ آلة حادة " السكين " ولم يتخذ هذه الأساليب إلا العصابات المدربة حيث ظهر مؤخراً أن المرأة المذكورة لها سوابق عدة في سرقة المنازل والبيوت.
 
ما خفي أعظم
 
مصدر محلي في مدينة عمران وعند سؤالنا له عن عدد عمليات السطو والسرقة أجاب "ما ظهر من عمليات السطو والسرقة وعلم به الناس وتناوله الإعلام ليس إلا الشيء القليل والسرقات الكبيرة فقط أما سرقات الدراجات النارية وبطاريات السيارات وتواير (الاستبني)والتلفونات وجرب القات والفلوس من الجيوب في الأسواق وألواح الطاقة الشمسية من أسطح المنازل وغيرها من السرقات فحدث ولا حرج فهي كثيرة وكثيرة جداً ونتحدث هنا عن مدينة عمران فقط ناهيك عن باقي مديريات المحافظة".
 
أما حديثه عن العصابات فقال "للعلم أن أغلب عصابات السرقة في عمران تم استيعابهم فيما يسمى باللجان الشعبية التابعة للمليشيات الحوثية وتم تسليحهم وتدريبهم على استخدام مختلف الأسلحة ومشاركتهم في الجبهات القتالية وعمليات نهب بيوت وممتلكات الخصوم السياسيين في مختلف المناطق فتح شهيتها للاستمرار في عملياتها وبإيعاز من قيادة المليشيات".
 
وأضاف "كذلك تم منحهم السلسلة التي في اليد والرقم الجهادي والكنية الجهادية حسب -زعم المليشيات-مما سهل تنقل هذه العصابات بكل حرية فهم يتجولون بأسلحتهم طوال الوقت دون اعتراض من أحد وجزء منهم ينفذ العملية والجزء الآخر يوفر طرق الحماية لتأمين عملياتهم.


التعليقات