الصحافة العالمية تواصل إدانة جرائم الحوثيين
- البيان الاماراتية الأحد, 25 أكتوبر, 2015 - 03:16 مساءً
الصحافة العالمية تواصل إدانة جرائم الحوثيين

[ من جرائم الحوثي في تعز ]

واصلت الصحافة العالمية إدانتها للجرائم التي يرتكبها المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم من العناصر الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، وأكدت أنه ليس بوسع العالم أن يقف مكتوف الأيدي إزاء هذه الجرائم الوحشية التي أودت بحياة الألوف من المدنيين اليمنيين.

ونقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن عدد من أبناء تعز إعرابهم عن يأسهم في مواجهة الظروف الصعبة التي يعيشون فيها، والتي تتفاقم من خلال جرائم وممارسات الحوثيين، وقال أحدهم في هذا الصدد ويدعى علي أحمد: «بالنسبة لنا فإن المستقبل قد ضاع وليس هناك أمل».
 
وقالت الصحيفة إن هذه المشاعر لم تنبع من فراغ، وإنما جاءت من تعرض أبناء محافظة تعز للحصار من جانب الحوثيين والعناصر الموالية للرئيس اليمني المخلوع، الذين فرضوا الحصار على العديد من مناطق المحافظة.

معاناة
وجاء في تقرير الصحيفة إن تعز تجسد معاناة الناس في مختلف أرجاء اليمن، حيث تعاني المدينة من حصار الميليشيات المتمردة وقصفها العشوائي، الذي أسفر عن مصرع أعداد كبيرة من المدنيين وفقا لتأكيدات مفاوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

وأشارت «الغارديان» إلى أنه فيما ينهار أفقر بلد في العالم العربي أمام أعين العالم، فإن جيلا بأكمله من شباب اليمن وأطفاله يفقدون مستقبلهم ويقف العالم مكتوف الأيدي أمام الجرائم الوحشية التي تواصل الميليشيات المتمردة ارتكابها، فيما يؤكد المسؤولون عن حماية حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة أن هذه الجرائم أسفرت عن نطاق لا يمكن استيعابه تقريبا من المعاناة الإنسانية.

وتتحدث الأرقام في هذا الصدد عن نفسها، فبعد أشهر قلائل يقف عدد الضحايا المتزايد عند ما يزيد على خمسة آلاف قتيل و 26 ألف جريح، يقدر أن 6 في المئة منهم ممن قتلوا أو لقوا مصرعهم من المدنيين، وذلك بحسب تقديرات منظمة العمل في مواجهة العنف المسلح ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وقد لاذ حوالي 2.3 مليون شخص بالفرار من بيوتهم خوفا من تعرضهم للقتل ويعتقد أن ما يزيد على 21 مليون نسمة، أي حوالي 80 في المئة من سكان اليمن، في حاجة يائسة للمساعدات الإنسانية، والكثير من هؤلاء إن لم يكن معظمهم ممن لديهم القدرة على مغادرة البلاد، أي الطبقة العليا والوسطى من ابناء اليمن غادروا أراضيهم بالفعل.

طوفان
وشددت «الغارديان» على أن ترك الصراع اليمني دونما حسم لا يعد أمرا مدمرا لليمن والمنطقة فحسب، وإنما كذلك للمصالح الغربية أيضا في المنطقة. فاليمن الغارق في طوفان الحرب يهدد الكثير من المكاسب التي توقعها الغرب من الاتفاق النووي الإيراني، وهي مكاسب لا يمكن تحقيقها في منطقة تفتقر إلى الاستقرار إلى حد كبير في ظل الحروب المتعدة المتواصلة حاليا. وطالما أن الصراع مستمر، فإن مضيق باب المندب الاستراتيجي يبدو مرشحا للانغماس في صراع محتدم.

والمستفيدون الوحيدون من الصراع المتواصل في اليمن وما يترتب عليه من انهيار لمؤسسات الدولة، هي جماعات متطرفة مثل تنظيمي القاعدة وداعش. وهذه الجماعات تستميت لكسب الأرض وملء فراغ السلطة الناجم عن الفوضى التي تهيمن على اليمن، ومنذ أوائل ابريل الماضي، سعت القاعدة للسيطرة على حضرموت، وهي أكبر محافظات اليمن، وتعد إحدى أكبر منطقتين في اليمن بكامله إنتاجا للنفط، وقال معهد «بروكنغز» في يوليو الماضي إن تنظيم داعش يواصل فرض حلوله مستغلا ظروف هذه الحرب.

وفي الأسابيع الأخيرة، برهن هذا التقييم على أنه مفرط في التفاؤل، حيث إن تنظيم داعش الذي لم يكن معروفا عمليا في اليمن حتى اندلاع هذه الحرب، أعلن مسؤوليته عن عدد من عمليات التفجير الانتحارية في العاصمة اليمنية صنعاء، وبث عدد من لقطات الفيديو التي يتحدث فيها عن وجوده المسلح في المدن اليمنية. وفي السادس من أكتوبر استهدف بسلسلة من الهجمات الانتحارية مقارا حكومية في عدن. وبادر تنظيم داعش لإعلان مسؤوليته عن هذه الهجمات وبث صورا ومقاطع فيديو للقائمين بها.

واستقطب أحد الانتحاريين اهتمام المراقبين بصفة خاصة، الذي وصل إلى حد عدم التصديق، وهو معاذ أنور الذي كان يعرف باسم أبي سعد العدني، وهو شاب في مطلع العشرينات من عمره ينتمي إلى أحد أحياء عدن، وتظهره صورته على موقع فيسبوك بمظهر الشاب الذي يساير الاتجاهات الحديثة ويرتدي ملابس غربية على أحدث طراز، ومن يعرفونه لا يزالون غير مصدقين كيف قام تنظيم داعش بتجنيده. ولكن المؤشرات تؤكد أن نقطة الانطلاق هي الإحساس بضياع المستقبل وفقدان الأمل.
 
وشددت «الغارديان» على أن العالم لا ينبغي أن يصمت بمواجهة ذلك كله وإنما عليه المبادرة بالتحرك بقوة ضد المتمردين والإرهابيين في اليمن، حيث تهدد جرائمهم وجود اليمن نفسه.

أزمة
على صعيد آخر، أشار موقع «إنفورميشن كليرنغ هاوس» الإلكتروني إلى أن العالم يشاهد اليوم قتل المدنيين الأبرياء في اليمن كل يوم على يد المتمردين الحوثيين وحلفائهم، ومن العار الوقوف موقف المشاهد بينما الملايين من اليمنيين يعانون من تأثيرات هذه الجرائم.

ويتعين على المجتمع الدولي فرض المزيد من الضغوط على المتمردين للموافقة على وقف إطلاق النار والعودة إلى مائدة المفاوضات للوصول إلى تسوية سلمية في اليمن فورا. وفي الوقت الراهن فإن مثل هذه التسوية تعد في نطاق الممكن، ولكن ترك اليمن يتعرض لجرائم الحوثيين المستمرة يعني المخاطرة بجعل التسوية السلمية في نطاق المستحيل وتعريض المنطقة بأكملها للمزيد من المخاطر.


التعليقات