الولع الإماراتي بعائلة صالح.. إلى أين سيقود اليمن؟
- خاص الأحد, 28 يناير, 2018 - 08:07 مساءً
الولع الإماراتي بعائلة صالح.. إلى أين سيقود اليمن؟

[ محمد بن زايد مع نجل صالح في ديسمبر الماضي ]

أصبح الولع الإماراتي بعائلة الرئيس الراحل علي صالح بمثابة اختبار لمختلف الأطراف في الداخل والخارج، وذلك نظرًا لما سيترتب عليه من إعادة ترتيب للأولويات لدى كل طرف.
 
كانت انتفاضة علي صالح ضد الحوثيين بمثابة انفراج جزئي للأزمة اليمنية بالنسبة للسعودية والإمارات بعد أن وصلت إلى طريق مسدود. فمن جانب، تريد الدولتان القضاء على الحوثيين بدون أن يستفيد من ذلك حزب الإصلاح، ومن جانب آخر، كادت السياسة الإماراتية في جنوب اليمن تصل إلى حد الصدام بينها وبين السعودية، خاصة بعد تسابق الدولتين على ترسيخ نفوذهما في محافظتي حضرموت والمهرة.
 
ويعني عدم جدية الدولتين في القضاء على الانقلاب، وسباق النفوذ بينهما، أنهما لم تتفقا على البديل المناسب لمرحلة ما بعد القضاء على الانقلاب، ومن هنا، راهنت الدولتان على الرئيس الراحل علي صالح للقضاء على الحوثيين، والعودة إلى السلطة من بوابة حصد الانتصار على حلفائه في الانقلاب.
 
لكن حسم الحوثيين المعركة سريعًا لصالحهم أربك الدولتين، وجعلهما تعيدان ترتيب أولوياتهما للخروج من مستنقع اليمن، فوجدتا في عائلة علي صالح نقطة التقاء لتجسير الفجوة بينهما في جنوب اليمن، وفي علاقتهما بمختلف الأطراف اليمنية المناهضة للانقلاب، وعلى رأسها حزب الإصلاح.
 
بدأت دولة الإمارات تحركاتها لمحاولة خلق اصطفاف شعبي حول عائلة علي صالح، وكانت أول خطوة اللقاء الذي جمع كلٌّ من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بقيادة حزب الإصلاح في الرياض، وهو اللقاء الذي طلب فيه وليا عهد الدولتين من قيادات حزب الإصلاح بالتواصل مع حزب المؤتمر بصنعاء، والقصد بذلك عائلة وأنصار علي صالح، وربما تم في اللقاء مناقشة تعاون الحزب مع عائلة صالح.
 
تلا ذلك استضافة دولة الإمارات للعميد طارق صالح في عدن، ومحاولة إقناع حلفائها الجنوبيين بالتعاون معه في الحرب ضد الحوثيين، لكن مثل هذه المساعي مصيرها الفشل.
 
فاليمنيون شمالًا وجنوبًا لن ينسوا أن علي صالح وعائلته هم السبب في تدمير وخراب اليمن، وتسليم الدولة بأسلحتها وجيشها ومؤسساتها وأموالها للإمامة القادمة من الكهوف، ومشاركتهم لها في القتل والتدمير والنهب للبلاد طوال ثلاث سنوات، ولم ينهوا تحالفهم مع الحوثيين إلا بعد أن حاولوا انتهاك حرمات بيوتهم، بعد أن انتهك الطرفان حرمة بيوت خصومهم منذ ثلاث سنوات، ودمروا اليمن أرضًا وإنسانًا.
 
إن محاولة التحالف العربي، وخاصة الإمارات والسعودية، إعادة نظام علي صالح عبر عائلته، تعد بمثابة اختبار لمختلف الأطراف اليمنية في الداخل، فالصدام سيحصل بين حسابات الدولتين ونفوذهما في اليمن وقدرتهما في التأثير على مواقف النخب والأحزاب السياسية، وبين المبادئ والأهداف التي يطمح إليها الشعب ومن المستحيل أن يجعلها عرضة للمساومة والحسابات السياسية لدول الجوار.
 
والخلاصة، إذا كان انقلاب علي صالح وعائلته ضد الحوثيين قد جعل السعودية والإمارات تعيدان ترتيب أولوياتهما في اليمن، فإن الولع الإماراتي بعائلة علي صالح سيجعل مختلف الأطراف اليمنية تعيد ترتيب أولوياتها، والسؤال هنا: إلى أين تمضي الأزمة اليمنية بسبب التخبط السعودي والإماراتي في مستنقع اليمن؟ ‏


التعليقات