كتائب أبي العباس بتعز .. انتهاكات خارج القانون وممارسات بعيدة عن سلطة الدولة
- خاص الاربعاء, 21 فبراير, 2018 - 04:36 مساءً
كتائب أبي العباس بتعز .. انتهاكات خارج القانون وممارسات بعيدة عن سلطة الدولة

[ تعد كتائب أبي العباس أهم الأذرع الإماراتية بتعز ]

تستمر مليشيات كتائب أبو العباس التي يقودها المصنف في قوائم داعم الإرهاب عادل عبده فارع، بالقيام بالانتهاكات الخارجة عن القانون، بحق المواطنين بمدينة تعز.
 
واتهم تقرير صادر عن الطب الجنائي والشرعي تلك الكتائب، بقيامها بتعذيب مالك اليعقوبي بشكل وحشي، قبيل إعدامه بطلق ناري في عنقه في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2017.
 
وذكر التقرير أن اليعقوبي تعرض للتعذيب، وظهرت عليه آثار جرح قطعي في العين اليمنى، وعدة جروح في الرقبة، إضافة إلى وجود سحجات وكدمات متنوعة في جسمه، وأجسام معدنية غريبة في عنقه.
 
وكانت مليشيات أبو العباس، قد توجهت في 25 نوفمبر/تشرين الثاني إلى مدينة التربة بتعز، وقامت باختطاف اليعقوبي من أمام منزله، على خلفية قضية أرض، وعثرت أسرته على جثته في قارعة الطريق في اليوم التالي.
 
من المسؤول؟
 
ويستنكر أبناء تعز مثل تلك الجرائم التي تقوم بها أي جماعات خارج إطار الدولة، كون ذلك يسلبهم حقهم بالعيش بأمان واستقرار.
 
وحتى اليوم لا تزال مختلف أجهزة القضاء والأمن متوقفة، نتيجة لغياب الدولة، وعدم قيام السلطة المحلية بتفعيلها.
 
في هذا الإطار يقول الكاتب الصحفي متولي محمود، إن القوانين والتشريعات التي تسنها الدولة وتنفذها، هي أكبر دليل مادي ملموس على رقي وتقدم ذلك البلد.
 
وبيَّن لـ"الموقع بوست" أن القوانين تحفظ الحقوق لأصحابها، وتخول جهة وحيدة بتنفيذ الأحكام، بعيدا عن الثورات وقوانين الغاب.
 
وتابع "في تعز، لا توجد سلطة واحدة، بل هناك العشرات، وكل جهة تقوم بتفصيل قوانين من منظورها الخاص، وتنفذه لوحدها، ودون إخضاع المتهمين للقضاء".
 
ورأى أن "كارثة تعز التي تعاني منها، نصفها من صنع أبنائها، والنصف الآخر والذي صنع النصف الأول هو السلوك الذي نهجه التحالف في تقوية جماعات دينية مسلحة خارج إطار الدولة، وبالمقابل إضعاف نواة الجيش الوطني المشكلة حديثا".
 
وذكر أن القوانين الدولية، تمنع إعدام القتلة والمجرمين بتوافر أدلة كافية قبل أن تأخذ الجهات القضائية مجراها.
 
ولفت إلى ما يتعرض له البعض بتعز، إذ يتم أخذ الأفراد وإعدامهم حتى دون تهم محددة، مؤكدا أن ذلك نتيجة لغة الفوضى التي صنعها التحالف الذي جاء لإنقاذ اليمنيين من الملشنة، والتي استساغها التعزيون وراحوا ينفذونها بحذافيرها.
 
انتهاكات مستمرة
 
وتقوم كتائب أبو العباس بانتهاكات مستمرة بحق المدنيين، وتنفذ العديد من عمليات الاعتقال أو الإعدام، دون معرفة ملابسات تلك الجرائم.
 
من أبرز تلك الانتهاكات، إعدامهم لعبدالرحمن عصيوران أحد أفراد المقاومة الشعبية، بتهمة القتل، بإطلاق أفراد الكتائب عشرات الأعيرة النارية عليه.
 
وسبق وأن قامت الكتائب كذلك بالتمثيل ببعض الجثث، وسحلها في الشوارع، وإلقائها في الشوارع العامة.
 
كما ترفض كتائب أبو العباس حتى اليوم تسليم مؤسسات الدولة الخاضعة لسيطرتها، والتي تبلغ قرابة 23 مؤسسة.
 
وكانت اللجنة الأمنية بمدينة تعز قد طالبت الرئيس عبد ربه منصور هادي وقيادة التحالف العربي بضرورة إلزام جماعة أبو العباس الموالية للإمارات، بتسليم جميع المباني الأمنية والمنشآت العسكرية التي تسيطر عليها الجماعة في محافظة تعز.
 
وقال مدير أمن تعز السابق العميد محمد المحمودي في تصريحات صحفية، إن التحالف ليس لديه رؤية حول تعز. وأشار إلى أن هناك طرفا يدعم بصورة مباشرة جماعة أبو العباس لزعزعة الأمن وإثارة الفوضى في المدينة.
 
من هي كتائب أبو العباس
 
ظهرت كتائب أبو العباس مع بداية الحرب بتعز عام 2015، ويقودها عادل عبده فارع، الذي تم إدراجه فيقائمة ممولي الإرهاب التي أعلنتها المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي، بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية في أكتوبر/تشرين الأول 2017.
 
قاتلت تلك الكتائب مليشيات الحوثي الانقلابية، لكنها بعد توجه الحكومة نحو دمج المقاومة بالجيش الوطني، رفضت الانخراط فيه، ولم تندمج في قوات اللواء 35مدرع بشكل تام، كما أنها لا تأتمر للجيش.
 
يوجد الكثير من عناصرها الذين لهم صلة وثيقة بالمتطرفين، فقائد الكتائب عمل على احتواء تلك العناصر الفارة من السجون، ودعمهم كذلك.
 
ونفذت الكتائب العديد من الأعمال الإرهابية بالتعاون مع عناصر من تنظيمي القاعدة وداعش، من أبرز تلك العمليات كان اقتحام مبنى الإدارة العامة لشرطة تعز، التي شارك فيها عناصر من التنظيمين بينهم هاشم الصنعاني وحارث العزي.
 
الدعم الإماراتي
 
تعد كتائب أبو العباس ذراعا إماراتية في تعز، تقوم بدعمها بشكل كبير، ويتم تهيأتها لتقوم بذات الدور الذي تمارسه مليشيات الحزام الأمني بالعاصمة عدن.
 
كما تعمل كتائب أبو العباس خارج إطار الدولة، وتدين بالولاء للإمارات، وقد لوحظ أن تراجع قائدها عن تسليم مؤسسات الدولة للواء 35 مدرع، بعد أن تعهد بتسليمهم أثناء زيارة الوفد الحكومي لتعز، بعد زيارته لعدن ومقابلته للمسؤولين الإماراتيين هناك، بحسب توضيح نائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية عبدالعزيز جباري.
 
وتحاول الإمارات عن طريق أبو العباس، أن تفرض حزاما أمنيا في المحافظة، وهو الأمر الذي يرفضه وبشدة أبناء تعز، خاصة بعد الانتهاكات الكثيرة التي قامت مليشيات الحزام الأمني بعدن، وتقويضها لجهود الدولة المختلفة، وهو ما أثبته التقرير الأخير لفريق الخبراء الأممي بشأن اليمن.
 
وسبق وأن كشف فريق الخبراء الأممي بشأن اليمن، عن تورط مليشيات الحزام الأمني بعدن التابعة للإمارات، بانتهاك القانون الدولي الانساني والقانون الدولي لحقوق الانسان.


التعليقات