اتفاقات سعودية حوثية بعيدا عن الشرعية.. هل تعلن الرياض الاستسلام؟
- خاص الأحد, 08 أبريل, 2018 - 09:59 مساءً
اتفاقات سعودية حوثية بعيدا عن الشرعية.. هل تعلن الرياض الاستسلام؟

[ تبدو السعودية في موقف صعب اليوم وتتطلع للخروج من اليمن ]

تدخل الأوضاع في اليمن تطورا جديدا بعد ثلاث سنوات من الحرب التي قادتها المملكة العربية السعودية وحلفاؤها تحت مبرر إعادة الشرعية اليمنية.

خلف الكواليس ثمة وضع يتشكل، وترتسم ملامحه يوما بعد آخر، بعيدا عن الحكومة الشرعية ممثلة برئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي المقيم في الرياض مع أعضاء حكومته.

ولا يتوقف الأمر عند هذه النقطة فحسب، بل إن السعودية التي خاضت حربا مدمرة منذ العام 2015م ضد جماعة الحوثي التي تتهمها بالولاء لإيران، تتنصل اليوم عن تلك الشعارات، وتمضي في التقارب والحوار مع الحوثيين أنفسهم.

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قال في أحد حواراته بأن بلاده مستعدة للتواصل والحوار مع الحوثيين من قيادات الصف الثاني في الجماعة، وهو مؤشر لم يأت بشكل عارض، بل جاء من محطات تواصل ومفاوضات مستمرة منذ أشهر بين الجانبين، في مسقط والرياض.

مصادر خاصة تحدثت لـ"الموقع بوست" عن مباحثات بين الطرفين في أكثر من لقاء تطرقت لأوضاع مستقبلية في اليمن، من بينها الاتفاق على ترتيب مؤسسات الرئاسة وتشكيل حكومة جديدة وإقامة شراكة بين الأطراف.

لا يريد الحوثيون أن يكونوا جزءا من حكومة يتواجد فيها الرئيس هادي - كما تقول المصادر-  ولا يمانع السعوديون في ذلك، طالما سيؤدي الأمر إلى خروجهم من المأزق الذي وقعوا فيه، وباتوا يتطلعون للتخلص منه بطريقة أو بأخرى.

بالنسبة للسعوديين فالموقف بات صعبا، ولذلك يعملون على إعداد طبخة جديدة بعيدا عن الحكومة اليمنية التي تقول الرياض إنها تدعمها وتدخلت من أجلها في اليمن، وتعززت هذه القناعة مع وجود ضغوط دولية تتطلع لإنهاء الحرب وفق حلول سلمية، وهو ما تحدثت به واشنطن وعبر عنه بن سلمان في أكثر من حوار، وأكده الملك السعودي في اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نهاية الأسبوع الماضي.

وفقا لتلك المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها فإن نقاط تلك الاتفاق ليست نهائية، لكنها تؤكد وجود وفاق وتواصل مستمر بين الجانبين، وتفاهمات ثنائية متواصلة، معتبرة أن استمرار الحوثيين بإطلاق الصواريخ على الأراضي السعودية جزء من ضغوطهم على الرياض للتسريع بعملية التفاوض الثنائية بين الجانبين، فيما ردت الرياض على تلك الضغوطات بالحشد العسكري في تخوم محافظة صعدة.

المصادر تشير إلى أن المبعوث الأممي الذي زار العاصمة صنعاء تحدث مع زعيم الحوثيين عبدالملك حول تلك النقاط وناقشها مع الحوثيين، وتواصلت النقاشات في مسقط التي زارها المبعوث الأممي يوم أمس السبت، وخرج اليوم الأحد بتصريح أكد فيه وجود رغبة حقيقية لتحقيق السلام وبدء مفاوضات سياسية لوقف الحرب وإنهاء معاناة الشعب اليمني، وفق تصريحه.

لم يصدر عن الحوثيين رسميا ما يشير إلى حقيقة تلك المفاوضات، لكن مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس السياسي للحوثيين حسين العزي قال إن جماعته تسعى للتحاور مباشرة مع السعودية، ولن تتفاوض مع الأطراف الأخرى، في إشارة إلى الحكومة الشرعية التي طالب وزير الخارجية فيها بالعودة إلى المفاوضات.

العزي قال في تصريحات صحفية إن سلطنة عمان تلعب دورا إيجابيا في تقريب وجهات النظر في المفاوضات التي قال بأنها لا تزال تراوح مكانها، معتبرا أن القناة الرئيسية لأي مشاورات سلام هي الأمم المتحدة ممثلة في مبعوثها الخاص إلى اليمن.

ما بدا مختلفا في الموقف الحوثي هو إعلانهم بأن الأمم المتحدة هي المرجع الرئيسي لعملية السلام في اليمن، وأن السعودية هي الجهة الأخرى التي بيدها القرار، وهي نقطتين سبق للحوثيين رفضهما، لكنهم اليوم يظهرون ليونة واضحة في التعاطي مع الدور الأممي وتقدير جهود السعودية.

كل تلك التطورات تجري بعيدا عن الحكومة اليمنية في الرياض، ما يجعل فرضيات الحسم العسكري بعيدة ومستحيلة، ويسعى المبعوث الأممي حاليا لتشكيل الصورة، وسيعود إلى صنعاء هذا الشهر بعد إحاطته الأولى في مجلس الأمن يوم الـ17 من أبريل/نيسان لإطلاع الحوثيين على نتائج تفاهماته مع الجانب السعودي.


التعليقات