سقطرى.. هل هي مقايضة احتلال إماراتي بسعودي؟
- الجزيرة نت الإثنين, 21 مايو, 2018 - 01:40 مساءً
سقطرى.. هل هي مقايضة احتلال إماراتي بسعودي؟

[ قوات إماراتية في سقطرى ]

شككت صحيفة إندبندنت في إعلان التحالف العربي في اليمن عن انتهاء الاقتتال الداخلي على جزيرة سقطرى، بأن واقع الأمر يشير إلى أن التحالف المفترض بدأ يتصدع في جميع أنحاء اليمن، وأنه خلال الأسبوعين الماضيين تحوّل إلى مواجهة حول الجزيرة الإستراتيجية الجيوسياسية.
 
وعلى الرغم من إعلان رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر انتهاء أزمة الجزيرة ورفع العلم اليمني "مرفرفا فوق بحرنا وموانئنا مجددا"، قالت الصحيفة إن الصورة على الأرض بدت مختلفة تماما، وفقا لحوارات أجرتها مع بعض السكان وقيادات محلية ونشطاء في الجزيرة.
 
فقد نقل تقرير للصحيفة عن شهود عيان كيف ضمت الإمارات الجزيرة بالكامل منذ بداية الحرب اليمنية وأقامت عليها قاعدة عسكرية وأجرت تعدادا خاصا بها، وربما حتى إجراء استفتاء على غرار شبه جزيرة القرم الأوكرانية. ومع بدء السعودية في تأكيد وجودها على الجزيرة بدأت طموحات الإمارات الهادئة في هذا الجزء من العالم تواجه الآن تحديات مباشرة.
 
وألمح التقرير إلى وجود مزيج ذكي من القوة الإماراتية الصلبة والناعمة يغيّر حياة الناس بسرعة في سقطرى وجنوب اليمن، وكذلك أرض الصومال وجيبوتي وإريتريا وبورسودان -جميع الأماكن المتاخمة للبحر الأحمر- أهم قناة شحن للنفط والغاز في العالم.
 
وذكرت الصحيفة أن العديد من المصادر في الجزيرة تعتقد أن بن دغر، الذي سافر إلى الجزيرة قبل أسبوعين في زيارة نادرة لإعادة تأكيد سيادة اليمن عليها، وجد نفسه محاصرا هناك وعرضة لنزوات الإمارات التي أتت بدباباتها في استعراض للقوة العسكرية.
 
الأمر الذي أثار ذعر الوفد اليمني فاستغاث بالسعودية لإرسال لجنة وساطة، لكن المحادثات لم تسر على ما يرام بعد مطالبة اليمن الإمارات رسميا بتقليل وجودها العسكري. وفي 13 مايو/أيار الجاري هبطت طائرة سعودية تحمل قوات مسلحة.
 
الإمارة الثامنة
 
وأشارت الصحيفة إلى صور حصلت عليها تظهر قيام الإمارات بتحميل طائرة حربية بدبابات ومركبات مدرعة، ولكن لم يتضح ما إذا كانت القوات السعودية لا تزال على الجزيرة، وطلبت معلومات من الرياض وعدن وأبو ظبي لكنها لم تتلق إجابة. وأضافت أن ليس الجميع مقتنعا بأن هذه هي نهاية الأمر.
 
ونقلت عن مسؤول حكومي محلي موال للإمارات في سقطرى قوله إن القوات الإماراتية باقية في الجزيرة، وإن الناس "سعداء بهذه الحقيقة".
 
وانتقد محافظ عدن طارق سلام النشاط الإماراتي في الجزيرة بقوله "هم لا يزالون يريدون تحويل هذه الجزيرة الجميلة المليئة بالمناظر الطبيعية المحمية إلى واحدة من الإمارات، الإمارة الثامنة".
 
كما انتقدت الناشطة الحقوقية توكل كرمان هذا النشاط بقولها "نحن نرفض استبدال الاحتلال الإماراتي بآخر سعودي. هاتان الدولتان تتناوبان على تدمير اليمن وفرض سيطرتهما عليه، وهذا الأمر له تأثيره على النظام البيئي النادر لسقطرى أيضا".
 
وألمحت الصحيفة إلى أن الاستياء من الدور السعودي والإماراتي في حرب اليمن المعقدة المستمرة منذ ثلاث سنوات على الجزيرة والبر الرئيسي لليمن لا يزال يختمر، رغم حقيقة أن السلطات قد وضعت خطا فاصلا بحادثة سقطرى. وأشارت إلى أن هذه الاضطرابات تغذيها حقيقة أنه لم يتم الإفصاح عن أي تفاصيل حول الصفقة المفترضة.
 
وعلى الرغم من التصريحات المثيرة للقلق والدعوات لإزالة التصعيد من وزارة الخارجية الأميركية وتركيا ومكتب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، فإن استنتاجات التحالف العربي ما زالت غير معروفة.
 
وفي ذلك تقول الدكتورة إليزابيث كيندال من جامعة أكسفورد "أشك في أن يتخلى التحالف عن سقطرى رغم الادعاءات الحالية بأنه تم التوصل إلى اتفاق سيؤدي إلى رحيل القوات الإماراتية من الجزيرة. كما أن القضية سلطت الضوء على العديد من خطوط الصدع في التحالف".


التعليقات