تقارب يمني إماراتي .. هل سيستمر؟ (تقرير)
- خاص الاربعاء, 20 يونيو, 2018 - 09:30 مساءً
تقارب يمني إماراتي .. هل سيستمر؟ (تقرير)

[ العلاقة بين الرئاسة اليمنية ودولة الإمارات ]

شهدت العلاقة بين اليمن ودولة الإمارات العربية المتحدة، توترا ملحوظا طوال الأشهر الماضية، نتيجة لتدريب أبوظبي لقوات تابعة لها عملت كقوى موازية قوضت جهود الحكومة في المحافظات المحررة، ومواجهات عسكرية حدث بالعاصمة المؤقتة عدن.
 
لكن مؤخرا ظهر نوع من التقارب بين اليمن والإمارات، بعد زيارة وزير الداخلية أحمد الميسري ورئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي لأبوظبي، والذي نتج عنه عودة الأخير للعاصمة المؤقتة عدن بعد غياب دام لأشهر نتيجة للخلافات بين الجانبين.
 
انعكس ذلك التقارب على الأرض الذي شكَّل معادلة جديدة، فقد اندلعت معركة الحديدة بعد زيارة الرئيس هادي لأبوظبي، وهي من المحافظات المهمة وذلك لوجود ثاني أكبر ميناء باليمن فيها، برغم المخاوف من هيمنة الإمارات وحلفائها على المواقع الاستراتيجية بالمدينة كما حدث بعدن، فيما كانت الداخلية اليمنية قد تحدثت عن تقارب أمني بين البلدين.
 
أهداف واحدة
 
في صعيد ذلك، قال الكاتب والصحفي أمجد خشافة "إن الأصل أن تكون علاقات الحكومة اليمنية والتحالف أو دول فيه كالإمارات متماسكة؛ كنتيجة طبيعية للأهداف التي التقى فيها الطرفان في اليمن، متمثلة بإنهاء الانقلاب".
 
وتابع في تصريحه لـ"الموقع بوست" الخلافات التي ظلت خلال السنوات الماضية بين الحكومة والإمارات انتهت الآن بلقاءات جرت بين الجانبين، وهي خطوة أولية لكسر العزلة كنتيجة طبيعية، ما دامت الجبهات مفتوحة مع الحوثيين.
 
وبحسب خشافة "فما دام أن الحرب قائمة ضد الانقلاب، ستظل القواسم المشتركة بين الحكومة والإمارات أكثر من نقاط الخلاف وتباين التصورات، وهذا يرسم اتجاهين مستقبلاً".
 
يتمثل الأول وفق الصحفي اليمني باستمرار التوافق بين الحكومة والإمارات على المدى القريب، لاسيما مع خطوات تحرير الحديدة التي تحتاج إلى تكتل شعبي وسياسي ودبلوماسي واسع لتحريرها.
 
إضافة إلى "انتهاء التوافق والعودة للخلافات البينية ما بعد الحديدة، وذلك حين تحضر أي تسويات سياسية، الأمر الذي يبرز الخلاف في تصورات الحل وهذا يبدو سيكون وارداً".
 
تقارب مشروط
 
وبعيدا عن ما طرحه خشافة، فقد ربط الكاتب محمد اللطيفي بين إفشال الاستخبارات التونسية والدولة لخطة إماراتية تفضي إلى انقلاب ناعم في تونس، والذي تزامن مع زيارة الرئيس هادي إلى أبوظبي.
 
فقد أشار إلى وجود تخوفات من كون التقارب الإماراتي الأخير مع الشرعية، خطوة مكر إماراتية أكثر من كونه تقارب جدي لتصحيح العلاقة المتدهورة مع اليمن.
 
مبررا ذلك بالقول: "لقد دلت تجارب كثيرة، على أن الإمارات لا تمد يد الدبلوماسية لدولة أو جماعة، إلا لمآرب سيئة، وبغية تحقيق مطامع بالدبلوماسية عجزت عن تحقيقها بالقوة والفوضى..".
 
ولفت في مقال له بعنوان (الإمارات وهادي.. تقارب أم مكر) إلى عمل أبوظبي على إضعاف تواجد حزب التجمع اليمني للإصلاح في الجنوب ومراهنتهم علي الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وتقويض الشرعية في المناطق المحررة، فضلا عن دعم مليشيات مناطقية وانفصالية بعدد من المحافظات، ومحاولة احتلال سقطرى.
 
وحث اللطيفي الشرعية على التعامل بحذر مع التوجه الإماراتي نحو التقارب مع هادي، واستثمار ذلك بما يحقق مصالح اليمن، والخروج باتفاقات جديدة مبنية على الندية، وباشتراط أن تثبت الإمارات حسن نيتها على الأرض، برفع يدها عن دعم المليشيات المسلحة.
 
وتسيطر الإمارات على المحافظات المحررة عبر مليشيات تابعة لها قامت بتدريبها، تحت مسميات الحزام الأمني، والنخبة الشبوانية والحضرمية.
 


التعليقات