شاشات المونديال باليمن.. "تسلل" في وقت الحرب الضائع
- الأناضول السبت, 23 يونيو, 2018 - 07:30 مساءً
شاشات المونديال باليمن..

[  تجربة الشاشات العملاقة طبقت في اليمن كما في بقية بلدان العالم (غيتي) ]

وجد اليمنيون في الشاشات المجانية العملاقة الخاصة بعرض مونديال كأس العالم روسيا 2018 السلوى والملاذ -وإن لسويعات- من الواقع اليمني، الذي تنهشه الحرب ويزيد من مأساويته الحصار الذي تفرضه السعودية والإمارات على الشعب اليمني.
 
ووفرت الشاشات العملاقة فرصة مشاهدة مباريات ونجوم المونديال و"التسلل" من شباك الحرب في الوقت والتاريخ الضائع، في بلد عرف بعشقه الكبير لكرة القدم على نحو ملحوظ.
 
ويتعطش اليمنيون للمتعة الكروية، لا سيما في ظل التوقف التام لدوران الكرة في كافة المسابقات المحلية جراء الظروف السياسية التي لم تستقر.
 
وكانت الحكومة الشرعية قد وجّهت بنصب شاشات عملاقة في الساحات العامة والأندية الرياضية، بدعم منها، في العاصمة المؤقتة عدن وباقي المحافظات لإتاحة الفرصة لمتابعة مباريات كأس العالم.
 
وفي بعض الأماكن الخاضعة لسيطرتها، نصبت الحكومة شاشات عملاقة لنقل مباريات المونديال، في حين تكفل رجال الأعمال بالقيام بالخطوة ذاتها في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي وفي مقدمتها العاصمة صنعاء.
 
وتعرض هذه الشاشات جميع المباريات بشكل مجاني للجميع، ومنحت آلاف اليمنيين فرصة الاستمتاع بالمونديال بعد أن تعذر على أغلبهم مشاهدتها من المنازل.
 
انقطاع الكهرباء
 
ويتكلف الاشتراك في متابعة المونديال من المنازل نحو 250 دولارا، وهو ما يجعل من الصعب على القطاع الأكبر في البلاد سداده جراء الظروف الاقتصادية وتوقف الرواتب منذ نحو عامين.
 
كما يعقّد الأمرَ كذلك انقطاعُ الكهرباء لساعات طويلة، وتوقفُ معظم القطاعات العاملة في البلاد جراء الحرب.
 
ووجد اليمنيون في هذه الشاشات المجانية، التي تزينت بها واجهات الأندية والساحات العامة، الملاذ الوحيد لمتابعة منتخباتهم ونجومهم العالميين المفضلين.
 
إحدى هذه الشاشات تتزين بها واجهة ملعب نادي الوحدة بصنعاء حيث تملأ الجماهير مدرجاته ومن بينهم لاعبون ومدربون وحكام وإداريون جاؤوا لمشاهدة المونديال.
 
وفي هذا الشأن قال المسؤول الإعلامي بنادي الوحدة عباد الجرادي إن فريقه حرص على توفير هذه الشاشات بتمويل من إدارة النادي.
 
عشق اليمنيين
 
وتابع أن الهدف من الخطوة إتاحة الفرصة للآلاف من الجماهير الرياضية للاستمتاع بمباريات المونديال بعد أن تعذر على معظمهم شراء أو تجديد أجهزة البث. وقال إنهم تفاجؤوا بالحضور الجماهيري الكبير الذي يؤكد مدى عشق اليمنيين لكرة القدم رغم الظروف الصعبة التي تحيط بهم وهموم الحرب.
 
واستحسن المعلق الرياضي اليمني أحمد علو الخطوة، مشيرا إلى أنه يحرص على الحضور في نادي الوحدة بصنعاء يوميا لمتابعة مباريات المونديال من خلال الشاشة العملاقة المعلقة في واجهة الملعب.
 
وأشار إلى أنه تعذر عليه تجديد جهاز التشغيل الخاص بالقناة الناقلة للمونديال الروسي نظرًا لتوقف الأعمال وانقطاع الرواتب.
 
وأضاف علو في حديث لوكالة الأناضول "المشاهدة مع جموع الناس في الهواء الطلق منحتني متعة وفعالية شيقة شبيهة بالمشاهدة من مدرجات ملاعب المونديال".
 
تراجع الإقبال
 
وقال وليد عبد الله -وهو وكيل معتمد لبيع أجهزة بث مباريات المونديال- إن "الإقبال على شراء الأجهزة تراجع كثيرا مقارنة بالمونديالات السابقة".
 
وأوضح أن الارتفاع الكبير لأسعار الدولار أمام الريال اليمني اضطرهم لرفع قيمة الجهاز الذي يصل لنحو 100 ألف ريال يمني أي ما يعادل 250 دولارا أميركيا.
 
المواطن اليمني مشتاق علي عبّر عن سعادته بوجود هذه الشاشات العملاقة التي أتاحت له ولأقرانه مشاهدة مباريات المونديال دون عناء أو كلفة مالية لا يقدر عليها كونه لا يزال طالبا جامعيا.
 
يشار إلى أن التحالف العربي الذي تقوده السعودية تدخل عسكريا في اليمن عام 2015 سعيا منه لردع الحوثيين بعد أن أطاحوا بحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، مما أجبره على الهرب إلى الرياض.
 
وتقول الأمم المتحدة إن الحرب المستمرة في اليمن منذ أكثر من ثلاث سنوات أسفرت عن مقتل عشرة آلاف شخص، كما تسببت في تفشي الأوبئة والمجاعة بمعظم مدن البلاد.


التعليقات