المشاط طلب مساندة روسيا
تمهيد أم استكشاف .. انفتاح فرنسي على الحوثيين في صنعاء (تغطية)
- خاص الجمعة, 20 يوليو, 2018 - 10:17 مساءً
تمهيد أم استكشاف .. انفتاح فرنسي على الحوثيين في صنعاء (تغطية)

[ السفير الفرنسي لدى اليمن كريستيان تيستو يلتقي قيادات الحوثي في صنعاء ]

تواصلت لقاءات سفير فرنسا كريستيان تيستو في اليمن مع شخصيات من جماعة الحوثي وقيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام وتنظيمات أخرى في العاصمة صنعاء، والتي استهلها بلقاء مع رئيس ما يعرف المكتب السياسي للحوثيين صالح المشاط.
 
والتقى السفير الفرنسي الذي وصل صنعاء قبل يومين بكل من رئيس ما يسمى المجلس السياسي مهدي المشاط، ويحيى الراعي رئيس البرلمان اليمني المنتهية صلاحيته، ووزير الخارجية في حكومة الحوثي هشام شرف، وكذلك محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية.
 
زيارات السفير الفرنسي شملت ايضا لقاءه برئيس الحكومة في صنعاء عبدالعزيز بن حبتور، ورئيس تنظيم التصحيح مجاهد القهالي.
 
مطالب
 
ومجمل تلك الشخصيات أعربت عن أملها في أن تتمكن فرنسا من لعب دور محوري في اليمن، كما ظهر خلالها تقديم وجهات نظر جديدة، حيث قدم مجاهد القهالي للسفير الفرنسي رؤيته الشاملة للحل السياسي السلمي، وأبرزها قيام مجلس الأمن باتخاذ قرار وقف إطلاق النار وفك الحصار ورفع الحظر الجوي، فيما تدعو الأمم المتحدة بعد ذلك لاجتماع كافة أطراف العمل السياسي في اليمن في بلد محايد.
 
وتركزت أحاديث الشخصيات التي التقاها السفير الفرنسي في صنعاء عن الوضع الإنساني في اليمن، ومطالبة باريس بوقف مبيعات الأسلحة للتحالف العربي، والمطالبة بالسلام وفق التصور الذي يحمله الحوثيينن والمتمثل بوقف الحرب أولا.
 
 وقال وزير الخارجية في حكومة صنعاء بأن العرض المتاح من قبل الجماعة سبق أن طرحه زعيم الحوثيين على المبعوث الأممي غريفيث، أثناء زيارته لصنعاء، وأن مسألة الانسحاب الكامل من الحديدة ومينائها ومن الساحل الغربي أمر غير وارد، لأنه بالنسبة لها مسألة حياة أو موت.
 
ومثلت اللقاءات مع السفير الفرنسي فرصة للحوثيين في إبداء وجهات النظر للمجتمع الدولي حول القضايا المثار في اليمن، إذ أبدى رئيس ما يعرف بالثورية العليا محمد علي الحوثي خلال لقائه بالسفير استغرابه من تمسك المجتمع الدولي بالمبادرة الخليجية والذي يعد تناقضا كبيرا من وجهة نظره.
 
وبدا واضحا وجود انفتاح فرنسي على الحوثيين، إذ أجرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية لقاء مع زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي الذي أعلن للصحيفة، أنه مستعد لتسليم السيطرة على ميناء الحديدة الرئيسي إلى الأمم المتحدة، إذا ما أوقفت قوات الشرعية والمدعومة من التحالف.
 
وقال الحوثي "قلنا لمبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث إننا لا نرفض دور الإشراف والدور اللوجستي الذي ترغب الأمم المتحدة القيام به في المرفأ، لكن بشرط أن يتوقف العدوان على الحديدة".
 
انفتاح
 
وظل الحوثيين في عزلة من التواصل مع السفراء الأجانب المعتمدين لدى اليمن، خلال السنوات الثلاث الماضية من اندلاع الحرب في اليمن، حيث فرض التحالف العربي عزلة عليهم في التواصل مع السفارات الخارجية والمجتمع الدولي، لكن مؤخرا ظهر ما يشبه الانفتاح الأوروبي على الحوثيين في صنعاء.
 
اقرأ ايضا: انفتاح أوروبي على الحوثيين.. مسؤولة أوربية في صنعاء بعد أيام من زيارة مبعوث السويد
 
وسبق زيارة السفير الفرنسي، زيارات لكل من أنطونيا كالفو بويرتا رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن مطلع الشهر الماضي، إضافة للمبعوث الخاص لوزارة الخارجية السويدية إلى اليمن وليبيا السفير بيتر سيمنبي، ناهيك عن الزيارات المستمرة للمبعوث الأممي، ومدراء برامج الأمم المتحدة في صنعاء.
 
وتعد فرنسا إحدى الدول التي زارها ولي العهد السعودي ضمن جولته الأخيرة التي شملت كلا من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
 
وزودت فرنسا التحالف العربي بالأسلحة عبر صفقات السلاح التي اشترتها مؤخرا كلا من السعودية والإمارات، وأثارت لاحقا جدلا واسعا لدى أنصار حقوق الإنسان الذين اتهموا التحالف بإساءة استخدامها.
 
كما نظمت فرنسا مؤتمرا للأعمال الانسانية في باريس الشهر الماضي، وكان ذلك المؤتمر محط جدل من قبل منظمات إنسانية كثيرة، واتهمت فرنسا بالتواطؤ مع التحالف في الحرب التي يشنها في اليمن.
 
تساؤلات
 
وبعثت زيارة السفير الفرنسي لصنعاء العديد من التساؤلات حول طبيعتها، خاصة مع موقف باريس المساند للتحالف العربي منذ اندلاع الحرب، كما أنها أوحت بوجود انفتاح واضح في العلاقة مع الحوثيين بالاتساق مع الانفتاح الإيراني مع أوروبا عقب انسحاب واشنطن من البرنامج النووي الإيراني.
 
لم يسفر عن الجانب الفرنسي أي تصريحات عن طبيعة تلك الزيارة، لكن الإعلام التابع للحوثيين نقل عن السفير الفرنسي قوله بإن الزيارة تأتي لتوضيح موقف باريس تجاه القضية اليمنية، الذي يرتكز على إيمانها بأنه لا حل عسكريّاً للأزمة اليمنية، وأن عملية التفاوض السياسي باتجاه حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع هي المخرج الحقيقي لليمن.
 
ولفت السفير الفرنسي خلال لقائه بن حبتور إلى أهمية انخراط جميع الأطراف في مفاوضات مباشرة باعتبار أنه لا يمكن أن تكون عملية السلام ما لم يكن هناك مفاوضات والتقاء مباشر بين مختلف الأطراف.
 
وقالت صحيفة الشرق الأوسط السعودية إن الغرض من زيارة السفير الفرنسي تأتي لإقناع الحوثيين بخطة المبعوث الأممي مارتن جريفيث الذي سافر إلى واشنطن للترويج لخطة التسوية التي قدمها، ولم تعرف تفاصيلها بعد.
 
وتذكر الصحيفة إن الدبلوماسية الغربية تمارس ضغوطاً على الجانب الحكومي لتقديم تنازلات، كما أنها تحاول أن تمارس الدور ذاته على الجماعة الحوثية.
 
وتأتي هذه الزيارة في ظل تواصل للحوثيين مع القوى الدولية، وقالت وكالة "سبأ" التي الخاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء إن رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط بعث برسالة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين طالبه فيها بالتحرك ولعب دور مؤثر لوقف ما وصفه بالعدوان وفك الحصار عن الشعب اليمني والعمل على إنجاز تسوية سياسية عادلة وشاملة تحقق تطلعات الشعب اليمني وتضمن الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة برمتها.
 
ضغوط
 
على الصعيد الحكومي الموازي تواصلت لقاءات سفراء أجانب في العاصمة السعودية الرياض مع رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر الذي عاد إلى الرياض الأسبوع الماضي قادما من عدن التي يتواجد فيها الرئيس عبدربه منصور هادي.
 
وكان الرئيس هادي كلف لجنة وزارية برئاسة بن دغر لدراسةَ المقترحات التي قدمها غريفيث، والتي تتضمن الإطار العام الذي يحاول أن يجعله أساساً توافقياً لعودة المفاوضات بين الشرعية والانقلابيين الحوثيين، وذلك عقب لقاء هادي بالمبعوث الأممي، ومنذ تكليف اللجنة لم يسفر عنها أي شيء.
 
وأجرى المبعوث الأممي سلسلة لقاءات مؤخرا مع الأطراف اليمنية تمكنت من إيقاف التطورات العسكرية في محافظة الحديدة.
 
ولم تعرف بعد طبيعة التصور الذي قدمه المبعوث الأممي، فيما لاتزال حالة الافتراق واضحة بين الحوثيين والحكومة الشرعية، إذ يطالب الأخير بالاستناد على المرجعيات الدولية الثلاث (المبادرة الخليجية، والقرار الأممي 2216، ومخرجات الحوار الوطني)، بينما يرفض الحوثيين تلك المرجعيات.
 


التعليقات