مسؤولون لفوكس نيوز: انسحاب أمريكا من صفقة إيران يساعد في إخماد حرب اليمن
- ترجمة خاصة الأحد, 12 أغسطس, 2018 - 06:25 مساءً
مسؤولون لفوكس نيوز: انسحاب أمريكا من صفقة إيران يساعد في إخماد حرب اليمن

[ قطع لبقايا صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون على الرياض ]

قال مسؤولون يمنيون وعسكريون إن انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من اتفاق إيران النووي سيكون له تأثير مباشر في المساعدة على إنهاء الصراع الذي استمر لمدة أربع سنوات في اليمن.
 
ونقلت شبكة "فوكس نيوز" عن أحمد عوض بن مبارك، سفير اليمن لدى الولايات المتحدة والممثل الدائم لدى الأمم المتحدة، إنه "بعد بدء المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الاتفاق أثناء إدارة أوباما، صعدت إيران فيما بعد من دعمها العسكري والمالي للحوثيين المتمردين في اليمن".
 
وقال بن مبارك "ومع ذلك، فإن إستراتيجية إدارة ترامب تجاه إيران واضحة الرؤية، إلى جانب الانسحاب من الصفقة الإيرانية والمطالبة بأن توقف إيران سلوكها المزعزع للاستقرار في المنطقة، فقد أوضحت هذه الرؤية لإيران ووكلائها في اليمن أن التدخل في المنطقة لن يتم التغاضي عنه".
 
وأضاف أنه نتيجة لما سماها "الإشارات القوية والإيجابية"، بدأ المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران بالمشاركة بشكل أكبر مع عملية السلام.
 
وقال بن مبارك: "لذا فإن الانسحاب من الصفقة الإيرانية سيسهم بالتأكيد في إنهاء الحرب في اليمن".
 
عبد ربه مفتاح، وكيل محافظ مأرب، قال "لا يزال هناك بعض الدعم، لكننا رأيناه ينخفض منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، أي طريقة يتم فيها تقليل الدعم من إيران، تساعد في وقف الحرب، مشيرا إلى أن الحوثيين كانوا يتغذون على هذه الصفقة".
 
ادعى عبدربه مفتاح أنه "عندما بدأت الحرب، كان هناك في المتوسط ​​من أربع إلى ست طائرات مغادرة من طهران وتهبط في مطار صنعاء ونحن لا نعرف ما كان في الداخل، ثم بعد عدة هجمات، لاحظنا أن الصواريخ المستخدمة ليست صواريخ محلية".
 
وحسب فوكس نيوز، كان يُنظر إلى الصراع في اليمن إلى حد كبير على أنه حرب بالوكالة من قبل المجتمع الدولي، مما يضع اليمن كساحة معركة بين السعودية السنية وإيران الشيعية.
 
في مارس / آذار 2015، شن التحالف بقيادة السعودية حملة قصف لإلحاق الهزيمة بالحوثيين المدعومين من إيران، الذين كانوا قد استولوا على عدة مناطق في العام الذي سبقه. تلك المنطقة شملت العاصمة، صنعاء ، التي لا تزال تحت سيطرتهم.
 
"مصادر عسكرية متعددة تدير عمليات سرية من السعودية أكدت أيضاً أنه في الأشهر التي مرت منذ خروج إيران من الصفقة، أصبح الحوثيون أكثر تقسيماً"، حسب فوكس نيوز.
 
ونقلت الشبكة عن أحد المسؤولين لم تسمه أن "طهران تعرف أن لديها نيراناً اقتصادية للتعامل معها في بلدها الآن" ، مشيرا إلى أن تركيزها قد تحول منذ ذلك الحين إلى قضايا داخلية أكثر من الشؤون الخارجية، مثل دعم الحوثيين.
 
وقالت "في وقت مبكر من النزاع، سيطر الحوثيون على حوالي 85 في المئة من الأراضي اليمنية، ولكن وفقاً لصور الأقمار الصناعية، فإن هذه النسبة قد تغيرت منذ ذلك الحين، على الرغم من الدعم الإيراني، بينما يصر مسؤولو الحوثيين على أن دورهم وراء الكواليس قد تم تدبيره بعناية لبعض الوقت.
 
وفقا لتقرير "فوكس نيوز" الذي ترجمه "الموقع بوست" فإن الخبراء الغربيين يصرون على أنه يمكن تتبع التدفق المستمر من الأسلحة المستخدمة في القتال من إيران، بما في ذلك الصواريخ البالستية التي استخدمت في مناسبات عدة لاستهداف المملكة العربية السعودية المجاورة.
 
وتظهر تقارير استخبارية للتحالف أن الصواريخ قد تم تهريبها من إيران إلى صعدة في ثلاثة أو أربعة أجزاء منفصلة لكي يتجنب الكشف.
 
وقد وثقت منظمة أبحاث التسلح (CAR)، التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، ما لا يقل عن سبعة اعتراضات لطائرات بدون طيار من طراز قوافل 1 منذ أواخر عام 2016 ، والتي تبعتها عائلة أبابيل 2 من المركبات الجوية بدون طيار، التي أنتجتها شركة إيران لصناعة الطائرات بالتحديد (HESA).
 
أوضحت فاطمة الأسرار، وهي محللة بارزة في المؤسسة العربية التي تتخذ من واشنطن مقراً لها أن "غالباً ما يتم نقل حمولة الدعم للحوثيين من السفن الإيرانية التي تبحر في المنطقة إلى مراكب صغيرة أو قوارب الصيد الصغيرة.. هذه المراكب الشراعية الصغيرة لا يتم رصدها بسهولة في كثير من الأحيان لأنها تتكامل بسهولة مع مراكب الصيد الشراعية حول المكلا حيث إن هذه السفن الصغيرة شائعة في المياه".
 
وقال قائد الجيش اليمني يحيى حاتمي، الذي يرعى موقع جبل نهم في صنعاء، على أطراف المدينة التي يسيطر عليها الحوثي، إن قواته عثرت على آثار ضخمة من المعدات الإيرانية والصواريخ في المناطق التي تم تطهيرها مؤخراً.
 
وقال حاتمي "نحن نعرف الجيش اليمني، ونحن نعرف المعدات التي كانت لديهم قبل 2015.. ونحن نعرف ما لم يكن موجودًا من قبل والفرق بين هذه الصواريخ والألغام التي لديهم الآن".
 
ووفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية، ليس هناك شك في مدى اتساع دور إيران.
 
وقال المسؤول إن هذه الأعمال تزعزع الأمن الإقليمي ولا تؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع. وقال "نحن ندرك جيدًا ونشعر بالقلق من استمرار دعم إيران للقوات الحوثية في اليمن.. ونواصل العمل مع شركائنا وحلفائنا لتعطيل الدعم المادي والمالي الإيراني للجماعات المسلحة والإرهابية في المنطقة".
 
وفي مايو، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على خمسة إيرانيين زعمت أنهم زودوا الحوثيين بالأسلحة والخبرات التي استخدموها بعد ذلك لإطلاق الصواريخ على المملكة العربية السعودية.
 
لكن يقول آخرون إن مشاركة إيران في اليمن من المرجح أن تزداد أكثر من مجرد تداعيات الاتفاقية النووية المجهضة في سعيها لتوطيد نفوذها في المنطقة.
 
وقال مصدر استخباراتي رفيع المستوى في الشرق الأوسط، يشارك في تسهيل مفاوضات السلام بين الفصيلين المتحاربين: "من السذاجة القول إن إيران لا تشارك بشكل كبير.. لكن هناك مخاوف من أنهم سيصبحون أكثر مشاركة كلما طالت مدة الحرب وكلما ازدادت الطائفية".
 
وقال المصدر لـ "فوكس نيوز" إن الحوثيين "لا يحبون أن يكونوا مرتبطين علنًا مع إيران" ويريدون عرض الصورة التي يسيطرون فيها على كل شيء تمامًا.
 
واعترف محمد عبد السلام المتحدث باسم جماعة الحوثي، المعروفة باسم أنصار الله، بعلاقاتهم مع طهران لكنه نفى مزاعم بأن إيران تقوم بتسليح وتمويل الجماعة. واتهم السعودية وحلفاءها "بالمبالغة" في نفوذ إيران كدعاية لتبرير تدخلهم العسكري.
 
وقال عبدالسلام لشبكة فوكس نيوز: "لقد استخدمت السعودية وحلفاؤها هذا الأمر كمبرر لإقناع الغرب بأن اليمن أصبحت إيران أخرى أو جزءًا من إيران. لكننا لا ننكر أن لدينا اتصال مع إيران. نحن لا ننكر أن لدينا مصابين  ومرضى يمنيين، يتلقون العلاج في إيران. لا ننكر أن لدينا قنوات فضائية يجري تشغيلها من بيروت، لكن هذا لا يعني أن هذا تأثير إيراني.
 
هذا نتيجة للمعالجة السعودية أو دول الجوار برئاسة السعودية. عندما أغلقوا كل الأبواب أمام اليمنيين، ذهب اليمنيون إلى أبواب أخرى وطرقوها.
 
وزعم عبدالسلام أنه لم يتم التعرف على إيراني واحد داخل أراضي الحوثي، وقال إن "الأدلة" على الأسلحة الإيرانية تستند إلى الإشاعات.
 
وأضاف "لم يقتلوا أي إيراني داخل اليمن، لذلك كل شيء غامض للغاية. يجب أن نضع في اعتبارنا أن اليمن كانت دائما مركزا للأسلحة. الأسلحة ليست أشياء غريبة عن اليمنيين".
 
لقد ترك النزاع الدائر أكثر من 10 آلاف قتيل، وعشرات الآلاف من الجرحى، وتصاعدت إلى ما اعتبرته الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم، واللوم يقع على كلا الجانبين.

*لقراءة المادة الأصل على الرابط هنا
 
*ترجمة خاصة بالموقع بوست.


التعليقات