لواء مكافحة الإرهاب اليمني.. وقود معركة في الحدود للدفاع عن المملكة (تقرير خاص)
- أدهم فهد الأحد, 16 سبتمبر, 2018 - 05:05 مساءً
لواء مكافحة الإرهاب اليمني.. وقود معركة في الحدود للدفاع عن المملكة (تقرير خاص)

[ تم اعتقال ضباط من لواء مكافحة الإرهاب بسبب اعتراضهم على الوضع ]

أفرزت الحرب التي تدخل عامها الرابع في اليمن مآسٍ وحكايات لم يكن ليتخيلها اليمنيون، ومن بين تلك القصص قصة منتسبي لواء مكافحة الإرهاب والذي شُّكل بقرار جمهوري على أن يتولى مهمة تأمين عدن، وذلك بعد أن يتم تأهيل وتدريب منتسبي اللواء في المملكة العربية السعودية، لكن ما حدث كان على العكس تماماً، فبعد أن انتقل منتسبو اللواء إلى المملكة السعودية تكشفت نوايا أخرى كانت مبيتة، فقد كان قدوم لواء مكافحة الإرهاب للمملكة ليس لغرض التدريب والتأهيل وإنما ليكونوا حطب معركة وحاجز صد ودفاع عن حدود المملكة في الجبهات المحاذية لمحافظة صعدة.
 
العقيد حسين القطيبي، أحد ضباط لواء مكافحة الإرهاب، أفاد "أنه وبعد وصول أفراد وضباط اللواء والبالغ عددهم 1532 إلى السعودية عن طريق مطار جيزان، تم نقلهم إلى معسكر النازحين في بيشة، وهو معسكر وسط الصحراء لا توجد فيه أبسط مقومات الحياة فضلاً عن التدريب".
 
يقول لـ"الموقع بوست"، قبل مغادرة العاصمة المؤقتة عدن ،أكد لنا قائد لواء القوات الخاصة ومكافحه الإرهاب العميد عادل علي بن علي هادي المصعبي بأن اللواء سينتقل إلى المملكة العربية السعودية لغرض تلقي دورات تدريبة في مجال مكافحة الإرهاب وتبادل الخبرات بين الدولتين (اليمن والسعودية).
 
وأضاف أنه وبعد الوصول إلى السعودية عن طريق مطار جيزان تم نقلهم إلى معسكر النازحين في بيشة وهو معسكر وسط صحراء لا يوجد فيه أبسط مقومات التدريب، وهذا ما جعل أفراد اللواء يُطالبون العميد عادل المصعبي بترحيلهم، نظراً لما وجدوه من انعدام للجدية وإهمال، لكنه قام  بتهدئتهم ووعدهم بأنه سيتم نقل منتسبي اللواء على دفعات إلى الرياض.
 
وذكر أنهم لم يجدوا أي اهتمام من الجانب السعودي، والذي تكفل بدعم اللواء من صرف للرواتب والتغذية والرعاية الصحية، فقد انتشرت الأمراض الجلدية المعدية خلال فترة مكوث منتسبي اللواء في المعسكر الواقع بالصحراء، وهو ما زاد من تذمر الأفراد.
 
وأوضح القطيبي في سياق حديثه لـ"الموقع بوست" أنه بعد مرور خمسة أشهر على وصولنا لمعسكر النازحين، كشف قائد اللواء عن مهمة قتالية في شمال الشمال اليمني على الحدود السعودية اليمنية بمحافظة صعدة، وهو الأمر الذي دفعنا إلى إعلان رفضنا القاطع لتنفيذ تلك المهمة، كون الغرض من سفرنا لهناك هو للتدريب والتأهيل ليس إلا.
 
وتابع "ظاهراً أبدى قائد اللواء استعداده لإعادتنا إلى عدن،لكن عمل على خلاف ما قاله فقد قام برفع تقرير للقيادة السعودية، اتهم من خلاله ضباط اللواء بالتحريض والتمرد والتخريب، واراتكاب جنايات ضد  الحكومة الشرعية في الداخل اليمني.
 
وأشار إلى أنه تم ترحيل أكثر من 600 فرد من منتسبي اللواء وإعادتهم إلى عدن بعد خمسة أشهر قضوها في السعودية بين الإهمال المتعمد والابتزاز والضغط، أما الضباط فقد تم اعتقالهم عبر مكيدة وضعت بعناية، حيث استدعت قيادة اللواء الضباط وقالوا بأنه سيتم الترحيل لكن بعد مقابلة لجنة تحقيق في قيادة قوة جيزان وبعد الصعود إلى الباصات تم محاصرتنا بقوة عسكرية سعودية، أخذتنا إلى أحد السجون هناك، وذلك بتاريخ 23 ديسمبر من العام 2017.
 
وتحدث عما أسماه بالحرب النفسية تجاه الضباط المعتقلين، والذين لم يُحقق معهم وإنما تم تركهم خلف القضبان، وهي واقعة أولى من نوعها في تاريخ الجيش اليمني، حيث يُعتقل ضباط يمنيون عند دولة أجنبية، وبوشاية من قائد اللواء الذي ينتسبون إليه.
 
وتابع "قمنا بالإضراب عن الطعام لفترة خلال سجننا لكن تلك الخطوة لم تجد أي أصداء، فلم يلتفت لنا أحد أو يتواصل معنا".
 
وبين أن الإفراج عنهم والذي تم في الرابع من سبتمبر الجاري، جاء بعد قرار عفو ملكي شملهم، فيما كان من المفترض أن يُفرج عنهم في شهر رجب بناءً على أوامر الأمير فهد بن تركي قائد العمليات المشتركة بقوات التحالف، لكن تلك الأوامر أُخفيت من قبل قائد اللواء".
 
وأفاد بأن تسعة أشهر من الاعتقال التعسفي في سجون دولة أجنبية، لا لشيء سوى لرفضنا الدخول في مواجهات عسكرية لم نأتِ لأجلها.
 
وأما عن مطالبهم فيقول العقيد القطيبي لـ"الموقع بوست"،إنها تتلخص في محاسبة قائد اللواء العميد عادل بن علي المصعبي على ما اقترفه من تصرف لا أخلاقي ولا قانوني تجاه منتسبي اللواء الذي يقوده،مُطالباً رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بالنظر لقضية اللواء وإقالة قائده الحالي وإعادة ترتيب وضع اللواء بالكامل، إضافةً لصرف رواتب الضباط المعلقة منذ تسعة أشهر وهي فترة اعتقالهم في المملكة العربية السعودية.


التعليقات