انقلاب 21 سبتمبر.. استهداف لليمن والمنطقة العربية (تقرير خاص)
- خاص الجمعة, 21 سبتمبر, 2018 - 07:18 مساءً
انقلاب 21 سبتمبر.. استهداف لليمن والمنطقة العربية (تقرير خاص)

[ ذكرى انقلاب الحوثيين على الدولة اليمنية ]

تحل اليوم الذكرى الرابعة لانقلاب سبتمبر/أيلول 2014، الذي تغير به الواقع الاقتصادي والسياسي في اليمن، وتأثرت معه مختلف مناحي الحياة في البلاد.
 
فعقب إسقاط الحوثيين للدولة بذريعة غلاء المعيشة، سيطرت تلك الجماعة على مفاصل الدولة المختلفة، وسلمت مختلف المناصب للموالين لها وأتباعها.
 
ودخلت البلاد منذ ذلك الحين في حروب كثيرة ما زال يدفع ثمنها المواطن اليمني حتى اليوم، والتي أدت إلى انهيار اقتصادي في البلاد ارتفعت معه نسبة الفقر إلى أكثر من 82%.
 
وتصدى اليمنيون لمشروع إعادة الإمامة في البلاد، والتي تم القضاء عليها في ثورة 26 سبتمبر/أيلول 1962، وهم يواجهون تلك الجماعة بالسلاح في مختلف الجبهات، خاصة بعد محاولة الحوثيين إقصاء غير الموالين لهم وإدعاء أحقيتهم بالحكم.
 
جذور الانقلاب
 
والانقلاب كما يقول الباحث توفيق الشرعبي له امتدادات وجذور خارجية، فهو جزء من مشروع عام في المنطقة كلها يهدف إلى تدميرها، بدءا من العراق إلى سوريا واليمن لتدخل الأمة العربية في حالة موت سريري وبقي فقط إعلان وفاتها، وهو ما يرشح دائرة تلك الفوضى بالتوسع.
 
ورأى في تصريحه لـ"الموقع بوست" أن التواطؤ الأممي الأمريكي مع مليشيات الحوثي وراعيتها إيران  التي يتم تدليلهما في كثير من المواقف ووقوف المجتمع الدولي في وجه الحسم العسكري لهذه المليشيا، ينبئ عن مخطط يحاك للأمة العربية بأكملها.
 
واستطرد "التحالف العربي خطوة في الاتجاه الصحيح لمواجهة الوضع المتردي في المنطقة، شريطة تعزيزه وتقويته بكافة الحلفاء الذين يريدون الانخراط فيه دون انتقاء أو حسابات أخرى".
 
وأشار السامعي إلى وجود قوى ودول لا تريد لهذا التحالف أن ينجح ويتعزز، وتسعى لنخره من الداخل، مؤكدا أن تأثير الانقلاب لم يكن فقط على اليمن وإن بدت هي من تدفع الثمن الأكبر، لكنها اليمن هي المرحلة والخطوة الأولى فقط والهدف المنطقة برمتها.
 
فالانقلاب لم يأت بأجندة عسكرية داخلية لحاجة يمنية شعبية، وإنما بأجندة طائفية ورعاية خارجية، وهذا الأمر يضرب عمق المنطقة وهويتها ويحدث الانقسامات والفرز على مستوى الإقليم برمته، وينقسم الناس إلى فسطاطين ومعسكرين طائفيين يشكل خطراً عظيماً في المنطقة، سيطال كل الدول التي يوجد فيها تنوع طائفي، وفق السامعي.
 
ضريبة قاسية
 
بينما يعتبر الصحفي كمال السلامي أن انقلاب 2014، هو أكثر الأيام سوادا في حياة اليمنيين منذ ثورة 26 سبتمبر عام 1962، لأنه وفي مثل هذا اليوم قبل أربعة أعوام نجحت فلول الإمامة في الانقضاض على عاصمة اليمن، بعد أن يئست عام عن فعل ذلك عام 1968، بعد حصار صنعاء فيما عرف بـ"حصار السبعين يوما"، والذي انتهى بسقوط أحلام الإمامة في هزيمة مشروع الثورة الوليدة.
 
وأكد لـ"الموقع بوست" أن جميع اليمنيين يجنون ويلات هذا الانقلاب، الذي مثل  طعنة في خاصرة اليمن والمنطقة، بعد قيام الحوثيين بالانقلاب على الدولة، ومصادرة مؤسساتها، وهدم النظام الجمهوري من الداخل، واستبداله بنسخة مهجنة من نظام ولاية الفقيه، أو الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
 
مخاطر الانقلاب
 
وبالرغم من أن مخاطر الانقلاب الحوثي أصبحت ماثلة للعيان ولا تخفى على أحد داخليا وخارجيا، إلا أن الأخطر لم يأتِ بعد –كما يعتقد السلامي- فالجماعة تعمل ليل ونهار، لإنشاء نظام جديد، في ظاهره جمهوري، لكنه سيكون نظاما كهنوتيا، رجعيا، تكون الكلمة الأولى والأخيرة لزعيم الجماعة، الذي سيقوم مقام "الولي الفقيه" في إيران.
 
وتابع "اليمنيون اليوم أمام مشروع "الحاكم الإله"، وهذا ما تؤكده آلة الحوثيين الإعلامية ليل ونهار، والتي لا تتوقف عن تقديس زعيم الجماعة وربط قراراته وتوجهاته وسياساته بالقرآن، والرسول.
 
وأضاف "لقد أبعد الانقلاب اليمن عن محيطها، وجعلها أسيرة التدخلات الخارجية، ومعاقة داخليا لا تستطيع الحراك، بسبب حالة التشرذم التي أفرزها الانقلاب، وما نتج عن ذلك من نشوء كيانات متعددة تؤمن بمنطق السلاح، وترفض التعدد والقبول بالآخر"، لافتا إلى أن البلاد أصبحت بلا مؤسسات ولا سيادة ما جعلها مصدر للقلق الإقليمي.
 
ولفت السلامي إلى سعي الحوثيين الدؤوب لخلق وعي مجتمعي مشوه، من خلال عشرات الوسائل الإعلامية التي تعمل على تغيير  وعي المجتمع، واستبداله بهوية طائفية ممسوخة، وكذلك محاولة صبغ الصراع بصبغة دينية، واستعارة العلل التاريخية، لإقناع الناس بأنه امتداد للخلاف بين الصحابة وما إلى ذلك في سياق سعي مستميت لتطييف الصراع.
 
ومن وجهة نظر السلامي فالحل اليوم لمواجهة الانقلاب الحوثي، يبدأ بإيجاد حكومة مركزية قوية تبسط سيطرتها في المناطق المحررة، وأن يتم العمل على دمج كل الوحدات العسكرية التي تقاتل في الميدان تحت قيادة واحدة، وغرفة عمليات واحدة، وكذا توحيد الأجهزة الأمنية، أن تبدأ المؤسسات والوزارات الرسمية بالعمل على الأرض بدلا من البقاء في المنفى.
 
كما لا بد من تبني خطاب إعلامي مضاد وقوي لمواجهة إعلام الحوثي وآلته الدعائية، بالإضافة إلى أن على الحكومة أن ترتقي إلى المستوى الذي يتمناه الناس، المشكلة اليوم هو أن الناس في مناطق سيطرة الحوثي لم يجدو البديل القوي الذي يمكن الاعتماد عليه، فلو نظرنا إلى الواقع، لوجدنا أن الوضع في المناطق المحررة لا يختلف كثيرا عنه في مناطق الحوثي، بل في بعض المناطق هو أشد انحدارا في ظل سيطرة الكيانات الخارجة عن السلطة الشرعية.
 
وشدد في ختام حديثه على ضرورة استعادة ثقة الناس بالسلطة الشرعية، لتبدأ عملية التحرير الحقيقية، والمعركة الفاصلة ضد الانقلاب.
 
ويتزعم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي، الذي يحظى بدعم إيراني، في محاولة من طهران للتحكم بالقرار السياسي في اليمن عبر أدواتها المختلفة. ويطالب اليمنيون بإنهاء الانقلاب خاصة بعد تدهور الاوضاع الاقتصادية في البلاد بشكل غير مسبوق.
 


التعليقات