هكذا انتقد يمنيون تصريحات حميد الأحمر ضد الرئيس هادي
- طلال الشبيبي الاربعاء, 17 أكتوبر, 2018 - 09:49 مساءً
هكذا انتقد يمنيون تصريحات حميد الأحمر ضد الرئيس هادي

[ الشيخ حميد الأحمر ]

أثارت تصريحات الشيخ حميد الأحمر حول قرار إقالة الرئيس عبدربه منصور هادي لرئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، وتعيين معين عبدالملك خلفا له، ردود أفعال متباينة في أوساط اليمنيين على شبكات التواصل الاجتماعي.
 
وقال حميد الأحمر إن إقالة بن دغر من منصبه مخالفا لبنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، مشيرا إلى أن المبادرة الخليجية لم تعطِ الرئيس هادي حق تسمية رئيس الحكومة أو تغييره.
 
ومطلع الأسبوع الجاري أعفى الرئيس هادي رئيس الوزراء بن دغر، من منصبه، وأحاله للتحقيق، وتم تعيين معين عبدالملك وزير الأشغال العامة، رئيسا للوزراء.
 
وتوالت ردود أفعال اليمنيين المتباينة بشأن ما طرحه الأحمر، بعضهم أيد ما قاله والبعض الأخر وجه له انتقادات حادة.
 
انتقادات
 
وفي السياق انتقدت الدكتورة ألفت الدبعي أستاذة علم الاجتماع السياسي بجامعة تعز وعضو لجنة صياغة الدستور في مؤتمر الحوار الوطني، ما طرحه حميد الأحمر، وقالت "إلى حميد الأحمر، لن تكونوا إلا مواطنين في ظل الدولة المدنية الاتحادية".
 
وأضافت: "بلغوا حميد الأحمر لا يزعل، لأن الرئيس هادي قطع الخط أمام مخططه في الإطاحة بالرئيس هادي ومشروعه لليمن الاتحادي".
 
 وقالت "قولوا له إنه لا يوجد في قرار الرئيس بتعين رئيس الوزراء الجديد أي مخالفة لمرجعيات هذه المرحلة، لأن المبادرة الخليجية كفلت للرئيس هادي ممارسة حقه الدستوري وهو ما يعطيه صلاحيات تغيير رئيس الوزراء".
 
وأشارت الدبعي إلى أن وثيقة الضمانات في مخرجات الحوار الوطني تنص على أن الرئيس هادي من حقه أن يغير في الحكومة بما يحقق الكفاءة والنزاهة والشراكة الوطنية سواء على المستوى المركزي أو مستوى المحافظات، لافتة إلى أن مدة ولاية الرئيس هادي تنتهي بانتخاب رئيس جديد، بعد الاستفتاء على دستور اليمن الاتحادي الجديد.
 
وقالت عضو لجنة صياغة الدستور "على حميد الأحمر أن يدرك أننا لم ننس أنه قاطع حضور مؤتمر الحوار الوطني، وطالبت آل الأحمر أن يتعاملوا كمواطنين صالحين، أفضل لهم، ولا يحلموا بإعادة إرثهم التاريخي الذي انتهى".
 
وتابعت: "على أولاد أن يدركوا أنهم إذا وقفوا ضد مشروع الدولة المدنية الاتحادية فكلنا سنتحول إلى مشروع مقاومة ضدهم"، مضيفة: "عليكم أن تدركوا أن الشعب استفاق مرتين، مرة في ثورة الشباب الشعبية السلمية ثم في المقاومة الشعبية للانقلاب".
 
لعب
 
‏المحامي والناشط الحقوقي خالد الآنسي، انتقد الأحمر وقال "حلو اللعب على المكشوف، يكفي تظاهر بالوقوف مع الشرعية و الطعن في ظهرها من الخلف".
 
وأضاف الأنسي "كذا الناس تعرف أننا لم نكن نكذب عليهم حين كنّا نقول لهم إن ثمة صفقة قد أبرمت بين أطراف المركز المقدس، خلوا الناس تعرف ماذا كان يتم تحت الطاولات ما بين آل الأحمر و أنصار صالح والحوثيين".
 
من جانبه، حسان المليكي وجه انتقادات للأحمر ‏وقال "على حميد الأحمر أن يدرك أن عهد مجدهم في الهيمنة على القرار السياسي قد انتهى"، مشيرا إلى أن منصب رئيس الوزراء كان قرارا بالتزكية منه دوما، (باسندوة) الشعب قام بثورة ومقاومة و لن يمضي إلا باليمن الاتحادي الجديد.
 
الناشطة لينا العدني، سخرت أيضا من خطاب الأحمر وقالت على ماذا إذن تنص المبادرة الخليجية؟ إذا الرئيس ليس له حق اختيار وتعيين المسؤولين والحكومة.
 
وتساءلت: من الذي له حق إذن؟ وقالت "نجيب رئيس من خارج اليمن يعين لنا حكومة".
 
ويتفق الناشط يوسف الدعيس مع ما ذهبت إليه لينا، حول موقف الأحمر، وقال "عندما تم تغيير بن دغر بديلا لبحاح لم يكتب الأحمر مثل هذا الكلام".
 
صوابا
 
الإعلامي عبدالله الحرازي رأى أن ما قاله الأحمر صوابا، مشيرا إلى أن لدى الكثيرين موقف من الأحمر ذاته.
 
وقال الحرازي "لدى الكثيرين موقف من حميد الأحمر ذاته و ليس مما قاله، البعض برغم اتفاقه مع طرحه مصمم على الرفض لأنه من حميد، والبعض أصلا لم يقرأ أو يفهم أو يستوعب الموضوع، المهم عندهم أن حميد يجب أن يظل صامتاً"، وفق تعبيره.
 
وأضاف: "كلنا نرفض أحيانا حقائق بسبب قائليها لا أكثر، ثم نندم ونبدو سذجا ونحن نتوصل إليها و نقر بها بعد فوات الأوان".
 
فيما الناشط محمد النعيمي أيد طرح الأحمر وقال "ما قاله حميد الأحمر حقيقي، وكل ما يحصل هي بسبب تفريط باسندوة لمهامه التي منحته المبادرة الخليجية، التوافق وعدم الاستحواذ على القرار"، مشيرا إلى أن باسندوة رئيس الوزراء الأسبق والرئيس هادي كانا طرفي المبادرة.
 
وأشار إلى أنه منذ أن استقال باسندوة عمل هادي على لي ذراع حزب الإصلاح، وبدأ بتغيير السفراء، وأقال أغلب الذين ليس لهم علاقة بأبين، لافتا إلى أن هادي بدأ في ممارسة هواياته بتفكيك مراكز القوى "حسب وصفه" وضع الإصلاح وجها لوجه مع الحوثي.
 
وذكر أن هادي استثمر الصراع وعمل على تغذيته بأكبر قدر ممكن، حتى انهارت فكرة التوافق تماما وسادت الانقسامات، اشتغل الكل ضد الكل وتحالف عبدربه مع الكل ضد الكل حسب هندسة فريق أحمد بن مبارك، اقتنص الحوثي كل فرصة متاحة له وهندسها لصالحه وكسب معركة العاصمة وأدخل البلاد في نفق مظلم.
 
خلط أوراق
 
الكاتب عبدالغني الماوري، اعتبر ما قاله حميد الأحمر هو كلام في السياسة، مشيرا إلى أن هذا أحد أعمال النائب البرلماني أن يقول رأيه بكل وضوح".
 
وأضاف: "لطالما انتقدت حميد الأحمر في السابق، وقد أكرر انتقاداتي إذا وجدت ما يستدعي ذلك في المستقبل، لكني أجد في انتقاده لتعيين معين عبدالملك رئيسا للوزراء حقا من حقوقه، أعجبك ذلك أم لم يعجبك".
 
واستغرب الكاتب اليمني، من محاولة البعض خلط الأوراق، وتساءل بالقول: هل تريدون أن يكون أعضاء البرلمان نسخة من سكرتارية هادي؟


التعليقات