ضغط دولي متصاعد على السعودية لإيقاف الحرب.. أي سيناريوهات تنتظر فرقاء اليمن؟
- الجزيرة نت الخميس, 01 نوفمبر, 2018 - 08:17 مساءً
ضغط دولي متصاعد على السعودية لإيقاف الحرب.. أي سيناريوهات تنتظر فرقاء اليمن؟

[ دمار كبير خلفته الحرب في اليمن (الفرنسية-أرشيف) ]

"حان الوقت لإيقاف جميع الأعمال القتالية في اليمن"، بهذه اللهجة الحادة خرج وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيان حديث له، مطالبا التحالف السعودي الإماراتي بوقف الغارات الجوية على المناطق الآهلة بالسكان، وهو تصريح تزامن مع حديث لوزير الدفاع الأميركي أيضا جيمس ماتيس دعا فيه الأطراف اليمنية إلى الدخول في جولة مشاورات جديدة خلال ثلاثين يوما.
 
وأعقب هذا الموقف الأميركي المتطور تصريح لوزيرة الخارجية السويدية مارغوت فالستروم أبدت فيه استعداد بلادها لاستضافة المشاورات اليمنية بإشراف مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث ومشاركة أطراف الصراع المحلية.
 
فرنسا من جهتها كان لديها موقف مماثل عبرت عنه بلسان وزيرة الدفاع فلورنس بارلي، إذ قالت إن تدخل التحالف السعودي الإماراتي ضد المتمردين الحوثيين أصبح بلا جدوى، وأضافت "كان لا بد للحرب أن تتوقف منذ مدة طويلة".
 
دعوات متسارعة

كل هذه الدعوات المتسارعة التي ترافقت مع مواقف العديد من المنظمات الحقوقية الدولية، عزاها مراقبون للشأن اليمني إلى الضغط الدولي المسلط على السعودية منذ مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول.
 
وساهمت الأزمة -حسب محللين- بشكل جذري في تحريك المياه الراكدة للمشهد السياسي اليمني المتعثر، ودفع الإعلام الغربي للتركيز على المعاناة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون جراء الحرب والحصار المستمر عليهم منذ أربع سنوات، والضغط لإنهاء ذلك.
 
وحث المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث الأطراف اليمنية على استئناف المشاورات السياسية، والتعامل على وجه السرعة مع الأزمة السياسية والإنسانية. وقال إنه سيعمل على خطوات ملموسة لتجنيب اليمنيين نتائج كارثية.
 
وبحسب البيان الذي أصدره المبعوث الأممي، فإن التدابير الأولية التي ستركز عليها المشاورات تتضمن تعزيز قدرات البنك المركزي اليمني لمواجهة الأزمة الراهنة وكذلك فيما يتعلق بتبادل الأسرى وإعادة فتح مطار صنعاء الدولي.
 
موقف الحكومة
 
وإزاء هذه التطورات المتلاحقة، قال المستشار الرئاسي ووزير الدولة في الحكومة الشرعية الدكتور محمد بن موسى العامري إن الحكومة اليمنية تمد يدها للسلام منذ اللحظات الأولى التي انقلبت فيها جماعة الحوثي على الدولة، وإن الحرب ليست خيارا بالنسبة لها.
 
وفيما يتعلق بالحلول التي تحدثت عنها الأطراف الدولية لإيقاف الحرب، أوضح العامري في حديث خاص للجزيرة نت أن ذلك يجب أن يكون مبنيا على استعادة الدولة وتطبيق القرارات الدولية وفي مقدمتها قرارات مجلس الأمن والالتزام بمخرجات الحوار الوطني التي اتفق عليها اليمنيون قبل أربع سنوات.
 
وأشار العامري إلى أنه إذا كان إيقاف الحرب وفقا لتلك المبادئ فسيكون مرحبا به ولا إشكال فيه بالنسبة للحكومة الشرعية، أما إذا كان بناء على استمرار الوضع كما هو عليه واختطاف الدولة والسطو على مؤسساتها، فإن ذلك لا يمكن أن تقبل به الحكومة اليمنية.
 
من جانبه، اعتبر عضو الوفد الحكومي في المشاورات اليمنية علي عشال الحديث عن انعقاد جولة جديدة من المشاورات أمرا واردا خصوصا بعد فشل الجولة الأولى التي تمت الدعوة إليها نهاية أغسطس/آب الماضي بسبب عدم حضور وفد الحوثيين إلى جنيف، مشيرا إلى أن المبعوث الأممي يحاول هذه المرة تجاوز إخفاقه في جمع الأطراف اليمنية خلال المدد الماضية.
 
وبشأن التصريحات التي وردت على لسان وزير الخارجية الأميركية، أوضح عشال في حديث للجزيرة نت أن ذلك يعتبر حديثا استشرافيا لإمكانية وقف الحرب والبحث عن أفق لحل سياسي.
 
وتابع عشال "لا أعتقد أن أي لقاء قادم سيخرج عن الأجندة التي وضعها المبعوث الأممي سابقا، وهي نقاط في معظمها متعلقة بالوضع الإنساني وإجراءات بناء الثقة مع إمكانية مناقشة الإطار العام الذي أرسله للطرفين".
 
موقف الحوثيين

بالمقابل أوضح عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين محمد البخيتي موقف الجماعة من المطالبات بحل الأزمة سياسيا، معتبرا أن دعوة وزير الخارجية الأميركي لوقف الحرب والحوار غير صادقة وهي مجرد نفاق سياسي، وفق تعبيره.
 
وأضاف البخيتي في حديث خاص للجزيرة نت أن أميركا طرف رئيسي في العدوان المباشر على اليمن باعتراف البنتاغون نفسه، وبالتالي كان الأحرى أن تعلن عن وقف مشاركتها في الحرب على اليمن قبل دعوتها للحوار.
 
وأشار إلى أن السلطات الأميركية تحاول من خلال هذه الدعوات إخراج ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من ورطة تصفية الصحفي جمال خاشقجي بأي ثمن، وهي في الواقع راضية عن حرب السعودية والإمارات على اليمن، وهاتان الدولتان في النهاية مجرد أدوات مجانية لخدمتها.
 
الحكم الذاتي
 
ويرى البخيتي أن وزير الدفاع الأميركي تحدث في تصريحاته الأخيرة كوصي على اليمن وذلك عندما ذهب إلى فرض الحلول ومنها تفكيك البلاد ونزع السلاح، لافتا إلى أن ذلك الأمر مرفوض بالكامل، وأنه إذا تم القبول بتلك الإملاءات فليس هنالك من فائدة في الحوار والمشاورات من الأصل.
 
وفي السياق، قال الصحفي والباحث اليمني محمد الأحمدي إن أخطر ما ورد في التصريحات والتوجهات الدولية هو ما جاء على لسان وزير الدفاع الأميركي بالحديث عن مسألة الحكم الذاتي للحوثيين في مناطق الشمال، وأن ذلك السيناريو في حال نجاحه فإنه سيكرس الانقسام الطائفي والجهوي ويعتبر انتهاكا صارخا لكافة القرارات المتعلقة بالشأن اليمني التي تؤكد على وحدة اليمن والجغرافيا.
 
ويؤكد الأحمدي أن إخفاقات الحكومة الشرعية والتحالف في اليمن هي ما عزز قناعة العديد من الأطراف الدولية باستحالة الحل العسكري.
 
وأوضح الأحمدي في حديث للجزيرة نت أن تلك الأطراف أصبحت تحاول القفز على المرجعيات المتفق عليها من خلال الدعوة إلى جولة من المشاورات الجديدة للاتفاق على إطار للمفاوضات وإعادة بناء الثقة.
 
وأضاف أنه لم يعد هناك حديث عن تسوية سياسية في إطار المرجعيات الدولية المتفق عليها خلال الجولات السابقة والتي ترتكز على قرارات مجلس الأمن الدولي.


التعليقات