محللون: وقف التزويد بالوقود بداية رفع الدعم الأميركي عن حرب اليمن
- الجزيرة نت الأحد, 11 نوفمبر, 2018 - 04:06 مساءً
محللون: وقف التزويد بالوقود بداية رفع الدعم الأميركي عن حرب اليمن

[  طائرات التحالف السعودي الإماراتي تقطع نحو 1200 كيلومتر في الأجواء السعودية واليمنية (رويترز-أرشيف) ]

يرى مراقبون وخبراء أن وقف الولايات المتحدة تزويد طائرات التحالف بالوقود قد يشكل بداية لرفع الدعم الأميركي عن الحرب في اليمن، في ظل تصاعد الانتقادات التي تواجهها الإدارة الأميركية عقب اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
 
وبعد اغتيال خاشقجي ارتفعت أصوات الكثير من المشرعين الأميركيين مطالبة بوقف مبيعات الأسلحة للرياض، ووقف الدعم اللوجستي لطائراتها التي قالوا إن غاراتها تتسبب في إزهاق حياة آلاف المدنيين العزل، وهو ما دعت إليه أيضا منظمات حقوقية دولية.
 
وكان التحالف السعودي الإماراتي استبق الإعلان الأميركي بإعلانه -في بيان رسمي الجمعة- أنه طلب من الولايات المتحدة وقف تزويد طائراته جوا بالوقود، وأنه تمكن من زيادة قدراته في هذا المجال خلال العمليات في اليمن، في حين قالت الولايات المتحدة إن ذلك تم بالتوافق مع التحالف.
 
مظلة جوية
 
ومنذ بدء حرب التحالف السعودي الإماراتي في اليمن أواخر مارس/آذار 2015، أُسندت للقوات الجوية الأميركية مهمة الدعم اللوجستي لمقاتلات التحالف بما في ذلك تزويدها بالوقود جوا.
 
ويقول الخبراء العسكريون إن طبيعة الحرب على جماعة الحوثي فرضت على التحالف إنشاء "مظلة جوية" في الأجواء اليمنية، لشن ضربات جوية مستمرة والاحتفاظ بعنصر المباغتة.
 
وتنطلق مقاتلات التحالف من القواعد الجوية في جنوب المملكة العربية السعودية، وغالبا من قاعدة الملك خالد في خميس مشيط، وأحيانا من قاعدتي الملك عبد الله في جدة والملك فهد في الطائف؛ وتقطع مسافة تصل إلى نحو 1200 كيلومتر في الأجواء السعودية واليمنية.
 
الخبير العسكري اليمني طلال الشاوش -وهو طيار حربي سابق- يرى أن المظلة الجوية تعني بقاء المقاتلات دائمة التحليق ومستعدة لشن أي غارة، وهذا الأمر يحتاج إلى تزويدها بالوقود من أجل ضمان بقائها في الأجواء فترة أطول.
 
وقال إن الولايات المتحدة تضغط على التحالف السعودي الإماراتي لوقف الحرب، وبخطوة وقف التزويد بالوقود "ستشل جزءا كبيرا من القوة الهجومية الجوية للتحالف".
 
واعتبر أن المظلة الجوية تفرض أيضا أن تتزود المقاتلات بكمية كبيرة من السلاح لتشن أكبر عدد ممكن من الغارات، "وهذا يفرض عليها أن تكون كمية الوقود التي تتزود بها أقل، فكلما زاد وزن السلاح يفرض أن يكون حجم الوقود أقل".
 
وقال إن بعض المقاتلات تكون حمولتها ثلاثة أطنان، و"هذه الحمولة تتوزع بين السلاح وخزانات الوقود"، مشيرا إلى أنه "في حالة حرب اليمن تحتاج المقاتلات للسلاح على حساب الوقود"، وهذا يعني الآن أن "عليها تنفيذ طلعة جوية، والعودة فورا للتزود بالوقود، ما لم تتزود به في الجو".
 
تأثير على المعارك
 
ويضيف أن "عملية الإقلاع لشن غارة في الأراضي اليمنية ومن ثم العودة إلى المطار السعودي مكلفة عسكريا، وتستنزف الملايين من الدولارات، كما أن عنصر المباغتة -وهو الأهم في سلاح الجو- سيكون غير فاعل".
 
"السعوديون لم يكونوا يتوقعون حربا بهذه الكيفية، وتصوروا أن المقاتلات كانت ستقصف وتعود، واعتمدوا على الأميركان في الدعم اللوجستي، فخيالهم محدود وهم غير ماهرين في استخدام السلاح، وخلال الأسبوع القادم سنرى هل ستبقى العمليات الجوية بنفس الزخم في الحديدة أم ستتراجع؟".
 
أما الخبير العسكري طالب علي -وهو ضابط متقاعد في القوات الجوية اليمنية- فيرى أن وقف واشنطن تزويد المقاتلات بالوقود "سيؤثر حتما على طبيعة المعارك، فالطلعات الجوية ستقل كثافتها بنسبة كبيرة".
 
وقال إن "الضربات الجوية شكلت فارقا في مسار الحرب لصالح القوات الحكومية، فـ90% من قتلى الحوثيين يسقطون بالغارات الجوية".
 
وحول الخيارات الجديدة، يعتبر أن "التحالف حتى إن كان قد أعلن زيادة قدراته في مجال تزويد طائراته بالوقود، فإن خبراته العسكرية محدودة، وليست كالتي لدى الأميركيين".
 
من جهة أخرى، قال مصدر في رئاسة الأركان اليمنية فضل عدم كشف هويته إن التطور لن يؤثر على سير المعارك "طالما أن السعودية اكتفت ذاتيا، ولديها نفس الطائرات وتؤدي نفس الغرض"، مؤكدا أن التحالف "لم يعد يحتاج للأميركان".
 
واعتبر أن "إدارة ترامب بادرت ببيع هذا النوع من الطائرات للإمارات والسعودية مؤخرا، لكي ترفع عنها الحرج أمام ضغوط الكونغرس".


التعليقات