وصفتهم بـ"العرب الأفغان الجدد"..
بلومبيرج: حرب السعودية والإمارات مستمرة في اليمن بمساعده الحلفاء الجهاديين (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة الجمعة, 23 نوفمبر, 2018 - 06:34 مساءً
بلومبيرج: حرب السعودية والإمارات مستمرة في اليمن بمساعده الحلفاء الجهاديين (ترجمة خاصة)

[ خريطة توزع الجماعات الجهادية من بلومبيرج ]

حذرت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية من الدور الخطير الذي يمكن أن يلعبه الحلفاء الذين  اختارهم  التحالف الذي تقوده السعودية لإخضاع أعدائه في اليمن، وأن الأمر قد ينتهي بهم إلى تدمير جهود السلام، بعد تصاعد الضغوط الدولية لوقف الحرب.
 
ويشير تقرير نشرته بلومبيرغ وأعده كل من محمد حاتم وجلين كاري وكارولين اكساندر وترجمه " الموقع بوست" أن السعودية والإمارات ومن خلال سعيهما للإطاحة بالمتمردين الحوثيين - الذين يقولون إن لهم علاقات مع إيران-  تغلغلت في مجموعه واسعه من الجماعات الإسلامية بما في ذلك الإسلاميون الراديكاليون المرتبطون بالقاعدة.
 
ويضيف التقرير: بالنسبة لأي شخص مطلع على التاريخ الحديث للمنطقة، من حرب الولايات المتحدة في الثمانينات في أفغانستان إلى صراعات في سوريا وليبيا، فإن ذلك يبعث بعلامة تحذير، فمن الممكن أن يساعد الجهاديين في هزيمة عدو مشترك، لكن أسلحتهم في نهاية المطاف توجه ضد رعاتهم السابقين.
 

مقاتلون بجوار مدرعات إماراتية في اليمن

ووفقا للوكاله فإنه حتى لو كان هناك تقدم على صعيد مفاوضات السلام التي تم الدفع باتجهها بعد مقتل خاشقجي، فإن الشبكة المعقدة للمجموعات المتطرفة يمكن أن تعني أنها ستستغرق وقتًا طويلاً قبل انتهاء الأعمال العدائية.
 
ولفت إلى أن الأحداث التي تشهدها مدينة تعز توضح تلك التعقيدات، ففي  2016  قامت السعودية باختراق حصار الحوثيين لثالث أكبر مدينة في اليمن بمساعدة السلفيين المحليين وأعضاء المدرسة الإسلامية الرجعية التي تدعم التفكير الديني لجماعات مثل تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية، وبمساعدة القوات والمعدات الأخرى التي يدعمها التحالف، وقاموا بنحت ممر من الجنوب الغربي للمدينة، لكن ذلك الأمر لم يليه الاستقرار.
 
وبدلا من ذلك، وقعت أجزاء من تعز تحت سيطرة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية حتى وقت سابق من هذا العام وظلت ساحة للاقتتال بين الميليشيات المتنافسة، وفقا لما ذكره السكان المحليون.
 
وقالت الوكالة نقلا عن ادم بارون، وهو زميل زائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في لندن، إن صعود السلفيين المتطرفين، والانتشار العام للجماعات المسلحة، "يخلقان وضعا يكون فيه خطر كبير من اشتعال الحرب"، وقال "حتى لو اختفى الحوثيون من الصورة من الصعب جدا إعادة الوثوق بتلك الجماعات".
 
وعندما خاض الولي عهد السعودي محمد بن سلمان الحرب الأهلية في اليمن في 2015 آذار/مارس، توقع مستشاروه فوزا سريعا- معلنا بعد بضعة أسابيع من الحملة أنه تم تحييد تهديد الحوثيين، إلا أنه  وبعد أربع سنوات تقريبا، يعتقد أن حصيلة القتلى بلغت عشرات آلاف، بينما يواجه الملايين الجوع والمرض، وفق بلومبيرج.
 
وعلي الخط الأمامي  بميناء الحديدة الغربي حيث يدخل حوالي 70 في المئة من الأغذية والمساعدات إلى اليمن، أوقف الجانبان الهجمات في الأسبوع الماضي وأبدوا استعدادهم لحضور محادثات السلام في السويد هذا الشهر.

وأفاد التقرير أن الحرب مكنت القاعدة في بعض الأحيان من تعزيز قبضتها علي الأقاليم الشرقية النائية، بينما لم يتم طرد المسلحين إلا من مدن مثل المكلا بمساعدة الإمارات،  كما لعبت الجماعات الإسلامية دورا رئيسيا في الاستيلاء على المحافظات الجنوبية الأخرى وعدن، حيث تواجه الحكومة حاليا، برئاسة الحليف السعودي الرئيس عبد ربه منصور هادي ضغوطا من الانفصاليين المقربين من الإمارات، لافتا بأن هذه الفوضى تقوض قدرة هادي علئ تأكيد سلطته، حتى في المناطق البعيدة عن معاقل الحوثيين.
 

قدمت الإمارات عشرات المدرعات العسكرية للحركات الجهادية في اليمن

وأوضح التقرير بأن المقاتلين مثل السلفي عادل عبده فارع المعروف باسم أبو العباس، يجسدون هذا اللغز، حيث بدأ أبو العباس ميليشياته بدعم من المملكة العربية السعودية والإمارات، وكان المسلحون يستخدمون السيارات التي ترفع الرايات اليمنية والإماراتية، ويساعدون في دفع الحوثيين خارج مدينة تعز، لكن في نهاية المطاف تم تصنيفه كإرهابي.
 
وقاتل أبو العباس إلى جانب الحكومة  منذ سنوات في النزاع المتقطع مع الحوثيين والذي استمر من عام 2004 حتى عام 2010، بينما كان يدرس في مدرسة سلفية في قرية دماج الشمالية، إلا أنه وبعد ثلاث سنوات تم طرد أبو العباس مع مئات السلفيين الآخرين عندما هاجم الحوثيون القرية.
 
وقد قام هاني بن بريك، وهو خريج آخر من نفس المدرسة السلفية، بالمساعدة في السيطرة على عدن وظهر في صور مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حاكم الإمارات الفعلي،  وكان بن بريك وزير دولة في عدن قبل أن ينخرط كثيرا مع الانفصاليين.
 
وذكر مقاتلون في الجماعة أن الطلاب السابقين من دماج يستحوذون على رتب عليا في كتائب العمالقة  التي تضم أيضا عناصر من القاعدة، وكان اللواء في طليعة المكافحين من أجل الحديدة، وبقيادة عبد الرحمن المحرمي، البالغ من العمر 35 عاما والذي يقول إن التصوير ضد الشريعة الإسلامية.
 
الوكاله قالت بأن القاعدة قد أقامت لها  قاعدة في اليمن، وهي مسقط رأس أسامه  بن لادن، قبل عقد من الزمان، وقداجتذبت مقاتلين من جميع أنحاء العالم،  وقبل الحرب، تم إضعاف القاعدة بهجمات الطائرات بدون طيار الأمريكية.
 
وخلص التقرير إلى أن الإمارات والسعودية تلعبان دورا محفوفا بالمخاطر والمغامرة بتسليحهما، حسبما ذكر فارع المسلمي، الزميل المشارك في مركز الأبحاث التابع لمؤسسه "شاتام هاوس" في لندن، مضيفا  أن "عسكرة السلفيين تشكل تهديدا مزدوجا،  كونهم  العرب الأفغان الجدد".
 
*لقراءة التقرير الأصل على الرابط هنا
 
*ترجمة خاصة بالموقع بوست


التعليقات