في ذكرى مقتل صالح.. جدل واسع بين اليمنيين (رصد خاص)
- خاص الأحد, 02 ديسمبر, 2018 - 08:35 مساءً
في ذكرى مقتل صالح.. جدل واسع بين اليمنيين (رصد خاص)

[ عام على مقتل علي عبدالله صالح على يد الحوثيين ]

يصادف في هذه الأيام الذكرى الأولى لمقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي ترأس البلاد لأكثر من ثلاثة عقود، والذي مرت اليمن خلال فترة حكمه بمتغيرات عديدة.
 
قتل صالح علي يد الحوثيين الذين تحالف معهم منذ انقلاب 2014، إلى أن أعلن الانتفاضة عليهم في ديسمبر العام الماضي، وهو الأمر الذي أجهضه الحوثيون مبكرا.
 
وتفاعل مع تلك المناسبة كثير من اليمنيين، بين من اعتبر أنه قام بدور بطولي حين أعلن الانتفاضة، وآخرين يرون أنه تسبب بكل هذا الدمار الذي طال البلاد، بسبب رفضه تسليم السلطة وتحالفه مع الحوثيين.
 
خدمة الجمهورية
 
فالإعلامي سمير الصلاحي يعتقد أن أحداث ديسمبر خدمت الجمهورية، وفتحت أعين محبي الرئيس السابق على كارثة التحالف مع الكهنوت ووجوب محاربته.
 
وأضاف "لقد فتحت كذلك جبهات جديدة تعجل من استعادة الوطن المسلوب"، مطالبا بضرورة توظيف تلك الأحداث لتوحيد الصفوف حتى تعود الدولة.
 
وتابع "لكم أن تتخيلوا لو كان صالح رحل بقصف جوي، كيف كان الحوثي سيستثمر ذلك بتجنيد مئات الآلاف وساعتها لن تنتهي الحرب أبدا".
 
تدمير وطن
 
لكن على النقيض من ذلك رأى الإعلامي عبدالرقيب الأبارة أنه لا علاقه لما قام به  صالح في ديسمبر بالنضال أو التضحية من أجل الجمهورية، فهو سبب اندثارها يوم الانقلاب في 21 سبتمبر/أيلول 2014.
 
 وأردف "كانت أحداث ديسمبر استغاثته الأخيرة للدفاع عن بيته الصغير، بعد أن هدم بيتنا الكبير وهي الجمهورية، وتلك نهايته الطبيعية".
 
واستطرد "صالح سيدونه التاريخ كخائن للجمهورية وهادم للوطن، وتلك صنائعه بنفسه، ولا يمكن لبعض من يدجل أن يغير هذه الحقيقة".
 
نهاية اللعبة
 
من جانبه قال المحلل السياسي ياسين التميمي إن ما جرى في ديسمبر لم يكن ثورة ولا انتفاضة، بل نهاية للعبة القذرة التي أطاحت بالدولة والاستقرار وبأمل اليمنيين في حياة أفضل، والأسوأ أنها فتحت المجال واسعاً لعودة الإمامة من النافذة الجمهورية.
 
واستطرد "وعليه فإن هذا اليوم لا ولن يكون استثنائيا في تاريخنا، لمجرد أن أحد أطراف هذه اللعبة سقط مضرجاً بدمائه بلا نصير ولا ظهير، وفي مشهد يليق بمن أساء إلى وطن لطالما أحسن إليه ومكنه وأعطاه كل شيء يحلم به".
 
تراكمات
 
أما الكاتب والسفير في الخارجية اليمنية عبدالوهاب العمراني فقد قال "لقد طويت صفحة صالح الذي عبث باليمن لنحو أربعة عقود وهو من أوصلنا لهذه الحال، وسينتهي حليفه الحوثي حتما على يد أبناء اليمن أنفسهم وليس غيرهم".
 
وأفاد بأن كل تفاعلات المشهد اليمني لنحو ثماني سنوات، هي تراكم فساد العقود الأربعة الماضية، لافتا إلى قيام صالح بتقسيم اليمنيين سياسيا، وعمل الحوثيون على تقسيمهم طائفيا وجهويا، وأصبحت البلاد أداة لابتزاز ممالك النفط، وليكون بين كماشة العرب والعجم وما بينهما ما يسمى بالمجتمع الدولي والأمم المتحدة الغير متحدة، على حد تعبيره.
 
وذكر أن مشكلة اليمنيين هي في عدم تفكيرهم بما وراء الأسباب، وعد تسمية الأشياء بمسمياتها، مؤكدا "مشاكل اليمن كلها منذ ما يقارب 40 عاما هو زعيم الفساد، ومن يعتقد غير ذلك فهو فاسد المزاج يحتاج إلى علاج"، في إشارة إلى صالح.
 
مقتل صالح
 
بدوره تطرق الكاتب الصحفي باسم الحكيمي إلى حرص الحوثيين على "قضم" صالح منذ البداية، وذلك عبر استهداف أنصاره وأعوانه وقياداته الاجتماعية والسياسية والحكومية.
 
وبيَّن أن ذلك كان عبر إهانة صالح وأتباعه وتكريس صورتهم الضعيفة أمام القبائل والقوى المختلفة، وكذلك عن طريق قياس ردة فعل صالح وفريقه لاستيعاب مناورة الرئيس السابق، ثم دفعه لاتخاذ موقف مباين ومبارز ومناهض لتوفير الحجة لقتله.
 
وتابع "بعد كل ذلك، بدؤوا بتنفيذ المخطط في يونيو/حزيران 2017، وتصاعدت أزمة حكومة الانقلاب وكادت تتعطل أعمالها، غير أن ذكاء صالح ودهائه السياسي فوت على الحوثيين الوقت وأحرق عليهم فرص متعاقبة، بعد أن بدأ بالبحث عن مسارات تعيد ترتيب توازناته مع المليشيات".
 
واستدرك "لكن تحرك الحوثيين كان أسرع منه، لم يمنحوه الوقت الكافي لإعادة بناء أنساق قوية عسكرية وسياسية وقبلية، ودفعوه للانتقال إلى المربع الأخير قبل أن يكمل استعداداته، ولم يكن لدى صالح مجالا للمناورة، ووجد نفسه مضطرا للمواجهة المبكرة غير مسلح بما يكفي".
 
وبحسب الحكيمي فقد راهن صالح على أمرين هما إما تحولات مفاجئة في المحيط القبلي تلبي دعوته وتنقله إلى مسرح جديد، أو التأسيس لتحرك مقبل ضد الحوثيين بعد رحيله وتسجيل موقف يحسب له يختم به حياته بعد أن أيقن أن الحوثة على أبواب قصره.
 
ولا تزال حتى اليوم جثة صالح لدى الحوثيين، الذين يرفضون تسلميها لأنصاره لدفنها، فيما لا تزال هذه الجماعة تحكم سيطرتها على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات الشمالية.


التعليقات