مشاورات السويد بين التفاؤل والتشاؤم.. والانتقالي يغرد خارج السرب (تقرير)
- خاص الخميس, 06 ديسمبر, 2018 - 08:51 مساءً
مشاورات السويد بين التفاؤل والتشاؤم.. والانتقالي يغرد خارج السرب (تقرير)

[ صورة لانطلاق مشاورات الأطراف اليمنية في السويد ]

بين التفاؤل والتشاؤم ينظر اليمنيون الذين أنهكتهم الحرب الدائرة في بلدهم منذ قرابة أربعة أعوام لمشاورات السويد التي انطلقت اليوم الخميس في استوكهولم بين طرفي الصراع والتي ترعاها الأمم المتحدة.
 
وانطلقت محادثات سلام في السويد برعاية الأمم المتحدة وذلك للمرة الأولى منذ عامين، في وقت تهدد فيه المجاعة ملايين اليمنيين ويتضاءل دعم الحلفاء الغربيين للحملة العسكرية التي تقودها السعودية.
 
وأعلن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث اليوم انطلاق محادثات السلام اليمنية في السويد، وقال إن "الأيام المقبلة ستكون فارقة في الأزمة اليمنية". وذكر مصدر في الأمم المتحدة أن المحادثات ستستمر أسبوعا.
 
وأضاف غريفيث -في مؤتمر صحفي مع وزيرة خارجية السويد مارغوت فالستروم- "اليوم تُستأنف العملية السياسية لأول مرة منذ عامين"، مضيفا "نأمل أن نتمكن خلال الأيام المقبلة من حل العديد من المشاكل لتخفيف المعاناة عن اليمنيين".
 
من جانبها، حثت وزيرة خارجية السويد مارجوت فالستروم طرفي الصراع في اليمن على إجراء محادثات بناءة، وقالت إن "المسؤولية تقع على عاتق الأطراف اليمنية لإنجاح جهود المبعوث الأممي".
 
 سياسيون استطلع رأيهم "الموقع بوست" يرون أن مشاورات السويد أقل أهمية من سابقاتها، فالجولات الثلاث كانت تبحث عن وقف للحرب وحل الأزمة، بينما تبدو ملفات الأخيرة لا تتعدى معالجات إنسانية، كان من الممكن أن توجهها الأمم المتحدة لأطراف الصراع.

ويعاني اليمن، منذ نحو أربع سنوات، من حرب بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، والحوثيين الذين يسيطرون على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ 2014، من جهة أخرى.
 
وخلف الصراع المستمر منذ أواخر 2014 أوضاعًا معيشية وصحية متردية للغاية، وبات معظم سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات، بحسب الأمم المتحدة.

وعلى مدى أربع سنوات من الحرب في اليمن، لم تتوقف التحذيرات الدولية من اتساع رقعة الفقر، حتى وصلت اليوم إلى 80% من السكان، وبات التحذير حاليًا من مجاعة وشيكة.

تصعيد واتهامات
 
ويتبادل طرفا الصراع الاتهامات بالتصعيد العسكري في غالبية الجبهات، كما تبادلا تصريحات تصعيدية، مشككين بفشل المشاورات.
 
وقال وزير الخارجية اليمني خالد اليماني في سلسلة تغريدات عبر صفحة وزارته على تويتر إن من يظن أن الشرعية يمكن أن تتخلى عن الإمساك بميناء الحديدة (غربي اليمن) هو "واهم".
 
وأكد الوزير اليمني ضرورة التمسك بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216، وتسليم ميناء الحديدة إلى الحكومة الشرعية.
 
كما اتهم الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد الركن عبده مجلي التابع للحكومة الشرعية جماعة الحوثي بالتصعيد العسكري، وقال إن تصعيد الحوثيين غير مبرر ولا ينم عن نوايا حسنة نحو السلام.
 
وأشار إلى أن الحوثيين هاجموا مواقع الجيش بمديرية نهم شرق العاصمة صنعاء بالتزامن مع وصول وفود التفاوض إلى العاصمة السويدية ستوكهولم، مشيرا إلى استمرار الجماعة بإطلاق القذائف والصواريخ التي تستهدف مناطق المدنيين في مأرب والحديدة.
 
في المقابل قال محمد علي الحوثي -رئيس اللجنة الثورية التابعة للحوثيين- "إذا لم يتم فتح مطار صنعاء الدولي في مشاورات جولة السويد، فأدعو المجلس السياسي والحكومة إلى إغلاق المطار أمام جميع الطيران".
 
وأضاف الحوثي -في تغريدة على تويتر- أن على المسؤولين الأممين تحمل أعباء الوصول إلى صنعاء كما يتحملها المرضى والمسافرون اليمنيون.
 
تشاؤم
 
بدروه قال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، محمد البخيتي، إن آليات الحوار في السويد المتبعة في مسار الأمم المتحدة، لن تحقق حلا دائما وشاملا لليمن.
 
وأضاف البخيتي في تصريحات لـ"الأناضول" في  سياق رده على مدى إمكانية نجاح مشاورات السويد بين الأطراف اليمنية، "من غير الممكن التوصل لحل شامل ودائم عبر آليات الحوار المتبعة في مسار الأمم المتحدة؛ لأن هذا المسار يجعل قرار وقف الحرب بيد الخارج".
 
وتابع القيادي الحوثي "الحرب لا زالت تمثل مصلحة اقتصادية لأمريكا وبريطانيا.. صحيح أن وقف الحرب يمثل مصلحة مشتركة بيننا (جماعة الحوثي) وبين السعودية والإمارات؛ لكن قيادة البلدين تتحرك في سياق المصالح الأمريكية والإسرائيلية، وليس في سياق مصالح شعوبها".
 
تغريد خارج السرب
 
وفي سياق آخر شكك نائب رئيس ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" -المدعوم إماراتيا- هاني بن بريك في نجاح مشاورات السويد. وقال إن مفاوضات السويد ستفشل قطعا، لأن فريقي التفاوض الحكومي والحوثي، لا يوجد لديهما الإرادة لإنهاء الحرب، مؤكداً أن رحيل الرئيس عبد ربه منصور هادي شرط أساسي لإنهاء الحرب.
 
وأضاف بن بريك: "نهاية الحرب تعني أمرين لازمين، ذهاب مليشيات الحوثي كجماعة مسلحة، فالتحالف لن يرضى بنهاية للحرب تبقي الحوثي قوة مسلحة أبدا، وذهاب هادي الواقع تحت سيطرة الإخوان فهو رئيس مؤقت"، حسب زعمه.
 
فيما مساعد الأمين العام للمجلس الانتقالي فضل الجعدي قال إن "القضية الجنوبية لا تختزل في حضور جلسة حوار من عدمها وإنها أكبر من ذلك بكثير"، مشيرا إلى أن القضية الجنوبية قوة ثابتة وراسخة على أرضها تعجز قوة كل العالم من أن تهزها أو تمسها.


التعليقات