توكل كرمان: لا خيار أمام الشعب إلا الاستمرار في الثورة ضد الفاشية والعنصرية في اليمن
- عدن - خاص الاربعاء, 10 فبراير, 2016 - 10:18 مساءً
توكل كرمان: لا خيار أمام الشعب إلا الاستمرار في الثورة ضد الفاشية والعنصرية في اليمن

[ توكل كرمان اثناء كلمتها ]

أكدت الحائزة على جائزة نوبل للسلام، الناشطة توكل كرمان، أنه لا خيار أمام اليمنيين، إلا الاستمرار، في الثورة الشعبية، إلى أن يتحققَ التغييرُ باتجاهِ دولةٍ يمنيةٍ معاصرةٍ وحديثة.
 
وقالت كرمان في الكلمة التي ألقتها مساء اليوم الأربعاء، بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة 11 فبراير، عبر فضائية (بلقيس)، إنه يجب أن يكون شعار المرحلة، "معا لدحرِ العنصريةِ والفاشية، نعم لليمنِ الموحدِ وطنا لكلِ أبنائِه دونَ تمييزٍ أو إقصاء".
 
وأضافت قائلة: "لا خيارَ آخرَ أمامَنا إلا أن ننتصرَ أو ننتصر، وليس أمامَ العالمِ المتمدنِ إلا أن ينظرَ بإكبارٍ واحترامٍ لكفاحِنا العظيمِ ضدَ العنصريةِ والفاشيةِ في اليمن".
 
وأوضحت بأن الشعب اليمني يحتفل بالذكرى الخامسة لثورة فبراير، بينما الكثير من قيادات الثورة في المنافي والمعتقلات، والعاصمة صنعاء محتلة من قبل قوى الثورة المضادة، وتعز تتعرض للحصار والقتل، والشعب اليمني لا يزال في ميادين الكفاح السلمي والمقاومة يتصدى لمشروع الهيمنة الإنقلابي.
 
ونوهت إلى أن الثورة لا تزال مستمرة بأشكال شتى، وأن الخيار السلمي هو الأكثرُ حضورا ورسوخا.
 
وقالت بأن ثورة فبراير، لم تكن ترفا أو فعلا فائضا، أو تقليدا زائفا لثورة أو انتفاضة هنا أو هناك، كما أنها لم تكن جزء من إرادة عابرة للحدود، ولا مؤامرة أو عملا تخريبيا، ولا حدثا ارتجاليا.
 
وأكدت الناشطة كرمان، أن ثورة 11 فبراير، جاءت في سياقِ الاعتراضِ الواجبِ على دولةِ العائلةِ والمنطقةِ والجِهة.
 
كما أوضحت أن ثورة فبراير "هي استجابةٌ حتميةٌ لرفضِ القبحِ والاستغلالِ والاستكبار، وتعبيرٌ صادقٌ عن توقِ الشعب للحريةِ والحياةِ الكريمة، وتجلٍ صادقٌ للشجاعةِ والالتزامِ الأخلاقيِ الذي يمتلكُه الشعب اليمني".
 
وأشارت إلى أن ما يحدث في دول الربيع العربي، يزيد الثوار يقينا وإيمانا بأنهم كانوا على الحث، وأنهم كانوا وما يزالوا في الجانب الصحيح من التاريخ.
 
وقالت بأن الأسوأ مما يحدث في دول العربي العربي، هو تلك الأنظمة المستبدةُ والفاسدةُ التي راكمت أسبابَ هذه الفوضى، وحاربت تحت رايةِ الحقدِ والكراهيةِ والانتقام، ما يجعلُ كُلفةَ التخلصِ منها مرتفعة.
 
وأضافت: "حريتُنا تستحق، كرامتُنا تستحق، المواطنةُ المتساويةُ تستحق، سيادةُ القانونِ تستحق، مستقبلُنا يستحق ،لنقلْ كلمتَنا الآن".
 
وقالت كرمان، في كلمتها : "يجبُ أن يكونَ مفهوما أن عدوَ الثورةِ اليمنيةِ ليس هينا أو سهلا. التحدياتُ التي واجهتها وتواجهُها الثورةُ ليست هينة، الألغامُ التي وُضعت في طريقِها لم تكنْ ألغاما عادية، بل ألغاما كونيةً عالميةً تزاوجت مع الكهنوتِ في صورةٍ بشعةٍ تهدفُ إلى النيلِ من حلمِ اليمنيين وتوقِهم للخلاص، والانعتاقِ نحوَ ضفافِ الحياةِ الحرةِ والكريمة".
 
واستطردت قائلةً: "الثورةُ المضادةُ في اليمن، الناشئةُ عن تحالفِ الشرِ بين المخلوعِ وميليشيا الحوثي الفاشيةِ والمدعومةِ بهوسٍ إيرانيٍ في التوسعِ والهيمنة، اختارت الانقلابَ على ثورةِ فبرايرَ السلمية، التي دعت لدولةٍ حديثةٍ يعيشُ فيها الجميعُ متساوين أحراراً، لا فضلَ لأحدِهم على الآخرِ إلا بالعملِ واحترامِ القانون".
 
ونوهت إلى أن اليمنيين كانوا قد أنجزوا مؤتمرا للحوار الوطني الشامل، وما خرج به هذا المؤتمر من مخرجات أهمها مسودة مشروع الدستور الجديد، إلا أن تحالف الحوثي والمخلوع، قرر السيطرة والاستحواذ على اليمن، ومضا في تقويض مؤسسات الدولة واحتلالها، كما عملوا على تدمير مكتسبات ثورة فبراير، وصادروا الحريات السياسية والإعلامية، وألغوا حق التجمع والتظاهر والتنظيم، وأغلقوا مقرات الأحزاب ووسائل الإعلام.
 
وأضافت كرمان : "لقد استخدم المخلوعُ ميليشيا الحوثي قناعاً لانقلابِه على العمليةِ الانتقالية، استخدم الأموالَ الكبيرةَ التي قام بنهبِها والاستيلاءِ عليها خلالَ فترةِ حكمِه، والتي لم يطلْها التجميدُ والملاحقةُ والاستردادُ برغمِ القراراتِ الدوليةِ التي طالبت بذلك، وتعهدت بالقيامِ به، استخدم ورقةَ الإرهابِ للقول، إن السلطةَ الانتقاليةَ فاشلةٌ، وإن سيطرةَ الجماعاتِ الإرهابيةِ هي البديلُ لسيطرةِ الميليشيا الانقلابية، وإن الميليشيا الانقلابيةَ هي الشريكُ المؤهلُ لمحاربةِ الإرهاب.. هذه الحيلةُ البائسةُ لم تنطلِ علينا يوما، ويجبُ أن لا تنطلي على العالم".
 
كما أوضحت بأن قيم ثورةَ فبراير المستلهمة من ثورتي السادس والعشرين من سبتمبر وال14 من أكتوبر الخالدتين ، هي البديلُ للإرهابِ والاستبداد، مؤكدة أن ثوار فبراير سيسقطون الإنقلاب الفاشيَ والثورةَ المضادةَ والإرهابَ في آن، مضيفة قولها: " تلك هي معركتُنا، وذلك هو قدرُنا، وهي غايتُنا النهائية، وهدفُنا المركزيُ الذي سنحققُه بكلِ كفاءةٍ ومهارةٍ واقتدار".


التعليقات