التحالف العربي يجهض مخطط المخلوع انتصاراً لليمن الجديد
- الخليج الإماراتية السبت, 30 أبريل, 2016 - 12:21 مساءً
التحالف العربي يجهض مخطط المخلوع انتصاراً لليمن الجديد

أجهضت الحرب ضد الإرهاب والإرهابيين التي تنفذها القوات الحكومية اليمنية وقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، رهان نظام المخلوع علي عبدالله صالح، منذ وقت مبكر لتنظيم القاعدة وتوظيفه من أجل خلط الأوراق والاستفادة من تبعات تحركات التنظيم الإرهابي في العديد من المراحل والمحطات التي مرت بها البلاد خلال سنوات حكمه.
 
ومنذ ظهور تنظيم القاعدة الإرهابي، ومرور عام وراء عام، وصولاً إلى السنوات القليلة الماضية التي كان المخلوع صالح، مازال فيها يتولى سدة الحكم في البلاد، وحتى عقب مغادرته السلطة مكرهاً بعد توقيعه على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2011،
 
انكشفت الكثير من الحقائق والمعلومات التي تؤكد تورطه وارتباطه بتحريك واستخدام ورقة القاعدة والإرهاب في أكثر من زمان ومكان، بالاستعانة برجاله الذين يدينون له بالولاء المطلق ويتولون مناصب عليا في المؤسستين الأمنية والعسكرية.
 
وظل المخلوع صالح، يستخدم ورقة القاعدة فزاعة للعالم سعياً وراء الكسب السياسي والمادي لأطول مدى ممكن، مضحياً بسمعة وأمن واستقرار البلاد والمواطنين اليمنيين في داخل البلاد وخارجها، نتيجة للقوانين والإجراءات الأمنية المشددة التي فرضها عدد من الدول على مستوى الإقليم والعالم ككل، في التعامل مع حاملي الجنسية اليمنية، واتخاذ قرارات أثرت على مستوى استفادة اليمن واليمنيين من البرامج والمشاريع التنموية الممولة من الخارج.
 
ولعل أبرز الأدلة والأحداث التي تجسد الارتباط الوثيق بين المخلوع صالح والقاعدة، تسليم محافظة أبين (جنوبي البلاد)، عام 2011، بالتزامن مع تصاعد حدة الثورة الشعبية الشبابية ضد المخلوع صالح، وانتهت بالإطاحة به، حيث تسبب تسليم أبين للقاعدة وما عاشته تلك المرحلة من عمليات عسكرية بهدف القضاء على الإرهاب في أبين، دامت قرابة عام كامل، وكان من الممكن حسمها في وقت أسرع لولا تواطؤ قيادات عسكرية في المنطقة العسكرية الرابعة ومقرها عدن مع الإرهابيين بإيعاز من صالح، أبرزهم اللواء مهدي مقولة الذي كان قائد المنطقة الرابعة آنذاك، وشارك أيضاً في غزو عدن مع ميليشيا الانقلابيين في الحرب الأخيرة.
 
كما تعد عملية تسليم مدينة المكلا وساحل حضرموت لتنظيم القاعدة في 2 إبريل/ نيسان عام 2015، خلال انشغال رجال قوات الجيش الوطني والمقاومة الشرفاء في الحرب بجبهات القتال ضد الانقلابيين التابعين للحوثي وصالح، إحدى العمليات المشتركة بين القاعدة والمخلوع صالح، في محاولة منه لتشتيت حدة المقاومة الشرسة التي اصطدمت بها الميليشيات الانقلابية خلال محاولتها التهام البلاد والسيطرة على مفاصل الدولة والتفرد بالسلطة والحكم بفرض مبدأ الأمر الواقع.
 
وروى أحد أفراد قوات الحرس الجمهوري الشرفاء والذي كان مرابطاً في القصر الجمهوري بمنطقة فوه بمدينة المكلا فضّل عدم الكشف عن هويته لـ«الخليج»، كيفية انتشار وسيطرة العناصر الإرهابية التابعة للقاعدة على المكلا والقصر الجمهوري، عبر التواطؤ والتخاذل من جانب القادة العسكريين والأمنيين المعروفين بولائهم للمخلوع صالح.
 
وقال: حين علمنا باقتحام العناصر الإرهابية مدينة المكلا من اتجاهات عدة حاولنا أنا وزملائي المخلصين للواجب العسكري والوطن والشعب، إحباط سيطرة القاعدة على المكلا، ولكننا فوجئنا بسقوط العديد من المواقع والمناطق في أيدي الإرهابيين في وقت قصير جداً، ومع تقدمهم أكثر صوب القصر الجمهوري، كنا على تواصل مع قيادة المنطقة العسكرية الثانية ومقرها مدينة المكلا، وطلبنا إرسال تعزيزات عسكرية بشكل عاجل للتعامل وإحكام السيطرة على الموقف والوضع، من دون وصول أي تعزيزات برغم توفرها.
 
وأضاف: حاولنا التصدي لتقدمهم صوب القصر، ودارت بيننا وبين الإرهابيين اشتباكات محدودة، ووجهنا نداءً أخيراً لقيادة المنطقة الثانية، وفوجئنا بإغلاق الخطوط في وجوهنا وعدم التجاوب معنا، الأمر الذي اضطرنا لمغادرة مواقعنا مع تقدم عناصر القاعدة أكثر ومحاصرتهم وسيطرتهم في النهاية على القصر الجمهوري بالمكلا، بحكم فارق عدد المقاتلين والأسلحة والمركبات العسكرية الحديثة التي مكنتهم من إنجاز وفرض مخططهم.
 
رهان خاسر
 
وأفرز الرهان الخاسر للمخلوع صالح، واقعاً مؤلماً ومأساوياً بين أوساط مختلف شرائح وفئات المجتمع، التي عصفت بمجتمعاتها ومناطقها ومدنها ممارسات صالح والقاعدة، وخصوصاً في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين التي لم تجف منها دماء أبنائها ودموع الأطفال والأمهات الثكالى والأرامل والشيوخ والمرضى، ويظل حجم الدمار القائم حتى يومنا هذا في البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة، شاهداً على إجرام المخلوع صالح، بسبب تمسكه بالسلطة والحكم غير آبه بعمق وحجم الجراح والمعاناة الإنسانية وانعكاسات إجرامه على اقتصاد ومستقبل البلاد.
 
تاريخ أسود
 
«الخليج» سلطت الضوء أكثر على توظيف المخلوع صالح، لتنظيم القاعدة منذ وقت مبكر، وقال باسم فضل الشعبي رئيس مركز مسارات للاستراتيجية والإعلام المختص في شؤون الجماعات الإسلامية: بدأ المخلوع علي صالح، باستخدام القاعدة منذ وقت مبكر ضد خصومه السياسيين،
 
 وبدا ذلك واضحاً وتحديداً في حرب صيف 94 ضد الجنوب عندما استخدم العائدين من أفغانستان في عمليات تصفية القيادات الجنوبية ثم في المشاركة بالحرب. وبعد الحرب نمت «الجماعات الجهادية» في مناطق مختلفة في اليمن بسبب حصولها على جزء من غنيمة الحرب على الحزب الاشتراكي والجنوب، وتولى صالح الإشراف عليها بنفسه.
 
 ولفت إلى معلومات تُفيد بأن المخلوع صالح، كان يستغل القاعدة في اتجاهين، الاتجاه الأول ضرب خصومه وإرهابهم، والاتجاه الثاني إخافة العالم وابتزازه مالياً، وقد برع في ذلك لسنوات عديدة، إلا أنه في السنوات الأخيرة من حكمه اختلطت عليه الأوراق كما يبدو، وأصبح هناك لاعبون آخرون إلى جانبه يتحكمون بالقاعدة والجماعات المتطرفة، وحدث أن دخلت هذه الأطراف في صراع فيما بينها وأصبحت تهدد وتبتز بعضها بعضاً.
 
كما أفاد أن اللعب بالقاعدة من قِبل صالح كان عبارة عن مغامرة غير محسوبة، فقد دفعت البلاد ثمناً كبيراً من أمنها واستقرارها، وأصبحت تحت ضربات الطائرات الأمريكية من دون طيار، وهذا ساهم في إشعال النقمة الشعبية على نظام صالح، وبدأ نظامه يتخلخل من الداخل. وعندما أُشعلت الثورة في الجنوب العام 2007 استخدم صالح ورقة القاعدة لضرب الثورة وتشويهها، لكنه فشل وجر البلاد إلى المزيد من الفوضى. ثم انطلقت الثورة الشعبية في 2011 وحاول أيضاً استخدام ورقة القاعدة في أبين وغيرها من المناطق لكنه لم يتمكن من منع الثورة من خلعه من الحكم.
 
وأشار إلى أن المخلوع صالح، وظف القاعدة مرة أخرى انتقاماً من الشعب، واستخدمها في الانقلاب على الشرعية اليمنية قبل عام ونيف بمساعدة جماعة الحوثي، وبعدما انهزم في الجنوب استخدم القاعدة لضرب الأمن والاستقرار، وها هو يفشل بعد هزيمة الجماعات المتطرفة في عدن ولحج وأبين وحضرموت، وسقطت من يده ورقة الإرهاب التي يهدد بها العالم ويزعزع بها الاستقرار.
 
واختتم باسم الشعبي حديثه قائلاً: يمكن القول إن السحر انقلب على الساحر، وأصبح صالح وحلفاؤه في مرمى نيران التحالف العربي، وأصبحت أذرعه الإرهابية تتلقى الهزائم في الجنوب، وبذلك فإنه يخسر المعركة لمصلحة قوى الثورة والمقاومة جنوباً وشمالاً ولمصلحة يمن اتحادي جديد
 
 
 


التعليقات