انسداد في مسار الحل السياسي وجمود عسكري في اليمن
- القدس العربي - راكان الجبيحي الجمعة, 29 يوليو, 2016 - 06:02 مساءً
انسداد في مسار الحل السياسي وجمود عسكري في اليمن

[ ارشيفيه ]

أيام مضت على استئناف عملية المشاورات في مرحلتها الثانية بين وفد الحكومة الشرعية في اليمن ووفد جماعة الحوثي وصالح المنعقدة أعمالها في دولة الكويت برعاية الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد دون احراز أي تقدم يُذكر.

مشاورات لم تؤت اُكلها بأية نتيجة في مرحلتها الاولى خلال الأشهر الماضية من انعقادها وواكبتها المرحلة الثانية التي اخذت ذات الطابع السلبي في مسألة التقارب بين الاطراف، وذلك وبحسب مراقبين نتيجة مراوغة وفد الحوثي وصالح بعدم الرجوع إلى المرجعيات المتفق عليها المتمثلة بالقرار الأممي 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.

وفد الحكومة الشرعية أبدى في وقت سابق موافقته على استئناف المشاورات شريطة التزام الطرف الآخر بالمرجعيات ووضع جدول زمني لا تتجاوز الاسبوعين والتي اوشكت على الانتهاء، وهو ما أبدى المبعوث الأممي ولد الشيخ موافقته عليه، والتزامه بتطبيق الطرف الاخر لاجندة الاتفاق وفق المرجعيات. 

الكويت بدورها اتخذت موقفاً ازاء المشاورات التي ما زالت تستضيفها في جولتها الثانية، والتي لم تحرز أي تقدم او تعط بوادر ايجابية منذ اكثر من شهرين، فشرعت على اتخاذ جدول زمني محدد إقصاه اسبوعان للاستضافة، وغير ملزمة لاستمرار المشاورات أياً كانت طابعها وقالبها المتذبذب.

عبثية المشاورات وجمود عسكري

ويستمر وفد الحوثي وصالح في مراوغتهم بعدم الخوض في مشاورات مبنية على أسس المرجعيات المتفق عليها، والاستمرار في رهانهم العبثي إلى شرعنة انقلابهم من خلال السير في اتجاه تشكيل حكومة وطنية قبل الشروع في تنفيذ بنود المرجعيات الأساسية، علاوة على رفضهم الصارم منذ البداية الاعتراف بشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي. 

مراقبون تحدثوا لـ«القدس العربي» ان المشاورات كُتبت نهايتها وفشلها منذ اليوم الاول من المرحلة الاولى، وأنها مرهونة بالنتيجة التي أفضت إلى ما آلت اليه من اوضاع على كافة الأصعدة في ظل ركود عسكري من قبل الحكومة الشرعية ودول التحالف وعدم التصعيد كوسيلة ضغط على الطرف الآخر لإلزامه بالاتفاقات. 

الصحافي والمحلل السياسي نبيل البكيري تحدث عن ان المشاورات فاشلة مسبقاً ولا يمكن البناء عليها أي شيء ايجابي مطلقاً، وذلك من خلال النظر إلى المقدمات التي تؤتي بالنتائج.

الكاتب عبدالله اسماعيل تحدث عن ان المشاورات كُتبت نهايتها وفشلها منذ اليوم الأول في المرحلة الأولى ولم يحدث أي تقدم على أي مستوى أو مسار من مساراتها، ولعل أهم نجاحاتها هو الاستمرار لأثنين وسبعين يوما. 

معادلة صفرية

وعلى الرغم من التنازلات وحسن النوايا التي يبديها وفد الحكومة الشرعية وكذلك دول التحالف والتعاطف الذي يبديانه أمام طاولة المشاورات للوصول إلى حل سلمي وتوافقي وفق المرجعيات، إلا ان وفد الانقلاب يميل إلى الاستقواء والالتفاف واللعب على الأوراق مندفعاً من خلفية عبثية ومستقوية حتى على الصعيد السياسي. 

الكاتب عبدالله اسماعيل تحدث انه ومع بداية الشوط الثاني من المشاورات تأكد ان الجميع يلهث وراء مشاورات عبثية ومعادلة صفرية مع جماعة ليس لديها استعداد للتفاوض على اي مكاسب سياسية بل التفاوض للاحتفاظ بمكتسباتها العسكرية والبحث عن شرعية لوجودها المنقلب على الشرعية. 

ويرجح اسماعيل ان الصوت الأعلى اليوم هو لمعارك التحرير في كل الجبهات وتفعيل التصعيد العسكري كضغط ضروري ان لم يكن أمراً حاسماً لا بديل عنه، معتقداً ان الرهان لا بد ان يعود مجدداً للرفض الشعبي والإرادة الشعبية التي هي اساس هزيمة أي مشروع.

وهو ما يتطلب من الحكومة الشرعية ودول التحالف إعادة النظر في سبل الحلول ولملمة الاوضاع بشكل تسلسلي وحاسم على كافة الاصعدة. 

المحلل السياسي البكيري قال انه يلزم في مرحلة ووقت حرج كهذا ضرورة لملمة الشرعية لكيانها العسكري والسياسي والاقتصادي بشكل عام كحلول بديلة وممكنة وتوجيه كل ذلك باتجاه الحسم العسكري.

فيما يبرهن الكاتب اسماعيل على انه «على الرغم من اهمية ومحورية التحالف العربي إلا اننا يجب إلا ننسى ان المعركة هي معركة اليمنيين انفسهم، وانا على يقين من ان التحالف العربي ما زال متماسكاً حتى الان ويدرك اهمية ابقاء الخيار العسكري مفتوحاً وقريباً». 

تدخل دولي للحسم 

تحركات عربية ودولية دخلت بالخط، وذلك لوضع حد لعبثية المشاورات، وايجاد حل سياسي عاجل وفق المرجعيات المتفق عليها،، في ظل تصلب الاطراف بمواقفهم، الامر الذي قد تفرضه قوى واطراف دولية بالزام الاطراف بالتوقيع على حل للازمة يلزم الجميع الاخذ به. 

المحلل والباحث العسكري علي الذهب بدوره تحدث قائلاً « يراهن وفد الانقلاب على الوقت والتحولات الاقليمية والدولية التي قد تحدث؛ بحيث تكون نتائجها لمصلحتهم على ذات نهج المفاوضات السورية التي استطال أمدها. 

ويقول علي الذهب انه في حال لم تحقق المفاوضات نتائج موصولة بمرجعياتها ممثلة بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن؛ فإنها، حتما، سنفشل، حتى وان جرى التوقيع على اتفاق يخالف ذلك يكون مفروضا على الجمبع أو على طرف من قبل أطراف دولية معروفة بحسب قوله.

الباحث الذهب تحدث عن ان الأيام القليلة المقبلة قد تحمل مفاجآت غير ما في حسبان البعض لا سيما بعد تحديد الكويت سقفا زمنيا للمفاوضات على أرضها وتحرك أربع دول لفرض حل للأزمة يلزم الجميع الأخذ به.


التعليقات