هل يجبر بدء الحسم العسكري مليشيا الحوثي على الخضوع لقرارات الشرعية الدولية ؟
- وئام عبدالملك - خاص الثلاثاء, 09 أغسطس, 2016 - 09:50 مساءً
هل يجبر بدء الحسم العسكري مليشيا الحوثي على الخضوع لقرارات الشرعية الدولية ؟

بعد إنهاء مشاورات الكويت بين الأطراف اليمنية، وفشلها في التوصل إلى نتائج إيجابية، جراء رفض المليشيا الانقلابية التوقيع على رؤية الأمم المتحدة، أعلن اليوم الثلاثاء 9 أغسطس/آب، رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش اليمني الموالي للشرعية محمد المقدشي، بدء مرحلة الحسم العسكري في البلاد لاستعادة الشرعية، ودحر الانقلاب.
 
وأكد أن العملية العسكرية "التحرير موعدنا"، التي أُعلن عنها يوم السبت 6 أغسطس/آب، تهدف إلى استعادة الشرعية، لافتا إلى أنها ستشمل عدة مناطق أخرى باتجاه البيضاء وذمار وصعدة معقل مليشيا الحوثي الانقلابية.
 
واعتبر مراقبون تحدثوا لـ(الموقع بوست) أن ما يجري على الأرض، هو معارك من أجل الضغط استعدادا لجولة المشاورات القادمة، وهو ما يعني أن كل طرف سيسعى للقبض على أوراق عدة، من أجل تحسين موقعهم التفاوضي.
 
وأكدوا أن التحالف العربي الذي يسعى للتوصل إلى حل سياسي مع مليشيا صالح والحوثي الانقلابية، هو المخوّل بتحديد مسار معركة صنعاء، فإما أن يتم إنهاء الانقلاب، أو كسر شوكتهم لإضعافهم للقبول بالجلوس على طاولة المشاورات.
 
وفي تطور لافت ومع تصاعد وتيرة المعارك في محيط صنعاء، أبلغ التحالف العربي الأمم المتحدة تعليقه للرحلات من وإلى مطار صنعاء الدولي لمدة 72 ساعة، تزامنت مع قصف عنيف مكثف، استهدفت به مقاتلات التحالف مواقع ومعسكرات واقعة تحت سيطرة الانقلابيين.
 
معارك استعادة صنعاء
 
من جانبه قال مدير إدارة الصحافة والنشر في المركز الإعلامي للقوات المسلح اليمنية بكيل عفيف، آن المعارك التي يخوضها الجيش الوطني هي هجومية، بعد أن تم فصل المسار السياسي عن الميداني منذ انطلاق مشاورات الكويت.
 
وأكدا لـ(الموقع بوست)، أن تلك الخطوة أفسحت المجال أمام القوات المسلحة، ولم يعد هناك خيار سوى الاستعداد والتجهيز لمعركة صنعاء، والتي تم البدء الفعلي فيها، مشددا على أنها "ستستمر حتى تحقيق أهدافها".
 
واعتبر عملية "التحرير موعدنا" التي بدأت قبل أيام، بمثابة الإعلان الرسمي عن بدء عملية تحرير صنعاء، لافتا إلى أن التجهيزات العسكرية الضخمة التي تم التحضير لها طوال الفترة الماضية، هي كفيلة للتأكيد على أن "صنعاء" باتت واحدة من أهم أهداف العملية العسكرية الحالية.
 
كما بين "عفيف" أن قبائل حزام صنعاء، متواجدة وبقوة في المعارك التي تخوضها الشعرية ضد الانقلابين، وأكد أنها تشكل الجناح الشعبي للقوات المسلحة اليمنية.
 
"تعز" ورقة المساومة
 
وفي الوقت الذي تقدمت فيه قوات الشرعية المسنودة من التحالف العربي، في مديرية نهم شرق العاصمة صنعاء، استماتت المليشيا الإرهابية الانقلابية لإحراز أي تقدم على الأرض في تعز.
 
عن ذلك قال المحلل السياسي فيصل علي، إن العاصمة صنعاء، لا تشكل عمقا استراتيجيا ولا جيوسياسيا في البلد، بقدر ما هي رمزا للشرعية، لوجود أغلب مؤسسات الدولة فيها، على العكس من تعز التي تعد أهم محافظات اليمن، لتحكمها إداريا في مضيق باب المندب أحد أبرز الممرات المائية في العالم، والذي تمر منه الطاقة والتجارة الدولية، وكذا ميناء المخاء والذي يعد واحدا من اهم الموانئ في البحر الأحمر.
 
موضحا لـ(الموقع بوست)أن موقع تعز الاستراتيجي جعل المليشيا الانقلابية، تتخذ منها ورقة مساومة للضغط على الشرعية وحلفائها، فإذا ما تم قصف صنعاء وتحريرها، سيكون الرد القاسي في تعز.
 
وقلل "علي" من أهمية الضغوطات التي يمكن أن يمارسها الغرب، لمنع سقوط صنعاء، مؤكدا أن الضغوط تؤثر، لكن إن تم تجاوزها من قبل الشرعية والتحالف العربي، فلن يثير ذلك المجتمع الدولي، الذي يؤمن بالطرف القوي المتواجد على الأرض.
 


التعليقات