تحديات وفرص نجاح عملية ضم المقاومة الشعبية بتعز للجيش الوطني (تقرير)
- وئام عبدالملك - خاص الأحد, 18 سبتمبر, 2016 - 09:47 مساءً
تحديات وفرص نجاح عملية ضم المقاومة الشعبية بتعز للجيش الوطني (تقرير)

منذ أشهر عديدة واصلت المقاومة الشعبية الموالية للسلطات الشرعية في تعز، مطالباتها بدمجها ضمن مؤسستي الجيش والأمن في البلاد؛غير أن خيار الدمج يسير ببطء قد يبدو كبيرا، بسبب العقبات التي تواجه البلاد في العديد من المجالات.
 
وسبق أن صرح مسئولون رفيعون في السلطات الشرعية اليمنية بضرورة دمج المقاومة الشعبية في مؤسستي الجيش والأمن، بالتوازي مع مطالبات متواصلة من قبل أفراد المقاومة المقاتلين في الجبهات بسرعة دمجهم.
 
وعلى هذا الصعيد يقول العقيد الركن منصور الحساني، الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري التابع للجيش الوطني في تعز إن" ثمة إنجاز قد تم في إطار دمج المقاومة الشعبية في مؤسستي الجيش والأمن".
 
وأضاف في تصريح مقتضب لـ(الموقع بوست) نعمل في هذا الاتجاه، وقد أنجزنا شوطا لا بأس به في تجنيد وترقيم أفراد المقاومة الشعبية بتعز، مشيرا إلى أن ذلك تم بشكل متوازٍ مع تقسيم مسرح العمليات في المحافظة بين الألوية، مع تحديد النطاق الجغرافي لكل لواء.
 
واختتم الحساني حديثه بالقول: "سنبدأ بتشكيل وهيكلة الألوية في القريب العاجل، دون ذكر المزيد من التفاصيل.
 
وفي 11 سبتمبر/أيلول الجاري، كشف العميد عبدالرحمن الشمساني قائد اللواء 17 مشاة لـ(الموقع بوست) عن اتفاق كامل بين قيادة الجيش الوطني والمقاومة والسلطة المحلية يقضي بدمج المقاومة ضمن اللواء 35 مدرع، واللواء 17 مشاة، واللواء 22 ميكا، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي ونائبه الفريق علي محسن الأحمر، وقيادة القوات المسلحة.
 
وأشار إلى أن قوات الجيش الوطني في الجبهة الغربية في المحافظة، بدأت باتخاذ الخطوات الأولى لدمج أفراد المقاومة ضمن الوحدات التابعة للجيش.
 
ومن شأن دمج المقاومة الشعبية بتعز بالجيش، أن يقضي على كافة الاختلالات الأمنية، ويحمي مكوناتها من التحول إلى مليشيا تثير الفوضى ولا تساعد على الاستقرار، كما تعد خطوة نحو بناء جيش وطني قوي، قادر على القيام بمتطلبات الدولة المدنية التي يتساوى فيها الجميع أمام القانون، وكذا الاضطلاع باحتياجات مرحلة استكمال تحرير المحافظة.
 
عوائق وتحديات
 
وفي هذا السياق ذكر المحلل السياسي رشاد الشرعبي أن هناك قرارا رسميا صادرا عن رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بدمج فصائل المقاومة في الجيش الوطني، ولا بد أن يحدث ذلك وفق معايير وطنية ومهنية عسكرية، وبناء الجيش وفق عقيدة عسكرية وطنية بعيدا عن التشكيلات غير الوطنية.
 
وتابع لـ( الموقع بوست): "يكفي ما عانيناه سابقا من شللية وعصبوية مناطقية وأسرية للجيش، والتي أدت إلى تفككه وتحول  جزء منه لأداة بيد شخص وأسرته(في إشارة إلى الرئيس المخلوع صالح)، وتم تسليم قيادة لجماعة مسلحة عصبوية خاضعة لأجندة خارجية تتعارض مصالحها مع مصالح اليمن وشعبه".
 
وعن التحديات التي ستواجه عملية دمج المقاومة الشعبية بالجيش، يرى المحلل السياسي اليمني، أن التحدي الأبرز يتمثل بالخلاص من الانقلاب، وإنهاء اختطاف مؤسسات الدولة من قبل جماعة الحوثي وصالح، وتحرير محافظة تعز، ومن ثم اليمن بأكملها.
 
ولفت إلى إمكانية ظهور العديد من المنغصات للحيلولة دون عملية الدمج، لكنها كما يرى" الشرعبي"، لن تكون إذا توفرت الإرادة الصادقة، والإمكانيات اللازمة لمثل هذه العملية المهمة، ولن ترقى إلى مستوى تحديات كبيرة تعرقل مثل هذه الخطوة المهمة، التي عليها إجماع من كل فصائل المقاومة والقوى الفاعلة في تعز.
وفي هذا الإطار يعتقد الخبير العسكري علي الذهب، أن من المبكر الحديث عن عملية دمج المقاومة بالجيش الوطني في تعز، لافتا إلى تجربة محافظة عدن في هذا الجانب والتي كانت" ناجحة نوعا ما"،  لكنها لم تجرِ إلا بعد أن طهرت المدينة من مقاتلي الحوثيين والمخلوع صالح. حد قوله.
 
وأضاف في حديثه لـ(الموقع بوست): "أن هناك عوائق أخرى تتمثل بالتباين الفكري بين جماعات المقاومة الشعبية، وأهداف كل منها من المعركة التي تخوضها".
 
كما تبرز عقبة أخرى مهمة، حسب الخبير العسكري اليمني، تكمن في ارتباط جماعات المقاومة بجهات تمويل خارجية؛ بحيث تجعل من الموافقة على الدمج مقيدا؛ لأنه يفقدها التأثير في مجريات ما يجري في البلاد، ويسقط ورقة ضغط من أيديها.
 
أهمية دمج المقاومة
 
من جهته أكد الكاتب والصحافي محمد اللطيفي أن دمج المقاومة الشعبية بالجيش الوطني مهم في إطار تلافي أي تداعيات سلبية لصراعات قد تنشأ بعد تحرير تعز، وحتى لا تتكرر تجربة محافظة عدن المريرة بعد أن أضحت بعض الفصائل التي تتحكم الآن بعدن ، عمليا، لا تدين للولاء للشرعية،  وأصبح لها أجندة خاصة، تصب في النهاية بعيدة عن اليمن الاتحادي الذي تناضل من أجله المقاومة.
 
واقترح في حديثه لـ(الموقع بست)، أن تسبق عملية الدمج شروط، منها إعادة تهيئة الجيش الوطني لتعز، وتعريفه بشكل صحيح، وهيكلته بطرق واضحة، ثم وضع معايير واضحة لتوظيف أفراد المقاومة في إطار الجيش؛ لضمان عملية سير الدمج بطريقة صحيحة.
 
ووفقا للكاتب" اللطيفي" فإن الإرادة السياسية ما زالت رهينة التردد والتخوفات، وعملية الدمج بحاجة لإرادة سياسية واضحة وقوية.
 
الجدير بالذكر أن فصائل المقاومة الشعبية بتعز التي تشكلت في تعز عقب أشهر قليلة من اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء، تضم مسلحين قبليين، وشبان من مختلف التوجهات.
 


التعليقات