يمنيون يشكون ابتزاز الخطوط الجوية اليمنية واستغلالها لمعاناتهم (تقرير)
- متولي محمود - خاص الاربعاء, 28 سبتمبر, 2016 - 10:35 مساءً
يمنيون يشكون ابتزاز الخطوط الجوية اليمنية واستغلالها لمعاناتهم (تقرير)

[ وقفة احتجاجية للطلبة اليمنيين في مصر ضد قرار "اليمنية"رفع اسعار تذاكر الطيران - إرشيف ]

ضاعفت الخطوط الجوية اليمنية، أسعار تذاكر السفر الخارجية بصورة غير مبررة، لتسجل أربعة أضعاف، ما كانت عليه في العام الماضي.
آ 
جاء ذلك بعد استئناف "اليمنية" رحلاتها الجوية الخارجية، بعد توقف بسبب الحظر الجوي الذي فرضته قوات التحالف العربي على الأجواء اليمنية.
آ 
وقال مواطنون إن أسعار التذاكر إلى العاصمة الأردنية عمّان ارتفعت من 300 دولار في العام الماضي لتصل 1500 دولار، من دون أي مسوغ قانوني، في حين لم يصدر أي تعليق من مجلس إدارة الشركة.
آ 
ويرى مراقبون أن رفع الأسعار على هذا النحو بهدف تغطية الخسائر التي منيت بها "اليمنية" بعد توقفها منذ بدء الحرب على الانقلابيين.
آ 
وقالت الخطوط اليمنية في وقت سابق، إنها تكبدت خسائر كبيرة منذ توقفها، وصلت إلى مرحلة عدم القدرة على دفع رواتب موظفيها البالغين 4 آلاف موظف.
آ 
ويضطر المواطنون اليمنيون لدفع هذه التكاليف، فضلا عن أجور أخرى تفرضها المطارات الشقيقة، دون أن تحرك السلطات اليمنية الشرعية ساكنا، علما بأن معظم المسافرين إما مرضى أو طلاب مبتعثين.
آ 
وأفاد ناشطون إن ما تقوم به "اليمنية" لا يعدو عن كونه جشعا، وفي ظل غياب أي ضغوط حكومية أو شعبية، علما بأن طائراتها تتزود بالوقود "مجانا" في مطار بيشة السعودي، فضلا عن الصيانة الدورية المجانية للطائرات.
آ 
وأضاف الناشطون إن الخطوط اليمنية تستغل احتكارها للرحلات من وإلى اليمن، بعد توقف جميع شركات الطيران العالمية على إثر الحرب الدائرة في البلاد.
آ 
وناشد مواطنون رئيس الجمهورية وحكومته، وضع حدا لمعاناتهم، متسائلين: آ "ألا تكفي معاناة الحرب منذ عامين، ليستغل هوامير المال المرضى والمعوزين؟!"
آ 
احتكار وتسيب بالمواعيد
آ 
في عام ٢٠١٤ وإبان سقوط صنعاء، كان لقطاع السفر النصيب الأكبر من التداعيات، حيث قامت منظمة الاياتا بإغلاق أنظمتها في اليمن، وعلقت كل شركات الطيران العالمية رحلاتها إلى اليمن، لتحتكر اليمنيه جميع الرحلات من وإلى اليمن.
آ 
وقال "هزاع بشر" موظف سفريات سابق: كانت بداية المأساة التي تحمل أعباءها المواطن اليمني البسيط الذي يذهب إلى العلاج والطالب الذي هو مضطر للذهاب للتحصيل العلمي، بالإضافة إلى رسوم فيزات فرضتها الدول التي مثلت وجهة السفر الأولى، ومنها إلى باقي دول العالم، حتى أولئك الذين لديهم وجهة إلى دول أخرى عبر أراضي هذه الدول.
آ 
وأضاف "بشر" لـ(الموقع بوست): "لقد تضاعف سعر التذكرة إلى أربعة أضعاف، مقارنة بأسعار عام 2014، فضلا عن التلاعب بالحجوزات من قبل مكاتب الطيران المتواجدة بالسوق، حيث يصل سعر المقاعد بين ١٠ ألف إلى 20 ألف ريال، فيما يكلف الحصول على فيزا للأردن تتراوح بين ١٠٠-١٥٠ دولار".
آ 
وتابع: "أما بالنسبة لمصر، انتشرت في السوق تجارة التقارير الطبية، والذي يوصل سعرها إلى ٣ ٠٠دولار، يضاف إليها أعباء يتحملها المريض أو الطالب الذي وجهته إلى دولة أخرى بسبب تأخر رحلات "طيران اليمنية" أو إلغاء رحلاتها، حيث يضطر إلى تعديل الحجز ودفع رسوم إضافية".
آ 
وأردف قائلا: "يحدث أحيانا أن تصل الرحلة متأخرة، بسبب التسيب وعدم الالتزام بالمواعيد، حيث تكون الرحلة التالية قد غادرت، وهنا يتعرض المسافر للإهانة في المطار، وأحيانا يعاد إلى اليمن".
آ 
استغلال لا إنساني
آ 
الصحفي والناشط "موسى العيزقي" يرى أنه لا يوجد أي مبرر لشركة "اليمنية" لرفع أسعار التذاكر بنسبة 400 %، فالوقود الذي يشكل نصف قيمة التذكرة تأخذه "اليمنية" من مطار بيشة بالمجان وعلى نفقة السلطات السعودية في كل رحلاتها.
آ 
وأضاف "العيزقي" لـ(الموقع بوست): "ارتفاع أسعار تذاكر الطيران بهذا الشكل الجنوني يحمل المواطنين فوق طاقتهم، خاصة أن المسافرين إلى مصر (مثلا)آ  معظمهم إما من المرضى وكبار السن الذين يذهبون للعلاج فى القاهرة وظروفهم النادية صعبة جداً، أو طلاب ذاهبون للدراسة في الخارج أو عائدون منها لقضاء إجازتهم الدراسية، وكلاهم لا تسمح ظروفهم لدفع هذا الجنون، خصوصا في ظلآ  الظروف الصعبة وحالة الحرب الذي يعيشه اليمن".
آ 
وتابع قائلا: "نتمنى من الحكومة الشرعية أن تتحرك وتضع حدا لمعاناة الناس ومأساة الطلاب والمرضىآ  جراء هذا الاستغلال الغير مبرر من قبل طيران اليمنية، والذين يستغلون احتكارهم للرحلات، بدلا من خدمة أبناء وطنهم في هذه الظروف الاستثنائية، حيث والوقود مجانا".
آ 
وأردف: "سبق وأن أثرنا هذا الموضوع مرارا، ونظمنا مع بعض الشباب والناشطين هنا وقفات احتجاجية أمام مقر الشركة بالقاهرة، لكن دون جدوى، حيث قدم المسؤولون وعودا لم يطبق منها شيئا سوى خصومات رمزية لا تكاد تذكر".
آ 
معاناة متسلسلة
آ 
هناك أعداد كبيرة من المسافرين اليمنيين عالقين خارج الوطن يحلمون بالعودة، ولا تغطي مصاريفهم قيمة التذاكر التي تضاعفت إلى أرقام جنونية.
آ 
وقالت "أنيسة الحمزي" ناشطة: "هناك مواطنين دفعوا أغلى ما عندهم لتجميع تكاليف العلاج في الخارج، غير أن تكاليف الرحلة باتت هي الأخرى عبئا كبيرا، وتشكل عائقا أمام مسيرة علاج مكلفة، تعذرت داخل وطن أنهكه الموت".
آ 
وأضافت "الحمزي" لـ(الموقع بوست): "أغلب المسافرين هم مرضى أجبروا على تحمل مشقة السفر إلى الخارج، لكنها لم تكتمل. لقد سرق الاستغلال السيء آمالهم في الشفاء، محتكرين خدمة المواطن الملقاة على عاتقهم، للاسترزاق".

وتابعت: "معاناة المرضى المسافرين لا تتوقف هنا، إذ يتفاجئ المسافر بمبالغ تصل 300$ تفرضها كلا من مصر والأردن كضمانات، ناهيك عن الإهانة التي يتلقونها في مطارات تلك الدول، بسبب التلاعب بمواعيد الرحلات، أو إلغائها في أحيان أخرى. كل هذا يحدث دونما أي تحركات لمسؤول يمني لإيقاف هذه المتسلسلة من المعاناة".
آ 


التعليقات