التصعيد في باب المندب .. هل يفتح آفاقا للحسم العسكري أم ورقة جديدة للانقلابيين؟ (تقرير)
- وئام عبدالملك - خاص الاربعاء, 05 أكتوبر, 2016 - 12:15 صباحاً
التصعيد في باب المندب .. هل يفتح آفاقا للحسم العسكري أم ورقة جديدة للانقلابيين؟ (تقرير)

قُبيل التحضير لمشاورات السلام اليمنية، ارتفعت وتيرة التصعيد في مضيق باب المندب الواقع جنوب البحر الأحمر، بعد أن استهدف الانقلابيون السبت الماضي 1 أكتوبر/تشرين الأول، السفينة الإغاثية الإماراتية "سويفت" في ممر الملاحة الدولي.
 
وأرسلت البحرية الأمريكية على إثر هذا الهجوم، ثلاث سفن حربية إلى الجزء الجنوبي من مضيق باب المندب، وفقا لمسئولين بوزارة الدفاع الأمريكية، تحدثوا لقناة "فوكس نيوز"، وترجمه (الموقع بوست).
 
كما استنكرت عدة دول ذلك العمل الذي وصفته الحكومة الشرعية والتحالف العربي بـ"الإرهابي"، وأدانته الخارجية الأمريكية، مؤكدة أن تلك الأعمال الاستفزازية تخاطر بتفاقم الصراع الحالي، وتحدّ من احتمالات التوصل لتسوية سلمية.
 
بدورها أكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، أن استهداف السفينة المدنية، سيكون له انعكاسات خطيرة على حرية الملاحة، إذا مااستمرت المليشيا بانتهاج أساليب القرصنة البحرية.

محاولات سابقة
 
الصراع في محيط مضيق باب المندب الذي تم تحريره في أكتوبر/تشرين الأول 2015، لم يكن وليد اللحظة، إذ عملت مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية طوال الأسابيع الماضية، على التصعيد في الجبهات المطلة على الممر الدولي، كحيفان وذوباب، وكهبوب، لكنها لم تنجح في تحقيق مكاسب إستراتيجية.
 
وعدَّ مراقبون ذلك التصعيد الذي تزامن مع اقتراب جولة جديدة من المشاورات، وتقدم الشرعية في عدة جبهات على الأرض، كصنعاء وتعز، وكذا عودة الحكومة الشرعية إلى العاصمة المؤقتة عدن، فضلا عن نقل البنك المركزي الذي يمكن أن يستفيد من عوائد المضيق، محاولة لرد الضربة القاسية التي تعرضوا لها مؤخرا، وفتح جبهة جديدة لتخفف عنهم من وقع تلك الضربات، ومحاولة إحراج التحالف والشرعية الذين يتكفلان بحماية المضيق إلى جانب عدد من الدول. 
 
وبعد يومين فقط من الهجوم على السفينة الإماراتية، حذرت مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية أي سفينة من اختراق المياه اليمنية، لأي سبب "دون إذن مسبق"، وفقا لوكالة "سبأ" الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وهو الأمر الذي يثير السخرية؛ لوجود إجماع دولي حول ضرورة حماية المضيق، ويطرح سؤالا حول قدرة الانقلابيين على استهداف السفن، وتهديد الملاحة الدولية، على الرغم من حديث مسئولين أمريكيين عن تزويد إيران للحوثيين بصواريخ يمكن إطلاقها من على الكتف لاستهداف السفن، ما يدل على إمكانية تكرار مثل ذلك الهجوم.
 
فرصة للشرعية والتحالف
 
ونظرا لأهمية مضيق باب المندب الذي يمر عبره ما يربو على 4.7 ملايين برميل نفط خام يوميا، تمثل نحو 5.4% من إجمالي إنتاج العالم من الذهب الأسود، وفق تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، وكذا ما نسبته 57% من النفط الذي تصدره الدول العربية، وأبرزها دول الخليج الغنية بالنفط، بالإضافة إلى 12% من إجمالي التجارة الدولية فإن ذلك يعزز من دور التحالف الذي يقوم- إلى جانب دول عدة- بحماية الملاحة البحرية.
 
وبذلك يمكن أن تكون الحديدة والمخا الواقعة غرب تعز، مسرحا لتصفية الحسابات مع الانقلابيين الذي يسعون لتحويل المعركة إلى اقتصادية مع المجتمع الدولي، ومواصلة خنقهم من قبل التحالف والشرعية، نظرا لاعتمادهم على تلك السواحل للحصول على السلاح، وتحرير تلك المنطقتين لتأمين ممر الطاقة الدولي المهدد، خاصة مع سيطرة الحوثيين على الساحل الجنوبي من الخوخة وحتى المخا.
 
وهي المعركة التي لن يكون الانقلابيين قادرين على خوضها، نظرا لافتقارهم للقوة البحرية، وتكثيف الحماية من قبل التحالف والشرعية والعالم لمضيق باب المندب، الذي يعد خطا أحمر بالنسبة للمجتمع الدولي، وبعد توالي هزائمهم على الأرض في مختلف الجبهات، الأمر الذي جعلهم يخسرون الكثير من قوتهم.
 
منحى خطر
 
وعلى هذا الصعيد قال الخبير العسكري علي الذهب إن الانقلابيين كثيرا ما ادعوا استهدافهم لسفن حربية تابعة للتحالف العربي، لكن التحالف الذي تقوده السعودية" لم يعلق بتاتا على أي منها، ما يؤكد مزاعم الحوثيين فيما ادعوه سابقا".
 
وأضاف في حديثه لـ(الموقع بوست) أن هذه الواقعة تأخذ العمليات منحى أخطر، تتكشف معها تطور قدرات الحوثيين الاستخباراتية والفنية والقتالية في البحر، وحصولهم على دعم مادي واستخباري خارجي، وأنهم قادرون على إثارة تهديدات جديدة ضد قوات التحالف في البحر الأحمر وخليج عدن.
 
كما عدّها الخبير العسكري اليمني محاولة جريئة؛ لإثبات قدرتهم على نقل المعركة إلى البحر، وإثبات فشل التحالف في فرض الحصار، خاصة في ظل بقاء أجزاء كثيرة من الساحل الغربي اليمني تحت سيطرتهم في كل من تعز والحديدة.
 
كسر العزلة
 
بدوره قال المحلل السياسي ياسين التميمي "إن حادث الاعتداء على السفينة الإماراتية، جاء غداة تصعيد إعلامي من جانب المتحدث باسم ميلشيا الحوثي ضد الإمارات على وجه الخصوص، على نحو يبعث على الاعتقاد بأن هذه الهجوم يأتي في سياق تبادل الرسائل السيئة بين الإمارات والانقلابيين، بعد أن ظلت أبوظبي بعيدة عن  الاستهداف المباشر من جانبهم".
 
وعن دوافع الانقلابيين وراء هذا التهديد الذي وجهوه للملاحة البحرية، أكد "التميمي" لـ(الموقع بوست) أنه" محاولة يائسة، لكسر العزلة السياسية المفروضة عليهم في هذه المرحلة.
 
ويأتي هذا في سياق التشبث المفضوح باستمرار عمليات التهريب واسعة النطاق للمخدرات والأسلحة والبضائع الفاسدة، التي ظلت جزء أصيلاً من النشاط غير المشروع للمخلوع صالح طيلة فترة حكمه وحتى اليوم، حد قوله.
 


التعليقات