هل تتجه اليمن نحو الحسم العسكري أم الحل السياسي؟ (تقرير خاص)
- وئام عبدالملك - خاص السبت, 26 نوفمبر, 2016 - 10:30 مساءً
هل تتجه اليمن نحو الحسم العسكري أم الحل السياسي؟ (تقرير خاص)

تتجه الشرعية في اليمن المسنودة من التحالف العربي، نحو الحسم العسكري، عقب انسداد أفق الحل السياسي في البلاد، لعدم التزام الحوثيين بمرجعيات أي حل سلمي لأزمة اليمن، وأبرزها قرار 2216، وإصرارهم على البدء بالحل السياسي قبل تسليم السلاح.
 
وإزاء هذا التوجّه يتحرك المجتمع الدولي، المتهم بدعم الانقلابيين وعدم الضغط عليهم لتنفيذ القرارات الأممية الصادرة بشأن اليمن، ويدفع باتجاه الحل السياسي، لإنقاذ الانقلابيين.
 
جهود كثيرة تمت لأجل ذلك، أبرزها مبادرة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التي ركزت على تشكيل حكومة وحدة وطنية، قبل نزع سلاح الانقلابيين، والتي تم ترجمتها في خارطة المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، الذي وصل اليوم السبت 26 نوفمبر/تشرين الثاني، إلى الرياض، لبحث الخارطة الأممية مع الجانب الحكومي الذي بحل يرتكز على المرجعيات، ومن المتوقع أن يقدم تحفظاته على الحل الأممي خلال أيام.
 
وقالت مصادر حكومية إن" ولد الشيخ" سيصل خلال يومين إلى عدن، للقاء بالرئيس هادي، بعد أن أبلغته الرئاسة اليمنية أن بإمكانه الالتقاء به في عدن.
 
مؤشرات الحسم العسكري
 
ويبدو أن تلك المحاولات الأممية اليائسة لن تحرك الركود الذي يشهده الحل السياسي، مع الإصرار على عدم إيجاد أرضية مناسبة لتهدئة، تحقق الاستقرار الدائم في اليمن.
 
ويقول مراقبون إن الشرعية في اليمن بعدم تعاطيها مع المبعوث الأممي وخارطته، وكذلك صدور التعيينات العسكرية الأخيرة، وتحديدا في المنطقة العسكرية الرابعة التي تضم( تعز، الضالع، لحج، عدن، أبين)، تؤكد أنها ماضية نحو الحسم، الذي بدأ منذ مساندة التحالف العربي بقيادة السعودية للشرعية، وتم على إثره تحرير عديد من المحافظات أبرزها عدن، والسعي في هذه المرحلة إلى تحرير باقي المحافظات، وخاصة السواحل اليمنية، وتعز التي تشهد معارك عنيفة متواصلة منذ أيام تمكنت خلالها الجيش الوطني من استعادة كثير من المواقع ااتي كانت خاضعة لسيطرة المليشيا الانقلابية.
 
ويتضح أيضا أن التحالف العربي بقيادة السعودية، يدعم إنهاء الانقلاب عسكريا، وبدا هذا جليا في موقفه الأخير الرافض لتمديد الهدنة جراء عدم التزام الانقلابيين بها، والتي كانت في التاسع عشر من الشهر الجاري، وكذا مواصلة دعم الجيش في مختلف الجبهات.
 
كذلك فإن فتح أكثر من جبهة ضد الانقلابيين، أدى إلى إنهاكهم، خاصة بعد أن دخلت المعارك مربع معقل الحوثيين بصعدة، وهو ما يعني سهولة الحسم عسكريا بعد أن تم أيضا محاصرتهم اقتصاديا بنقل البنك المركزي إلى عدن، وتضييق الخناق عليهم في تعز.
 
الحل المتاح أمام الشرعية
 
ويأتي قدوم الرئيس هادي إلى عدن- وفقا للمحلل السياسي عبدالرقيب الهدياني-  في سياق التخفف من الضغط الدولي، الذي يقوم به "ولد الشيخ"، في محاولة منه لقطع جهود الشرعية وتجهيزاتها للحسم العسكري.
 
ويضيف في حديثه لـ(الموقع بوست) أن هناك ترتيبات اتخذتها الشرعية في جبهات مختلفة في تعز، وصعدة، ومأرب، جميعها تشير إلى أن الحسم العسكري هو المتاح أمام الشرعية والتحالف، خصوصا بعد فشل الهدنة الأخيرة.
 
ويشير "الهدياني" إلى تحرك المجتمع الدولي لإنقاذ الانقلابيين، مؤكدا أن الأمور مرهونة بقدرة الشرعية على الصمود، وتجاوز الضغوط الدولية، لافتا إلى أن" حسما عسكريا محدودا سينجز في تعز خلال الأيام القادمة".
 
وتحدثت مصادر، يوم أمس الجمعة 25 نوفمبر/تشرين الثاني، عن وصول قوات عسكرية ضخمة إلى عدن،من المتوقع أن تسهم في تحرير محافظة تعز .
 
ويؤكد عديد من المحللين السياسيين، أن إنهاء الانقلاب يكون بتحرير تعز التي تمتلك موقعا جيوسياسيا مهما، فهي تطل على مضيق باب المندب الاستراتيجي، ويمكن عقبها دحر الحوثيين من كل المحافظات، واستعادة كامل الدولة.
 
تغير موازيين القوى
 
وبالنظر إلى سير المعارك على الأرض، يمكن القول إن الشرعية والتحالف لم يعد أمامهم الكثير من العقبات، بعد السيطرة على أكثر من 80% من أراضي الدولة، وصار ميزان القوة يرجح كفتهم.
 
وفقد الانقلابيون كثيرا من قادتهم ومسلحيهم أثناء المعارك، فضلا عن تدمير ترسانة الأسلحة المنهوبة من الدولة، وخسارتهم للحاضنة المجتمعية، جراء انتهاكاتهم المتواصلة بحق المدنيين.
 
كذلك فإنه من الصعوبة أن يتم إفراغ قرار 2216 من محتواه، وإبداله بقرار آخر، وبالتالي صار ذلك القرار هو أحد أهم الأمور التي يتكئ عليها الشرعية والتحالف، الذي صدر ذلك القرار عقب إعلان عاصفة الحزم، كنوع من التأييد لها.
 
سلبيات وإيجابيات
 
ويعتقد بعض المراقبين أن الحسم العسكري تأخر كثيرا، ولو أنه بدأ في وقت مبكر لكانت كلفته أقل، ولما نتج عنه شرخا اجتماعيا وإن كان بشكل محدود.
 
وبرغم الكثير من الانتقادات الموجّه للتحالف والشرعية، يرى آخرون أن التأخر في الحسم كان نتيجة لكثير من الضغوط التي تعرضوا لها، ويعتقدون أن التأخير جعل عديد من الدول تكشف عن أجندتها، وشعرت معه دول الخليج تحديدا بحجم الخطر الذي يهددها، باستمرار مشروع إيران التوسعي في المنطقة.
 
وكان من إيجابيات تأخر الحسم العسكري، تدريب جيش وطني عمل على كسر شوكة الحوثيين، وتطور الأداء السياسي للشرعية وحلفائها، على الرغم من جوانب القصور التي تعاني منها الحكومة الشرعية، وعدم تفعيل الدبلوماسية بالشكل المطلوب، والملائم لهذه المرحلة الحساسة في تاريخ اليمن.
 


التعليقات