حرض .. من منفذ تجاري الى ساحة حرب حولتها إلى ركام (تقرير ميداني +صور)
- حجة - أسامة فراج الجمعة, 09 ديسمبر, 2016 - 06:48 مساءً
حرض .. من منفذ تجاري الى ساحة حرب حولتها إلى ركام (تقرير ميداني +صور)

[ سكان المدينة يعيشون أوضاع انسانية مزرية بسبب الحرب ]

لم يكن يتوقع ابناء تهامة البسطاء وسكان حرض على وجه الخصوص أن تتحول حياتهم الامنة الى جحيم واستقرارهم الى تشرد ، بعد ان كانت الحركة التجارية والتعايش العام يسري في جسد جغرافيتها خلال السنوات الاخيرة، وذلك اثر إصرار المتمردين مع بداية انقلابهم المشؤوم على تحويل المدينة والمنطقة برمتها الى ساحة حرب عبثية ، مثلت كابوسا على عشرات الالاف من المدنيين فيها .
 
(الموقع بوست) زار المنطقة لينقل صورة مصغرة عن حال حرض ارضا وانساناً بعد مرور عامين من الانقلاب ، حيث التشرد والدمار والقتل للحياة برمتها .
 
موقع تجاري ومنفذ حيوي

الى الشمال من الوطن تتربع مديرية حرض التابعة ادريا محافظة حجة ، وتضم منفذا بريا مع الشقيقة السعودية ، شهدت خلال السنوات الخمس الاخيرة حركة تجارية ونهضة عمرانية كبيرة ، جعلت منها قبلة الالاف العاطلين الذين توفرت لهم فرص عمل متنوعة ، كمصدر دخل في ظل انعدام او شحة الامكانات الرسمية لاستيعابهم خاصة حاملي المؤهلات التعليمية .
 
بلغ تعداد بحسب تعداد 2004م السكاني ما يزيد عن أربعين الف نسمة موزعين على خمس عزل (حرض - بني حداد- الفج - الشعابية - العتنة) ، موقعها الجغرافي المهم ووجود منفذ الطوال البري فيها اكسبها اهمية سياسية واقتصادية بالغة حيث كان المنفذ من اهم موارد الدولة الاقتصادية والذي يدر عليها مبالغ مالية كبيرة سنويا ، الى جانب استيعابها لكم كبير من الاستثمارات المحلية المختلفة استوعبت الاف الايدي العاملة ..
 
ساحة حرب

رغم توسلات قيادة السلطة المحلية بمحافظة حجة للحوثيين إبان انقلابهم على الدولة في تجنيب حرض المديرية والمنفذ ويلات أي حروب مع الاشقاء حفاظا على السكان والحركة التجارية والاقتصادية فيها ، الا ان تلك التوسلات لم تجدي أمام الميليشيات التي اصرت على تحويل هذه الجغرافية الحيوية الى ركام واشباح .
 
وبحسب مصدر في محلي المحافظة - فضل عدم ذكر اسمه- فقد تم الاتفاق مع الحوثيين اكثر من مرة على عدم فتح اي جبهة حرب في المنفذ وحرض بشكل عام الا انهم لم ينفذوا اي التزام بهذا الشأن ، كما تلقينا اكثر من تحذير من قبل الجانب السعودي بتواجد مسلحين حوثيين في المنفذ ، ويهددون امن واستقرار المنطقة ،

مشيرا الى انهم ابلغوا الحوثيين بان تكون جبهتهم في الحدود بعيدة عن حرض وسكانها ، الا انهم رفضوا رغم انهم اعلنوا موافقتهم على ذلك في اجتماعهم مع السلطة المحلية ، ما يؤكد ان خلف الوعود ونقض الاتفاقات سمة بارزة في المتمردين مع كل الاطراف .
 
تشرد الالاف

وبسبب تصرفات المتمردين الهمجية وعدم مبالاتهم بمألات هذه التوجهات غير السليمة على المدنيين بل وصل بهم الحد استخدام المواطنين دروعا بشرية لحروبهم العبثية ، كل ذلك عمل على تشريد اكثر من نصف سكان المديرية الى المجهول حيث يعيشون اوضاعاً انسانية قاسية ، خاصة في ظل استحواذ المتمردين على المساعدات الدولية وتعطيل المنظمات المحلية التي كانت تساهم بشكل كبير في اغاثة المتضررين من الحروب .
 
وتشير إحصائيات ائتلاف منظمات المجتمع المدني بالمحافظة الى ان فتح المتمردين جبهة قتال في حرض عرض المنشآت المدنية للقصف والتدمير ، حيث دمرت ما يقرب من خمسين منشأة طبية خاصة وعامة ، فيما دمر (80) مطعماً و كافتيريا ، . و (30) ورشة سمكرة و حدادة  و ميكانيكا ، و (13) محل صرافة وبنك التضامن .

ويشير تقرير الائتلاف الى توقف (120) مزرعة حيوية انتاجية للمواطنين نتيجة نزوحهم من محلاتهم بسبب الحرب ، لافتا الى ان هذا الحجم من الدمار قد ضاعف من حجم البطالة الالاف العمال الذين كانت تضمهم هذه المؤسسات ..
 
 حرمان الدولة من عائدات المنفذ

ويضيف تقرير ائتلاف المنظمات الى ان تحويل حرض الى ساحة حرب ادى الى اغلاق المنفذ الحدودي والذي تعرض ايضاً لنهب ممتلكاته ومحتوياته ، الى جانب حرمان خزينة الدولة من مليارات الريالات التي كان المنفذ يدرها سنويا ، بالإضافة الى حرمان المواطنين للخدمات الحيوية التي كانوا يحصلون عليها من المنفذ .
 
وبحسب التقرير فقد استخدمت جماعة الحوثي المسلحة المنشآت العامة في تنفيذ عملياتها العسكرية ضد السعودية ، ما جعلها عرضة للقصف والتدمير الكامل من قبل طيران التحالف لتخسر المديرية جزءا كبيرا من بنيتها التحتية ان لم يكن كلها ..
 
الالغام .. حرب مؤجلة

عُرف عن المتمردين طيلة حروبهم المختلفة مع الدولة والقبائل بأنهم لا يخرجون من منطقة سيطروا عليها الا بعد ان يزرعوا كل شبر فيها  بالألغام في الطرقات والمنازل والمؤسسات والمزارع بصورة عشوائية ، تعكس هذه الصورة مدى الحقد الذي وصلت اليه هذه الجماعة ضد اليمنيين والإنسانية أجمع .

وقبل أن يسيطر الجيش الوطني والمقاومة مؤخرا على المديرية زرع الحوثيون الالغام فيها بشكل عشوائي ومكثف ، تمكنت فرق الجيش الهندسية من انتزاع البعض منها في اجزاء بسيطة منها والتي تقدر بالألاف ،

 كما حذرت فرق نزع الالغام التابعة للجيش الوطني من دخول اي محلة او حارة بالمديرية قبل فحصها وتنظيفها من الالغام ، والتي تعد بمثابة حرب مؤجلة سيخوضها المدنيون من ابناء حرض اذا ما تهيأت الظروف لعودتهم لقراهم من النزوح .
 
جريمة زراعة الالغام رغم تأكد المجتمع الدولي من ضلوع الحوثيين فيها منذ 2004م وحتى اليوم الا أن المؤسسة الدولية لازالت تتعاطى معهم كفصيل سياسي في اليمن لا كمجرم حرب يجب محاكمته ، ما جعل الموقف الدولي ازاء المتمردين في اليمن محل شك في تطبيق قوانينها الدولية التي من شأنها حماية الانسان ومحاربة الارهاب تحت اي مسمى كان .
 
ويبقى السؤال هل ستستمر معاناة أبناء حرض بعد تشرد سنوات ، يكونوا على موعد مع القتل والتعذيب مستقبلاً جراء الالغام التي تنتظر عودتهم لاستقبالهم بشبح الموت ؟!
 


- صور :

حرض .. من منفذ تجاري الى ساحة حرب حولتها إلى ركام (تقرير ميداني +صور)
حرض .. من منفذ تجاري الى ساحة حرب حولتها إلى ركام (تقرير ميداني +صور)
حرض .. من منفذ تجاري الى ساحة حرب حولتها إلى ركام (تقرير ميداني +صور)
حرض .. من منفذ تجاري الى ساحة حرب حولتها إلى ركام (تقرير ميداني +صور)
حرض .. من منفذ تجاري الى ساحة حرب حولتها إلى ركام (تقرير ميداني +صور)
حرض .. من منفذ تجاري الى ساحة حرب حولتها إلى ركام (تقرير ميداني +صور)
حرض .. من منفذ تجاري الى ساحة حرب حولتها إلى ركام (تقرير ميداني +صور)
حرض .. من منفذ تجاري الى ساحة حرب حولتها إلى ركام (تقرير ميداني +صور)
حرض .. من منفذ تجاري الى ساحة حرب حولتها إلى ركام (تقرير ميداني +صور)
حرض .. من منفذ تجاري الى ساحة حرب حولتها إلى ركام (تقرير ميداني +صور)
حرض .. من منفذ تجاري الى ساحة حرب حولتها إلى ركام (تقرير ميداني +صور)
حرض .. من منفذ تجاري الى ساحة حرب حولتها إلى ركام (تقرير ميداني +صور)

التعليقات