هل تصبح "تعز" محطة إيران القادمة في اليمن بعد حلب و الموصل؟ (تقرير خاص)
- متولي محمود السبت, 17 ديسمبر, 2016 - 08:00 مساءً
هل تصبح

[ توعد ناشطون حوثيون مدينة تعز بمصير مشابه لحلب السورية -ارشيفيه ]

أثار سقوط مدينة "حلب " السورية بأيدي المليشيات الإيرانية، ردود فعل واسعة لوسائل إعلام مليشيات الحوثي والمخلوع، لم تخلو من النشوة والتشفي.
 
وقال إعلاميون حوثيون إن مصيرا مشابها لمدينة حلب، ينتظر مدينة تعز، الخاضعة لسيطرة المقاومة الشعبية الموالية للحكومة الشرعية.
 
وقال مراقبون إن مدينة تعز تمثل، بالنسبة المليشيات الموالية لطهران، كمدينة حلب بالنسبة لسوريا، والموصل بالنسبة للعراق.
 
وتصاعدت حدة التصريحات الإيرانية، عطفا على سقوط مدينة حلب، الأمر الذي دفع مسؤول عسكري إيراني للقول إن الهدف التالي هي البحرين واليمن.
 
فيما قال علي أكبر ولايتي، الأمين العام للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية، إن الرئيس هادي لم يعد بإمكانه الوصول إلى كرسي الرئاسة مرة أخرى بعد تشكيل حلفائه للحكومة.
 
وأضاف، ردا على تصريحات رئيسة الوزراء البريطانية، إن حلم بريطانيا للعودة إلى القرن التاسع عشر لن يتحقق، هذه التهديدات ستفرح فقط المراهنين على الغرب.
 
إلى ذلك، يواصل وفد حوثي إجراء مقابلات مكثفة بمسؤولين روس، في سبيل خطف اعتراف سياسي بالحكومة المشكلة مؤخرا مع جناح المخلوع.
 
صحفيون ومراقبون يرون أنه لا وجه للمقارنة بين حلب وتعز، سوى في كونهما هدفا موحدا للمخطط الصفوي في المنطقة.
 
وأضافوا أن الجيش الوطني في تعز قوي، وهو صاحب المبادرة في الهجوم، ويحقق انتصارات ميدانية واضحة، فيما المليشيات منكسرة وإلى زوال.
 
 لا وجه للمقارنة
 
يقول الصحفي مازن عقلان: الحوثي مستنزف تماما، وهو منذ مدة متقوقع في وضعية الدفاع بعد أن أفلت دورة الانتفاشة، وآلت إلى السقوط وأعطبت تعز جائحته الموتورة".
 
وأضاف: كل مظاهر "النكف" والتحشيد التي يقومون بها هي استعراضات إعلامية؛ المقاومة اليوم هي من تمتلك زمام المبادرة، وهي التي تسيطر وتستعيد المواقع وتذيق المليشيات الويل".
 
وأوضح عقلان في سياق تصريحه لـ(لموقع بوست): "لا وجه للمقارنة بين حلب وتعز إلا من حيث واحدية هدف العدو وقذارته، أما طبيعة المعركة وظروفها ومحيطها وتكتيكاتها وبنية المقاومة وتحالفات الطرفين فتختلف تعز كثيرا عنها، ولا وجه لعقد المقارنات".
 
وتابع: "في بعض الاحيان يقوم الحوثيون بمحاولات تسلل، أشبه بعمليات الانتحار، أو يشنون هجوم خائب سرعان ما يتحول إلى هجوم عكسي للمقاومة".
 
نصر معنوي
 
ويؤكد الناشط الاعلامي وضاح محمد بأن مليشيا الحوثي والمخلوع استفادت من سقوط حلب بأيدي مليشيا حزب الله اللبناني والجماعات الطائفية الإيرانية وحلفائها، نصرت معنويا وزعته على عناصرها في الجبهات وفي المدن الخاضعة لسيطرتها".
 
وقال: في الحقيقة تعلم جيداً قيادات المليشيا أن سقوط حلب من عدمه لن يضيف جديدا على أرض الواقع وعلى سير المعارك في مختلف جبهات اليمن، ولكنها تستخدم انتصارات المليشيات في سوريا للتغرير بأنصارها ودفعهم إلى محرقة الجبهات المختلفة".
 
وأضاف وضاح لـ(لموقع بوست): "بالتأكيد تراودهم الأحلام بتكرار أحداث حلب والموصل في تعز، لأن هدفهم واحد هو نشر الفكر الطائفي، ويعتبرون تعز والموصل وحلب معارك مصيرية بالنسبة لهم، ولذلك يحشدوا إلى هذه المدن كل قوتهم ومليشياتهم". 
 
وتابع: "حسب المعطيات على أرض المعركة في تعز، فهو بعيد المنال على المليشيا الانقلابية أن يتحقق حتى جزء بسيط من أوهامهم المستوردة من قُم الإيرانية،  لعدة أسباب منها أنه لم يتبق للمليشيات فيها إلا القليل،  ومواقع تمركزها تقتصر على أطراف المدينة والتي تستخدمها لقصف الأحياء السكنية، فضلا عن اختلاف طبيعة المعركة والمقاتلين بين المدينتين".
 
تفخيخ العقول أولا
 
"منذ عشرات السنين وإيران تحلم بالسيطرة على الجزيرة العربية، والذي تطلق عليه في وسائل إعلامها "الخليج الفارسي".
 
وقال "صلاح عفيف" ناشط إعلامي: "لقد بدأت إيران الإعداد لتنفيذ أطماعها في السيطرة على الجزيرة العربية، عبر استقدام بعض الشباب العربي، وتلغيم عقولهم بمنهجها الطائفي الذي يحمل في مجمله الحقد والكراهية والعداء للعرب من أبناء الطائفة السنية، وزودتهم بالسلاح والخبراء العسكريين".
 
 وأضاف "عفيف" للموقع بوست: "اعتمدت إيران على سياسة النفس الطويل، حتى جاء الوقت المناسب للبدء بالانقضاض؛ لقد كانت تحرص على اختيار شباب من طوائف ومذاهب قريبة لمنهجها، ما سهل عليها تحقيق أهدافها في وقت قياسي".
 
وتابع: "كان التركيز دائما على إحداث تغيير ديموغرافي في التركيبة الاجتماعية العربية، لذا فالتركيز مصبوب تجاه المدن ذات الأغلبية الفكرية المخالفة للمنهج الإيراني الصفوي؛ ففي سوريا حلب، وفي العراق الموصل، وفي اليمن تعز".
 
وأردف: "الأحداث الجارية في الوطن العربي تؤكد أن حلب والموصل وتعز تقف حائط ردع أمام تنفيذ المشروع الإيراني، مايعني أن مخططها في الوصول وإحكام السيطرة على مكة المكرمة سيفشل اذا لم تزيل هذه المدن التي تقف كحجر عثرة أمام أحلامها في السيطرة على الجزيرة العربية والخليج".
 


التعليقات