أهداف ثورة 11 فبراير 2011.. من مطالب محدودة إلى نتائج كبيرة (تقرير)
- عبدالسلام قائد السبت, 11 فبراير, 2017 - 04:39 مساءً
أهداف ثورة 11 فبراير 2011.. من مطالب محدودة إلى نتائج كبيرة (تقرير)

عندما اندلعت ثورة 11 فبراير 2011، كانت أهدافها محدودة، وعندما أراد المخلوع علي صالح وحلفاؤه الحوثيون القضاء على الثورة، وإذا بها تحقق أهدافًا أكثر من التي اندلعت لأجلها.
 
ومع ذلك، يرى الحاقدون على الثورة، سواء من أنصار نظام المخلوع صالح وحلفائه الحوثيين، أو بعض أنصار الثورة السابقين الذين لم يحققوا مكاسب شخصية، أن الثورة لم تحقق شيئًا من أهدافها، وأنها هي السبب وراء كل ما تشهده البلاد حاليًا من حروب ودمار.
 
أهداف محدودة
 
لقد كان شباب ثورة 11 فبراير يطمحون إلى رحيل المخلوع صالح من السلطة، وإقالة أفراد عائلته والمقربون منه من مناصبهم العسكرية الحساسة، وأن يتم إصلاح قانون الانتخابات، وأن تكون هناك ديمقراطية حقيقية تضمن تكافؤ الفرص.
 
ولو أن هذه الأهداف تحققت سريعًا، فإن ذلك يعني خلق واقع مشوه، أشبه بحقل ألغام، وأن الوضع الجديد الذي أراده الثوار سيكون هشًا، تحيط به المخاطر من كل الجهات، وستكون مرحلة ما بعد الثورة مفخخة وملغمة ومسممة، لأن هناك جيش عائلي ما زال هو الأقوى، وهناك أحفاد الأئمة الذين أعلنوا انضمامهم للثورة بغرض نخرها من الداخل، وهناك مقربون من المخلوع صالح أعلنوا انضمامهم للثورة بغرض الالتفاف عليها ونخرها من الداخل أيضًا، وهناك جماعات إرهابية مرتبطة بالمخلوع صالح وتعمل وفقًا لأجندته، وهناك دولة عميقة موالية للمخلوع صالح  يستطيع التسلل من خلالها والعودة للسلطة سواء بشخصه أم من خلال أحد أفراد عائلته، وغير ذلك من الألغام والمخاطر.
 
نتائج كبيرة
 
لم تفشل ثورة 11 فبراير كما يدعي أعداؤها، ولكن محاولات المخلوع صالح وحلفائه الحوثيين لإجهاض الثورة والقضاء عليها هي التي فشلت، فيما الثورة حققت أهدافًا أكثر من التي اندلعت لأجلها، وفيما يلي إيجاز لأهم الأهداف التي تحققت حتى الآن، وبعضها لم تكن في حسبان شباب الثورة في بدايتها:
 
- إزاحة رأس النظام من السلطة بشكل نهائي وإلى الأبد، حيث من المستحيل أن يحكم اليمن المخلوع صالح أو أحد أفراد أسرته اليمن بعد كل ما أحدثه من حروب وسفك للدماء وخراب ودمار في البلاد من أجل توريث السلطة.
 
- كشفت الثورة عن عورات النظام السابق وعرّته تمامًا، وجعلت المخلوع صالح يخسر حلفائه في الداخل والخارج، وأصبح مغضوبًا عليه محليًا وعربيًا ودوليًا، وممنوع من السفر، ومطلوب منه إعادة ما نهبه من ثروات الشعب، وعقوبات دولية أخرى مفروضة عليه وعلى بعض أفراد عائلته وبعض قيادات حلفائه الحوثيين.
 
- أخرجت الثورة أحفاد الإمامة من جحورهم، وذلك ليسهل القضاء عليهم، وتنبيه الشعب لخطرهم مستقبلًا، بالإضافة إلى جعلهم فئة ممقوتة ومكروهة شعبيًا، بسبب عنصريتهم وهمجيتهم وطائفيتهم، وكل ذلك يجعل من مسألة عودة نظام الإمامة مستقبلًا أمرًا مستحيلًا.
 
- كان من تداعيات كل ما سبق، منذ اندلاع الثورة وحتى الانقلاب ثم عملية "عاصفة الحزم"، أنه تم تدمير الجيش العائلي الموالي للمخلوع صالح وعائلته، وتدمير ترسانته العسكرية الهائلة التي كانت تشكل خطرًا على الشعب وعلى الديمقراطية والنظام الجمهوري.
 
- تأسيس جيش وطني يشكل دعامة رئيسية للحفاظ على النظام الجمهوري والديمقراطية والوحدة، ويقف سدًا منيعًا أمام مشاريع التوريث وأحلام عودة نظام الإمامة البائد.
 
- المضي نحو بناء يمن اتحادي جديد ينهي نفوذ وهيمنة المركز، ويضمن توزيعًا عادلًا للثروة والمشاريع الخدمية والوظيفة العامة.
 
-كشفت الثورة المؤامرة الخفية لإيران وعبثها في المنطقة، ولولا فبراير فلم تكن مخططاتها ومساعيها التآمرية معلومة.
 
وهناك العديد من الأهداف التي ستتحقق تباعًا بعد القضاء على الانقلاب، وبناء اليمن الاتحادي الجديد.
 
ماذا لو لم تندلع الثورة؟
 
ويبقى السؤال الأخير: ماذا لو لم تندلع ثورة 11 فبراير 2011؟ والإجابة: كان المخلوع صالح سيورث السلطة لنجله أحمد، وكانت الأزمات السياسية والاقتصادية ستزداد، وكان عدد الفقراء والجوعى والمرضى والعاطلين والمتسولين والمجانين سيزداد، وكان السخط الشعبي سيتراكم، والنظام الحاكم سيراكم المزيد من الأسلحة والقوة، وسيزداد الفساد والاستبداد.
 
وإزاء كل ذلك، كانت ستندلع ثورة شعبية عارمة، وكان النظام سيقمعها بقوة، وسيزداد الغضب الشعبي، وسيكون أعداد الضحايا أكثر مما هو حاصل اليوم، بمعنى أن المسألة لا تعدو كونها ترحيل للثورة وما سيترتب عليها، مع فارق كبير، وهو أنه إذا كان ضحايا التغيير اليوم بعشرات الآلاف من القتلى والجرحى، فإنه في حال تأجلت الثورة سيكون الضحايا بمئات الآلاف من القتلى والجرحى، وربما يتجاوزون المليوني ضحية.
 
وربما أن الأوضاع الدولية حينها لن تساعد على التدخل الخارجي إلى جانب الشعب ضد إجرام النظام الحاكم، وخلق نوع من التوازن العسكري على الأرض، ليتمكن الشعب من مواصلة الثورة حتى تتحقق أهدافها كاملة.
 
وأخيرًا، نستطيع القول إن ثورة 11 فبراير 2011 نجحت في تصحيح اختلالات تراكمت منذ ثورة 26 سبتمبر 1962 وحتى الوقت الحالي، وإنها تمثل أعظم لحظة مفصلية في تاريخ اليمن، وإنها نجحت في تغيير وجه اليمن إلى الأبد.
 
 


التعليقات