ما وراء استمرار الحوثيين بمطالبهم بتغيير المبعوث الأممي؟ (تقرير)
- وئام عبدالملك الاربعاء, 15 فبراير, 2017 - 10:00 صباحاً
ما وراء استمرار الحوثيين بمطالبهم بتغيير المبعوث الأممي؟ (تقرير)

[ ولد الشيخ المبعوث الأممي إلى اليمن ]

يواصل الانقلابيون مهاجمتهم للمبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، الذي يقوم بدور الوسيط بين الحوثيين والسلطة الشرعية، من أجل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، متهمين إياه بتضليل المجتمع الدولي، وتقديمه لمعلومات غير صحيحة بشأن ما أسموه "جرائم العدوان"، في إشارة إلى التحالف العربي بقيادة السعودية.
 
وأطلق الانقلابيون حملة في مواقع التواصل الاجتماعي "رفضا لاستمرار ولد الشيخ كمبعوث أممي إلى اليمن على خلفية فشله وعدم مهنيته وانحيازه للعدوان"، حد زعمهم في البلاغ الذي نشرته وكالة "سبأ" التابعة لهم.
 
وتضمنت المنشورات التي جاءت تحت هاشتاج #Replace_UN_Envoy العديد من الإساءات التي طالت المبعوث الأممي، واحتوت على الكثير من المغالطات التي روجها نشطاء في اعلام الانقلابيين.
 
وليست هذه هي المرة الأولى التي يهاجمون فيها ولد الشيخ، لكن هذه المطالب عادت بزخم أكبر، محاولين صبغها كمطلب شعبي، عن طريق مؤيديهم بمواقع التواصل الاجتماعي.
 
ويوم الجمعة 10 فبراير/شباط، طالب رئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى"، صالح الصماد، بعدم تمديد مهمة المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، بسبب "فشله في مهمته وعدم حياديته".
 
وجاء الرد قاسيا من قِبل الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي أكد دعمه الكامل لمبعوثه إلى اليمن، واصفا إياه بالعمل بصورة محايدة ومهنية.
 
وأعلن كذلك نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، رفض المنظمة الدولية إقالة مبعوثها الخاص.
 
تلك التصريحات وجدت صداها عربيا من خلال تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، والذي أعرب عن شكره للجهود التي يقوم بها ولد الشيخ، مجددا دعم التحالف العربي الكامل لجهوده في المنطقة.
 
وجدد ولد الشيخ مطالبته للميليشيات الانقلابية، يوم الاثنين 13 فبراير/شباط، بتقديم أفكار واضحة تتعلق بالشق الأمني وتسليم السلاح، مؤكدا أن الحل في اليمن لن يكون خارج مرجعيات القرار الأممي 2216، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني.
 
ووصف في حوار متلفز مع قناة "العربي" تشكيل المجلس الرئاسي الانقلابي وحكومته بـ"الخطوة الأحادية"، التي لا تخدم الحل السياسي، ولم تعترف أي حكومة بهما.
 
فشل وإفلاس
 
ويؤكد المحلل السياسي، فؤاد مسعد، مهاجمة المبعوث الأممي من قِبل الحوثيين، أنه تعبير عن إفلاس سياسي.
 
ويوضح لـ"الموقع بوست" أن ولد الشيخ لم يكن أداة إعاقة أو عرقلة للمفاوضات، بل كانت جماعة الحوثي وحليفها صالح الطرف المعرقل لأي مسار للتفاوض، سواء قبل الحرب أو خلالها.
 
 وهم يحاولون -وفق مسعد- أن يصوروا أن المبعوث الأممي هو سبب هزائمهم وانتكاساتهم المتلاحقة، ويطالبون بتغييره كما لو أن وجود مبعوث آخر سيحل كل المشاكل السياسية والأمنية والعسكرية.
 
واعتبر المحلل السياسي اليمني، الحملة التي يقوم بها الانقلابيون، أنها محاولة بائسة لتعليق فشلهم على شماعة الأمم المتحدة ومبعوثها.
 
وهي أيضا محاولة للهروب من الانتكاسات التي يعيشها تحالف الانقلاب في صنعاء، بعد عجزهم الفاضح عن تقديم أي خدمة للمواطنين في المحافظات المحتلة، وكذا انتشار الفساد لدى قيادتهم، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية، وتفاقم المعاناة، بسبب مواصلة حربهم على المدن والمساكن، ومحاصرتها وحرمان المناطق من أبسط الخدمات الأساسية، بحسب مسعد.
 
عرقلة السلام
 
ويبدو أن الأمين العام الجديد للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، جاد في التوصل إلى تسوية تنهي الصراع في اليمن الذي يدور منذ قُرابة عامين، جرّاء الانقلاب.
 
وأشار غوتيريش، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الأحد 12 فبراير/شباط، إلى أنه أجرى "مناقشات بناءة جدا" مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حول تسوية النزاعات في سوريا وليبيا واليمن.
 
ويقول المحلل السياسي، محمد المهدي، إن الانقلابيين يقومون بحملات ضد ولد الشيخ، حين يعدل بوصلته إلى المسار السليم، ويتجه نحو المرجعيات التي اتفق عليها المجتمع الدولي، تحت ضغط الشرعية والانتصارات القائمة على الأرض.
 
ويذكر لـ"الموقع بوست" أن أسلوب المهاجمة المستخدم كورقة ضغط ليثبتوا أنهم أصحاب حق وهم أصحاب باطل، هو مستنسخ من طرق الفارسيين في المفاوضات، التي يرفعون فيها سقف مطالبهم إلى أعلى حد، ليصلوا إلى ما يريدون.
 
ويستطرد يقول "لن يسمح الانقلابيون بالذهاب نحو الحل السياسي الحقيقي الذي يعيد الدولة إلى الشرعية، وسيتجهون إلى مهاجمة المجتمع الدولي، برغم أنه تعامل معهم بشكل ناعم، بسبب تقاطع المصالح الدولية مع الحوثيين، الذين وجدوا عن طريقهم بغيتهم في تحقيق بعض أهدافهم، من خلال حماقات الحوثيين ضد أبناء الشعب اليمن"، على حد تعبيره.
 
الجدير بالذكر أن الانقلابيين سبق وأن هاجموا المبعوث الأممي السابق إلى اليمن، جمال بن عمر، برغم انحيازه الواضح لهم، والذي انتهت مهمته بفشل ذريع في أبريل/نيسان 2015.
 


التعليقات