فشل الجهود الإيرانية في السيطرة على باب المندب مع تزايد خطر حلفائهم على المضيق (تحليل)
- خاص الجمعة, 24 فبراير, 2017 - 04:56 مساءً
فشل الجهود الإيرانية في السيطرة على باب المندب مع تزايد خطر حلفائهم على المضيق (تحليل)

[ الطموحات الإيرانية بالسيطرة على باب المندب اصطدمت بحائط صد كبير ]

تُظهر إيران انفلاتاً وفشلاً لجهودها في السيطرة على مضيق باب المندب التي كانت بداية العام الحالي تَعد نفسها بقاعدة عسكرية بحرية على بوابة المضيق الاستراتيجي الهام.
 
اصطدمت الطموحات الإيرانية بحائط صد كبير وعنيف على المضيق بالرغم من محاولاتها المستمرة الحديث عن سيطرة كلية على العاصمة الرابعة وأن حدودها تصل إلى خليج عدن في البحر العربي، كان الحائط الأول: المقاومة الشعبية التي تصدت لمحاولات أذرعها التمدد والهيمنة، وأتى الحائط الثاني: التحالف العربي الذي تقوده السعودية ليكمل ما بدأته المقاومة من صد إيران وهيمنتها في بوابة الجزيرة العربية الجنوبية، أما الحائط الثالث فكان تغير سياسة الولايات المتحدة في اليمن ليُنهي بشكل كامل تلك الأحلام.
 
تسعى إيران للسيطرة على مضيق باب المندب بعد سيطرتها على مضيق هرمز، وهما من أهم خطوط تجارة النفط من دول الخليج إلى العالم، بعد عشرات الاحتكاكات العسكرية بين دول الخليج والبحرية الأمريكية في الخليج العربي في السنوات الخمس الماضية.
 
المخاوف الأمريكية تتعزز

أعاد استهداف الحوثي للبوارج الأمريكية العام الماضي وغيرِها الأجواء إلى حادث هجومِ تنظيم القاعدة عام 2000 على المدمرة الأمريكية يو إس إس كول، كما أثار مخاوف البعض من مرحلة جديدة في المناكفة الأمريكية الإيرانية ساحتها باب المندب خصوصا واليمن بشكل عام.
 
 ويقول خبراء إن "الهدف الإيراني من التواجد بباب المندب هو التأثير على التجارة العالمية ولاسيما تجارة الطاقة في ظل سيطرتها السابقة على مضيق هرمز، لفرض إرادتها السياسية على العالم أو لاستهداف البوارج الأمريكية في حالة الصدام مع إدارة دونالد ترمب".
 
 بإحكام القوات الحكومية اليمنية سيطرتها على ميناءي المخا وميدي تقلصت هيمنة الحوثيين ومعه بدا واضحاً امتعاض الحكومة الإيرانية. أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية المدمرة "كول"، وهي نفس المدمرة التي استهدفت في عام 2000، مع صلاحيات كاملة بالرد على مصدر العدوان القادم من السواحل اليمنية.
 
يدور حديث واسع في أروقة السياسة الأمريكية وادخل فريق ترامب على التدخل في اليمن بشكل أكبر وأشد على الحوثيين، في خطوة لاستهداف أذرع إيران في المنطقة تمهيداً لعزلها اقتصادياً وسياسياً واليمن تمثل لهم هذا الطموح كما توفر لهم استعادة العلاقة مع دول الخليج وتأمين الممر المائي الدولي.
 
تملك واشنطن عذراً دولياً للتدخل في اليمن-وإن كان محدودا- وهو الذي يبيحه القرار الدولي (2216) الذي تجنبته إدارة أوباما بل كانت تحاول شن حملة لإيقاف العمل به، لأن إدارته كانت أشد هوساً بالاتفاق النووي ويخشى أن يتخذ قراراً يغضبها، مما شجع الإيرانيين لمهاجمتها واستمرار دعم الحوثيين في البلاد. فالقرار الدولي تحت الفصل السابع يتيح للدول حماية الممر الدولي وفرض سلطة الرئيس عبد ربه بالقوة إن لزم الأمر.
 
الفرقاطة السعودية

كان لاستهداف الحوثيين الفرقاطة السعودية في 30يناير/كانون الثاني الماضي، تحولاً هاماً في الموقف الأمريكي من اليمن، وعلى ذلك وصف مايكل فيلن، المستشار السابق للأمن القومي في إدارة ترامب، جماعة الحوثي بأنها منظمة إرهابية موالية لـ"إيران".
 
لا تنبع المخاوف الأمريكية من استهداف الفرقاطة السعودية فقط والتي اعتقد الأمريكيون أنها كانت تتجه نحو مدمرة أمريكية حسب تحليل لـ"البنتاغون" لكنه يتجاوز ذلك إلى تصريحات عديدة تشير إلى التقنية التي استخدمها الحوثيون في تدمير القارب الانتحاري في الفرقاطة السعودية، والتي يعتقد الجيش الأمريكي أنه تم بواسطة قارب (دون قائد) مثل تقنية طائرة دون طيار!
 
وهو ما أثار قلق الأدميرال "كيفن دونيجان" نائب قائد الأسطول الأمريكي الخامس ومقره البحرين أن تقييمه هو أن "ما استخدم في مهاجمة الفرقاطة كان قاربًا من دون قائد". الذي قال في مقابلة مع "ديفينس نيوز": "لأول مرة يستخدم الحوثيون هذا السلاح، وهذا ليس بالأمر السهل لتطويره. كانت هناك العديد من المجموعات الإرهابية التي حاولت تطوير تلك التقنية، لكنها فشلت. كما أنه ليس اختراعاً حوثياً. هناك بوضوح دعم قادم من الآخرين، وهذه هي المشكلة"، مشيراً إلى احتمالية تزويد إيران للحوثيين بالقارب.
 
وظهر دونيجان متردداً في مقابلته مع الموقع المتخصص بالدفاع، وقال ردا على سؤال ما اذا كانت الولايات المتحدة تستعد للعمليات العسكرية ضد الحوثيين: "أنا لا أعتقد أنني سأكون قادرا على الإجابة على هذا السؤال لعدة أسباب"، مضيفاً: "لكن يكفي أن نقول إننا قلقون بالتأكيد بشأن ذلك، ونحن نقوم بالتخطيط بحكمة، وليس فقط لأنفسنا ولكن مع حلفائنا وشركائنا في المنطقة -يقصد دول التحالف- نحن قلقون حقا الآن أكثر من ذي قبل بسبب هذا الجموح في سلاح البحرية. وليس من الضروري أن يكون هناك حل عسكري وحتى وإن حصل لن ينهي الأزمة هناك، يقصد اليمن".
 
في تفكيك لجزيئيات الحوائط الثلاثة نجد أن الحوثيين أمام خيار واحد فقط: "التخلي عن إيران والعودة إلى الحاضنة اليمنية، كحزب سياسي". سيكون عسيراً هذا المخاض المتوالد من جماعة لم تألف سوى العنف ولم تعِش إلا على تمدد الفرز، وعلى رأسه الطائفي، سيكون مؤلماً لكنه سيكون مثمراً لأفراد الجماعة وعائلاتهم ولمستقبلهم ومستقبل البلاد ككل، وفوق كل ذلك يجب أن تعلو الدولة وتهيمن على مساحات البلاد الجغرافية وتحميها.
 
 


التعليقات