اغتيال القيادي الحوثي يحي موسى في ذمار.. اختراق كبير في الدائرة المغلقة للجماعة وفي أهم معاقلها
- خاص الثلاثاء, 28 فبراير, 2017 - 07:37 مساءً
اغتيال القيادي الحوثي يحي موسى في ذمار.. اختراق كبير في الدائرة المغلقة للجماعة وفي أهم معاقلها

[ يحي موسى من القيادات الرفيعة للحوثيين في ذمار ]

أثار اغتيال قيادي رفيع في مليشيا الحوثي بذمار اليوم الثلاثاء الكثير من التساؤلات حول الشخصية المغتالة والجهة المنفذة للاغتيال واختيار التوقيت الزمني والمكاني والأسلوب الذي تمت به العملية، والأهم من المستفيد من ذلك كله.
 
فريق التحقيقات في "الموقع بوست" حاول جمع ما يمكن من المعلومات حول حادثة اغتيال القيادي الحوثي يحي موسى، في محاولة لإيجاد نوعٍ من المقاربة حول الحادثة.
 
ومن خلال المعلومات التي توافرت لدينا خلال التواصل مع مصادر مقربة وأخرى أمنية مطلعة من جماعة الحوثي التي ينتمي لها المجني عليه، فقد اتضح أن يحيى موسى ليس بالسهولة الوصول إليه من أي جهة لا تعرفه جيداً، فهو الذي كان يتوارى عن الظهور حتى أن من يعرفون شخصيته لا يمثلون سوى دائرة ضيقة في تيار الحوثي ذاته.
 
ووفقاً للمصادر التي تحدثت لـ"الموقع بوست"، فقد مثلت شخصية يحيى موسى في الجزء الظاهر منها شخصية عادية حتى في وظيفتها المعلنة رسمياً كمستشار لوزير العدل في حكومة تحالف الانقلاب، في حرص واضح على عدم تولي أي مسئولية تنفيذية مباشرة، وهذا ما درجت عليه العادة في عمليات الإخفاء والتمويه لكثير من حقائق الشخصيات الهامة لدى الدول والمنظمات والجماعات والتنظيمات التي تمارس أعمالاً غير قانونية.
 
أما الجانب المخفي من شخصية موسى، فهو من أرفع الشخصيات في جماعة الحوثي، بل ويعتبر أرفع شخصية لها في محافظة ذمار التي تمثل كرسي الزيدية باليمن.
 
وبحسب مصادر مطلعة جداً، فإن موسى يعتبر المرجعية الروحية والسياسية لجماعة الحوثي بمحافظة ذمار خاصة، وضمن مجموعة مماثلة في اليمن بشكل عام، كما اعتبرته شخصيات قيادية بالحركة مهندس العلاقات الاجتماعية فيها.

ويعتبر من القلائل داخل جماعة الحوثي التي ترتبط مباشرة بنظام ملالي إيران وتحظى بخصوصية لدى زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي.
 
ووصفته مصادر في السلطة المحلية بمحافظة ذمار بشخصية غامضة مبهمة حذرة لا يُعْرَفُ عنها الكثير ولا تترك أثراً في تحركاتها، فجميع تحركاته محسوبة وإتصالاته قليلة جداً، بما يوحي بحجم الخبرة المخابراتية والتدريبات الأمنية التي تلقاها داخلياً أو في الدورات التي كان يخرج لتلقيها في لبنان وإيران منذ سنوات عديدة.
 
وتثار العديد من التساؤلات عن طبيعة عملية اغتيال شخصية بهذا المستوى رغم حجم الحذر الشديد الذي يتمتع به القيادي الحوثي يحي موسى.
 
ورغم عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن العملية، وحتى جماعة الحوثي نفسها لم تعلن رسمياً عن اتهامها لأي طرف بالوقوف وراء الاغتيال -وهو ما يدعم بعض ما ذهبت له التحليلات الأمنية - إلا أن عدداً من المؤشرات توضح أنها ذات الأيدي التي تقف خلف عمليات اغتيال مماثلة حصلت قبلها في المحافظة، ومنها اغتيال رئيس حزب الإصلاح بالمحافظة المسيَطر عليها بشكل تام من قبل تحالف صالح والحوثي الانقلابي.
 
مصادر أمنية بالمحافظة أفادت أنه لا يمكن تنفيذ مثل تلك العملية بسهولة في ظل السيطرة الأمنية التي تمارسها سلطة الانقلاب بالمحافظة، والتي لم تسمح حتى بمجرد الإضراب لأيٍّ من قطاعات الدولة للمطالبة بالمرتبات خلال الأيام الماضية.
 
وعلقت المصادر الأمنية بالقول إن اغتيال موسى اليوم في ذمار لا يمكن تنفيذ مثل هكذا أمر إلا من قبل جهة مطلعة على تحركاته وتنقلاته، وتعي جيداً مكانته داخل الجماعة وما سيعنيه اغتياله وما سيتركه من فراغ فيها.
 
وبحسب المصادر الأمنية، فتلك المعطيات تجعل أصابع الاتهام تتجه إما إلى تصفيات داخلية، وهو ما يشير إلى درجة تنامي الصراعات الداخلية للجماعة نفسها ، أو إلى صراعها مع حليفها المخلوع صالح  وخصوصاً بعد إعلان البارحة بتشكيل ما سمي باللجنة العسكرية والأمنية العليا، والذي اعتبره مراقبون رداً على إعلان مجلس النواب بإمهال حكومة الانقلاب أسبوعا لصرف المرتبات أو سحب الثقة.

وربطت المصادر بين تلك التطورات في تصاعد الخلاف بين جناحي الانقلاب وبين حادثة اغتيال موسى ث، مع عدم إغفال ما يجري في مديرية عتمة بالمحافظة ذاتها. 
 
مصادر مطلعة قالت إنه في كل الأحوال فإن الحادثة تعتبر مؤشراً على اختراق كبير وخطير جداً في الدائرة المغلقة لجماعة الحوثي وفي أهم معاقلها ومخزنها البشري.
 


التعليقات