عاصفة الحزم بعيون يمنية: أنقذتنا من براثن إيران والمليشيا (تقرير)
- متولي محمود الأحد, 26 مارس, 2017 - 11:00 مساءً
عاصفة الحزم بعيون يمنية: أنقذتنا من براثن إيران والمليشيا (تقرير)

[ انطلقت قبل عامين ، بعد الانقلاب الذي قاده الحوثيون بالتعاون مع المخلوع صالح ]

يحيي اليمنيون، اليوم الأحد، الذكرى الثانية لانطلاق عمليات التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن والمعروف بـ"عاصفة الحزم".
 
وكانت العمليات العسكرية بقيادة السعودية قد انطلقت قبل عامين في مثل هذا اليوم، بعد الانقلاب الذي قاده الحوثيون بالتعاون مع المخلوع صالح، وأعلنوا الحرب على اليمنيين.
 
فبعد استحواذها على العاصمة ونهب معسكرات الدولة في سبتمبر 2014، قامت مليشيات الحوثي والمخلوع صالح بمحاصرة رئيس الجمهورية ورئيس حكومته، ووضعهما تحت الإقامة الجبرية.
 
وكان اليمنيون على بعد خطوات من تحقيق مخرجات الحوار الوطني بإجماع كامل من كافة الأطياف اليمنية، بمن فيهم الحوثيون والمؤتمر، غير أن المليشيات أبت إلا أن تسقط الدولة ومؤسساتها، حسب الإملاءات الخارجية، ليعيش اليمنيون في جحيم الحرب والجوع.
 
ولاكتمال الصورة، بدأت جموع المليشيات بالنفير صوب تعز والجنوب، لبسط سيطرتها على الموانئ الإستراتيجية وممرات الملاحة الدولية، فقط لتكون أداة ابتزاز لدول الجوار والعالم بيد الغول الإيراني.
 
في السادس والعشرين من مارس 2015، انطلقت عمليات التحالف العربي العسكرية، بعد تمكن الرئيس الشرعي للبلاد كسر الإقامة الجبرية المفروضة عليه ومغادرة العاصمة صنعاء إلى مدينة عدن جنوبي البلاد، وأخذ تفويض شرعي منه لمواجهة التوغل المليشوي في البلاد، تطبيقا لنماذج إيران الماثلة في العراق وسوريا.
 
ويرى اليمنيون، رغم عدم تحقيق "عاصفة الحزم" لكافة أهدافها في القضاء على المليشيات وإعادة الشرعية، يرون أن "العاصفة" استطاعت تحجيم قدرة المليشيات، وكبح جماح الغول الإيراني الذي أعلن بفجاجة سابقا سقوط اليمن كرابع دولة عربية تحت هيمنتها.
 
واستطاع التحالف العربي استعادة ما يزيد على النصف من الأراضي اليمنية، بينما تفرض قواته الجوية والبحرية حظرا شاملا على المليشيات، منذ عامين كاملين.
 
تكافؤ القوى
 
‏"دون مواربة حتى يوم ٢٥ مارس ٢٠١٥، كنت و ملايين مثلي من اليمنيين نعد أنفسنا لنضال  قد يطول عقوداً لمجابهة الإمامة العائدة بشراسة".
 
وقال عبدالله الحراري (إعلامي تلفزيوني): "كانت تعتصرنا مشاعر القهر و الغبن والغضب، لكن لم يكن من بينها اليأس أبداً، لأن ماحدث من انقلاب إرهابي مجرم كان ضد كل نواميس الحياة وأبسط قواعد  الأمور، وضد كل البديهيات العامة والخاصة".
 
وأضاف الحرازي لـ"الموقع بوست": "كان انقلابا ضد الحياة، والحياة تنتصر في النهاية لا محالة، كنا فقط نترقب خيط الضوء الأول لكسر غطرسة الظلام الذي التهم في غفلة من الزمن اليماني كل شيء له علاقة بالقيم الجمهورية والمدنية والإنسانية".
 
وتابع: "كنا نعد أنفسنا لمعركة طويلة مع  الجائحة الحوثية التي استشرت في مواجهة اليمنيين، فجاءت أولى عمليات عاصفة الحزم في الساعات الأولى من يوم السادس والعشرين من مارس لتعيد الأمور الى نصابها الطبيعي من تكافؤ الأدوات لتختصر لليمنيين زمن مأسآتهم".
 
وأردف: "لولا هذا التدخل العربي لاستمر التهام المنطقة برمتها وليس اليمن فحسب، صحيح أن الصراع لا يزال مستمراً، لكن الأكيد أنه في الجزء الأخير منه اليوم، بعد عامين تم فيهما استعادة ٨٥٪ من تراب اليمن و تحرير ٥٥٪ من أهله".
 
واستطرد: "سيكمل اليمنيون ومعهم  إخوانهم العرب وكل العالم الداعم للحق والعدالة و المدنية، وسينعدل الميزان وينهزم الانقلابيون ومشروعهم الإمامي ومن خلفه المشروع الإيراني البغيض‏".
 
تحجيم المشروع الانقلابي
 
‏"كانت عاصفة الحزم عملا عسكريا وإستراتيجيا ساهم في منع مشروع الانقلاب المناطقي الطائفي في اليمن من الاكتمال، ومنع النفوذ الإيراني من مزيد من التوسع في المنطقة العربية، وتهديد الأمن العربي وتمزيق المجتمعات العربية".
 
وقال وضاح الجليل (كاتب صحفي): "من الواضح أن عاصفة الحزم قد أوقعت بالانقلابيين خسائر كبيرة، وساعدت اليمنيين في تحجيم المشروع الانقلابي، كما أنها مكنت اليمنيين من مواجهة الآلة العسكرية الضخمة التي يمتلكها الانقلابيون".
 
وأضاف وضاح الجليل في تصريح لـ"الموقع بوست": "خلال العامين الماضيين استعادت الشرعية اليمنية مساحات واسعة من أيدي الانقلابيين، كما استطاعت إيجاد موطئ قدم لها في الكثير من المناطق".
 
وتابع: "رغم أن الشرعية لم تتمكن من مواجهة كافة تبعات الحرب والانقلاب، وفشلت في إدارة الملفين الأمني والاقتصادي، إلا أنها أوجدت ما يمكن البناء عليه".
 
وأردف: "لم تستفد الشرعية اليمنية والتحالف العربي من كثير من الفرص المواتية لحسم المعارك في كثير من المناطق، فمع علمنا بالضغوط الدولية من وراء الكواليس وتقاطع المصالح التي تؤدي إلى بطء العمليات العسكرية، ورغبات القوى الكبرى في بقاء الانقلابيين ضمن تسوية سياسية، إلا أن الشرعية والتحالف تعاملا بكثير من الخفة في كثير من القضايا والملفات، وهو ما تسبب في فقدانها ثقة المجتمع المحلي".
 
إدارة الملف الاقتصادي باقتدار
 
ويتابع وضاح الجليل القول: "لقد أثقلت الحرب كاهل اليمنيين، في حين لم تنجز الحكومة الشرعية المهام الملحة في المناطق المحررة، في حين يتعاطى المجتمع الدولي مع الأمور وفقا لمصالحه، ويتطلع إلى التعاطي مع أطراف فاعلة وحاسمة على الأرض، وهو ما افتقرت إليه للشرعية خلال الفترة الماضية".
 
وواصل وضاح الجليل السرد: "تتمثل أهمية استعادة ميناء الحديدة في كونه آخر منفذ مائي تقريبا يسيطر عليه الانقلابيون، ومن خلاله يحققون مكاسب مالية ولوجستية تساعدهم في مواصلة الحرب".
 
واستطرد: "بعد استعادة ميناء المخاء وطرد الانقلابيين من باب المندب، فإن ميناء الحديدة سيكون هو أحد آخر منفذين لاستقبال الأسلحة المهربة عبر البحر الأحمر إلى جانب ميناء الصليف شمالا، وباستعادة ميناء الحديدة سيكون أمام السلطات الشرعية فرصة لإثبات قدرتها على إدارة الملف الاقتصادي، وإنهاء معاناة اليمنيين".                       
 
 


التعليقات